السياحة اليونانية تشهد تراجعاً حاداً

يبدو أن صناعة السياحة اليونانية أصبحت في طريقها لأن تشهد أسوأ موسم صيفي على الإطلاق بعد أن تدنى مستوى الحجوزات بمعدل يتراوح ما بين 25 و30 في المئة من ألمانيا والمملكة المتحدة السوقين الأكبر للسياحة في اليونان• ونتيجة لذلك فضلت العشرات من الفنادق ذات الأربعة والخمسة نجوم في جزر كريت ورودس إغلاق أبوابها أثناء عطلة عيد الفصح الذي يعتبر البداية التقليدية للموسم السياحي في مسعى لخفض التكاليف، إذ يقول نيكولاس انجيلوبوبلاس رئيس مجموعة سيتي السياحية ''أعتقد أن العديد من الفنادق سوف تستمر مغلقة طوال شهري أبريل ومايو على أمل أن تحقق نوعاً من الاختراق في أشهر الذروة''• وبالإضافة لذلك يواجه أصحاب الفنادق أيضاً الكثير من المحدودية في الموارد بعد أن نأت البنوك بنفسها عن توفير القروض لصناعة السياحة برغم حزمة الدعم البالغة 28 مليون يورو (37 مليون دولار) التي وفرتها الحكومة بهدف الإبقاء على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم العاملة في الصناعة• وتعتبر صناعة السياحة البالغ حجمها 35 مليار دولار المشغل الأكبر في اليونان، إلا أن أكثر من 50 ألف وظيفة في القطاع أصبحت الآن تواجه الخطر بعد أن استمرت الفنادق في اغلاق أبوابها أثناء موسم الذروة في فصلي الربيع والخريف القادمين• ومن أجل تفادي هذا المصير لجأ أصحاب الفنادق اليونانية إلى منح مشغلي العطلات الأجانب تخفيضات تتراوح ما بين 15 و25 في المئة في ظل شراسة المنافسة من وجهات سياحية أرخص مثل تركيا وكرواتيا، ويذكر أن وكالتي تي يو آي للسفر وتوماس كوك في بريطانيا قد أعلنتا مؤخراً عن نمو قوي في أعداد الحجوزات المتجهة إلى تركيا• وفي ذات الأثناء وجه الركود ضربته إلى كافة القطاعات في سوق السياحة اليوناني حيث شهد مشغلو اليخوت والعبارات وقطاع السياحة التبادلية تراجعاً بمعدل 20 في المئة في الحجوزات وتدفقاً مستمراً في الإلغاءات• وكانت أعداد الواصلين إلى اليونان قد بقيت على حالها العام الماضي عند مستوى 17 مليون زائر بعد ثلاثة أعوام من النمو المتواصل وفقاً لما ذكره اريس ايكوس المدير والشريك في مكتب جي بي آر للاستشارات علماً بأن السياح الألمان والبريطانيين استمروا يشكلون 30 في المئة من إجمالي القادمين• وكما يقول ايكوس فـ''إن عدد الزوار البريطانيين في هذا العام سوف يتأثر حتماً بانخفاض الجنيه الاسترليني مقابل اليورو بينما من المتوقع أن يفضل المزيد من الألمان قضاء العطلة في الداخل''• ويذكر أيضاً أن أثينا العاصمة التي ظلت تعتبر الوجهة الشتوية المفضلة شهدت تراجعاً في أعداد الزوار في الربع الأول بسبب أعمال الشغب والاضطرابات التي اندلعت في ديسمبر الماضي كما يشير أصحاب الفنادق على الرغم من عدم توفر أرقام رسمية• إلا أن المنطقة التي تأثرت أكثر من غيرها هي جزيرة كريت في الجنوب والتي اعتادت على استقبال ما بين 3,5 و4 ملايين سائح في تلك الفترة، إذ ذكرت جمعية ملاك الفنادق المحلية أن الحجوزات قد انخفضت بمعدل بلغ 30 في المئة• والآن فقد منحت الفنادق حسومات تصل إلى 40 في المئة من أجل تأمين الحجوزات لموسم الذروة كما يقول نيكوس كوراكاس رئيس جمعية فنادق كريت الجنوبية قبل أن يضيف قائلاً ''لقد أصبح الزوار يميلون إلى خفض وتقليل فترة العطلات كما بات من الواضح أنهم يعمدون إلى تقليل الإنفاق''• ولكن جماعات الضغط في الصناعة باتت تحث الحكومة على تبني الخطوات التي اتبعتها قبرص بخفض ضريبة القيمة المضافة بمعدل 3 في المئة بالنسبة للفنادق والمطاعم، إلا أن الحكومة، اعتماداً على خبرتها المكتسبة في فترات التباطؤ الاقتصادي الماضية، مازالت متفائلة فيما يبدو بحدوث ارتفاع في اللحظات الأخيرة في أعداد الحجوزات وبشكل ربما يؤدي إلى إنقاذ الموسم في نهاية المطاف• عن ''فاينانشيال تايمز''