رايس تتجاهل قرار أولمرت عزل القدس وتقسيم الضفة

نأت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس وللمرة الاولى، بنفسها عن القرار الاسرائيلي بمصادرة اراض فلسطينية قرب القدس لعزل المدينة عن باقي انحاء الضفة الغربية المحتلة،بينما قالت مصادر إسرائيلية، أن سلطة الآثار تعتزم استئناف الحفريات في باب المغاربة في القدس قريبا، ومواصلة العمل على مخطط بناء جسر جديد يصل بين ساحة البراق وساحة الحرم القدسي، وذلك في إطار مخططات تهويد المدينة المقدسة· ودعت رايس ،الدولة العبرية الى الامتناع عن القيام بما ''يقلص ثقة'' الفلسطينيين· وقد وصلت رايس صباح امس، الى تل ابيب وبدأت محادثات جديدة مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين تمهيدا للاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المزمع عقده منتصف نوفمبر في الولايات المتحدة· وقالت رايس قبيل وصولها الى تل ابيب لصحافيين رافقوها في الطائرة ''اود القول انه يجب توخي الحذر الشديد، ونحن نحاول السير باتجاه اقامة دولة فلسطينية، على صعيد التحركات والتصريحات التي تقلص الثقة في تعهد الاطراف لحل قائم على دولتين''· وردا على سؤال حول ''التوضيحات'' التي طلبتها من اسرائيل بشأن مصادرة الاراضي التي اثارت مخاوف الفلسطينيين من عودة سياسة الاستيطان في الضفة الغربية، اوضحت رايس انها تلقت جوابا من الدولة العبرية· وقالت ان اسرائيل اكدت ان تنفيذ مشروع شق طريق بين القدس ومستوطنة ''معالي ادوميم'' اليهودية والذي سيقسم الضفة الغربية عمليا الى شطرين مما يعقد اقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ''ليس وشيكا'' ويهدف الى ''تحسين حركة تنقل الفلسطينيين''· واضافت رايس الاتية من موسكو ''سنواصل الحديث عن ذلك''· وقالت ''حتى ولو ان النوايا طيبة ·حتى ولو ان الاحداث الميدانية ستؤدي الى بعض التأثيرات، فان الجميع يعرف ان هذه الفترة حساسة للغاية''· واضافت ''في فترة نحاول فيها ايجاد مناخ من الثقة بين الطرفين، ونحاول الاقناع بان حلا يقوم على قيام دولتين يمكن ان ينجح، ونحاول الاقناع بانه لن تكون هناك اعمال على الارض تسيء الى نتيجة المفاوضات· ينبغي ان نكون حذرين الى اقصى حد''· واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية انها ستلتقي العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني في نهاية الاسبوع في لندن حيث سيكون موجودا وليس في عمان كما كان متوقعا· وقالت انها ستقوم بزيارة قصيرة الى مصر قبل ذلك، وتوقعت ان تدوم زيارتها للمنطقة اربعة ايام· وحذرت رايس من انه ينبغي ان لا نتوقع اي ''خرق'' بشأن الوثيقة المشتركة التي يحاول الاسرائيليون والفلسطينيون وضعها لعرضها اثناء الاجتماع الدولي· وهذه الوثيقة قد تكون قاعدة لمفاوضات مستقبلية رسمية تجري بعد الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط والتي لم يعلن موعدها وشكلها حتى الآن· وقالت رايس ''العمل جار· سأحاول الدفع بالعملية واعتقد اني ساعود في غضون بضعة اسابيع، للتحضير للاجتماع الدولي الذي نرغب عقده في اي وقت في الخريف''· ومن جهة اخرى، قالت صحيفة ''ها آرتس'' الاسرائيلية امس إن سلطة الآثار تعتزم استئناف الحفريات بباب المغاربة في القدس قريبا، ومواصلة العمل على مخطط بناء جسر جديد يصل بين ساحة البراق وساحة الحرم القدسي ، بعد أن وافقت لجنة وزارية قبل أسبوعين على مواصلة العمل· وقالت الصحيفة إنه قد تمت المصادقة على طلب سلطة الآثار بتأييد الوزراء أفي ديختر ورافي إيتان ويعكوف إدري ،رغم تعهد الحكومة الإسرائيلية للعديد من دول العالم بتنسيق العمل مع ممثلي الوقف الإسلامي في الحرم القدسي ومنظمة ''اليونسكو'' التابعة للأمم المتحدة· وأضافت أن القرار الوزاري جاء بناء على طلب تقدم به ''حاخام الهيكل'' والمنظمة اليمينية المقربة من الحركة الاستيطانية ''الصندوق لتراث الهيكل''· وأكد مكتب رئيس الوزراء أنه لا يرى أي مشكلة في استئناف العمل بهذا الصدد، مشيرا إلى أن ''توقف العمل في الأشهر الأخيرة ،كان نتيجة لمشاكل في التخطيط ولم يكن بقرار سياسي''· وكانت سلطة الآثار قد بدأت أعمال الحفريات في مطلع السنة الجارية كجزء من مخطط لبناء جسر جديد بين ساحة البراق لساحة المسجد الأقصى يستخدم من قبل اليهود ورجال الأمن الإسرائيليين والمستوطنين، وقد توقفت هذه الحفريات في يونيو الماضي عقب عاصفة من ردود الفعل وظهور إشكالية قانونية في مراحل التخطيط لبناء الجسر ،الذي يعتبر المنفذ الوحيد للمستوطنين وقوات الأمن الإسرائيلية إلى ساحة الحرم القدسي الشريف·