الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

عراقيون احتجزهم «داعش» في الموصل: كنا دروعاً بشرية

10 مارس 2017 00:36
الموصل (وكالات) اندفع مئات العراقيين مسرعين على منحدر تلة، منهكين لكنهم سعداء لتمكنهم أخيراً من الفرار من تنظيم «داعش» الذي كان احتجزهم، ثم بدأ يتراجع في الموصل بشمال العراق، وهم يصرخون للجنود القادمين: «كنا دروعاً بشرية». ويروي حسن محمد (47 عاماً) الذي فر مع زوجته وأبنائهما السبعة «هددنا مقاتلو داعش بالسلاح لإجبارنا على الخروج من منازلنا». ويقول العديد من سكان الموصل: إن التنظيم احتجزهم خلال انكفائهم إلى حي المنصور تحت ضغط العملية العسكرية التي تنفذها القوات العراقية لاستعادة ثاني مدن البلاد. ويروي عبد الرزاق أحمد الموظف البالغ من العمر 25 عاماً «كنا دروعاً بشرية». لكن السكان تمكنوا أخيراً من الفرار من المتشددين، مستغلين تقدم قوات الأمن التي تسعى لاستعادة السيطرة على كامل الجانب الغربي من مدينة الموصل بعد أن سيطرت على القسم الشرقي في يناير. وعند خروجهم من المدينة، ينزل السكان التلة للالتحاق بحافلات وشاحنات تابعة للشرطة تنقلهم إلى أحد المخيمات التي أقيمت في المناطق الصحراوية على مشارف الموصل. وتنقل أسر بكاملها متاعاً زهيداً في أكياس بلاستيكية أو في صرر، والنساء أزلن النقاب الذي يفرضه «داعش»، ورجال أطلقوا لحى مشعثة، ومسنون ينقلون على عربات بعجلتين أو على كراس نقالة. وبين الحشد، ينهار فجأة شاب معصوب الرأس بمنديل، فتصيح والدته «لقد أصيب بقذيفة»، وتتوسل ضابطاً أن يعطيه خبزاً، مضيفة «لقد مرت علينا أيام رهيبة». وأدت المعارك المستمرة في غرب الموصل إلى نزوح أكثر من 50 ألف شخص بحسب منظمة الهجرة الدولية. ويشعر ريان محمد وهو شاب نحيل في الـ18 بالارتياح لفراره منال تنظيم قائلاً «لقد هربوا كالجبناء»، مضيفاً أنه تعرض لستين جلدة لتخلفه عن الصلاة مرة، وأنه أودع السجن أسبوعاً بعدها. واحتجز أحمد مع زوجته وأبنائهما التسعة طيلة أربعة أشهر بإحدى مدارس المنصور بأيدي مقاتلي التنظيم. وقال أحمد «وصل مسلح إلينا ماذا كان بوسعنا أن نفعل؟»، وأضاف «الحياة كانت صعبة وكنا نعاني من الجوع ولا نأكل سوى الخبز والطحينة». وروي فتحي كيف استخدم مقاتلو «داعش» الطابق العلوي من بيته لإطلاق النيران من بنادق القنص والمدافع الرشاشة على القوات العراقية المتقدمة، بينما كانت أسرته يقبعون في الطابق السفلي. وقال فتحي «الحمد لله تراجعوا من هنا ووصلت القوات لتجدنا وحدنا». وأضاف «أحد الجنود قال لنا إنهم كانوا سيطلبون ضربة جوية بعد 5 دقائق لأن المقاومة كان مصدرها بيتنا». دار فتحي حول بيته ليشير إلى الدمار الذي أحدثه مقاتلو التنظيم بالبيت. فقد حطموا خزانة ملابس لاستخدامها كمتراس وإسناد بنادقهم عليها، كما قلبوا سلة للوقوف عليها أثناء إطلاق النار على القوات المشتركة. وقال: إن بعض المقاتلين كانوا يتحدثون باللغة الروسية، وإنهم غادروا مواقعهم في الحمامات بالطابق العلوي وتراجعوا عبر البيت المجاور من خلال فتحات أحدثوها في الجدران. وأضاف «عندما وصل الجنود لم نكن متأكدين مما إذا كان داعش ما زالوا هناك، ابني ذهب للتأكد وكانوا قد رحلوا». وشهد القتال لإخراج التنظيم من الشطر الغربي من الموصل آخر معاقل التنظيم الكبرى في العراق، معارك في الشوارع تقدمت فيها القوات العراقية من بيت لبيت في اقترابها من أكثر المناطق كثافة سكانية في المدينة. وقال العريف مروان هاشم من قوات مكافحة الإرهاب الذي يرابط في البيت المجاور لبيت فتحي: «داعش يتراجع بيتاً بيتاً كما يستخدمون الأنفاق التي حفروها للهرب». وأضاف: «يتخذون لهم مواقع على أسطح البيوت لإطلاق النار».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©