الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سينمائيون إماراتيون:المهرجان فرصة للتعرف على التجارب العالمية

سينمائيون إماراتيون:المهرجان فرصة للتعرف على التجارب العالمية
15 أكتوبر 2007 01:55
مع ولادة المهرجان السينمائي الجديد والمهم في أبوظبي فإن ملمحا ثقافيا وفنيا جديدا أصبح يكشف عن حضوره الخاص ويباهي بذاته كمشروع منفصل ومتصل في آن مع المشاريع الثقافية والإنسانية الواضحة التي يشهدها المكان، والسينما كتقليد جمالي راسخ في منظومة الفنون المعاصرة، أصبحت علامة دالة ومؤثرة في خطاب التواصل الحضاري والحوار الثقافي بين الشعوب· وفي هذا السياق فإن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في دورته الأولى إنما يشكل منصة مناسبة لتفعيل هذا الخطاب، رغم أنه مهرجان وليد ويجرب أدواته التنظيمية وسط اقتراحات ورؤى متعددة، ويحسب للمهرجان سعيه الحثيث لتحقيق بانوراما سينمائية تجمع النتاجات الفيلمية التاريخية مع تلك المعاصرة، مع القفز فوق الأطر الإقليمية والجغرافية الضيقة من خلال الجمع بين السينما العالمية والعربية والمحلية، وتشجيع التجارب السينمائية الشابة والمتحمسة للبدء بخطوة كبيرة وواثقة من أجل تحقيق فيلم ناضج فنيا وموضوعيا· '' الاتحاد'' من خلال الاستطلاع التالي تحاول إلقاء الضوء على هواجس وتطلعات السينمائيين الإماراتيين فيما يخص انتباهاتهم ونظرتهم الشخصية للمهرجان، خصوصا أنه خارج من المحيط الذي يمسهم مباشرة، ويتعاطى مع ذات المناخ الثقافي والإبداعي الذي يتحركون فيه، وكانت الحصيلة التالية: يقول السيناريست يوسف إبراهيم : إن خروج حدث ثقافي مثل مهرجان الشرق الأوسط السينمائي في أبوظبي يشكل ظاهرة سينمائية صحية، وهو بمثابة إضافة للأعراس السينمائية التي بدأت مع مسابقة أفلام من الإمارات في المجمع الثقافي، ثم مهرجان دبي السينمائي، وأخيرا وليس آخراً إنشاء أكاديمية للسينما بأبوظبي بالتعاون مع أكاديمية السينما بنيويورك''، ويضيف يوسف : '' إنني ككاتب للسيناريو بحاجة للتواصل مع مختلف التجارب السينمائية العالمية والعربية، وهي فرصة تمنحنا إياها المهرجانات السينمائية، لأنها تحتضن الأفلام المستقلة التي لا نعثر عليها في صالات العرض التجارية، المهووسة بسينما العنف والرعب والكوميديا فقط'' وعن وجود الأفلام الإماراتية وسط هذا العرس السينمائي الكبير يقول يوسف: '' رغم قلة الأفلام المحلية في المهرجان، إلا أن وجود الأفلام الخليجية التي تعاني من ذات المشاكل التي نعاني منها، يعني أن المهرجان يسعى للكشف عن هذه المشاكل والمعوقات، والبحث عن حلول إنتاجية وفنية للوصول إلى صيغة من التعاون والتبادل بين المبدع وبين المؤسسة الثقافية، حتى يتجاوز الفيلم المحلي والخليجي حدوده الإقليمية الضيقة، ويذهب إلى حدود أوسع وأكبر، ونتمنى في الدورات القادمة من المهرجان تنظيم ندوة تخصصية موسعة حول سبل الارتقاء بفن السينما في المنطقة العربية عموما وفي المنطقة الخليجية خصوصا''· الثقافة البصرية أما السيناريست محمد حسن أحمد فيرى أن مهرجان الشرق الأوسط السينمائي سيدعم دون شك صناعة الفيلم في الإمارات، كما أنه يشكل فرصة للسينمائيين الإماراتيين للاطلاع على التجارب السينمائية المغيبة عمدا من السينما التجارية السائدة، وبالتالي فإن المهتم بالسينما في الداخل سواء كان مخرجا أو كاتبا أو فنيا أو حتى مؤلف موسيقا تصويرية سوف يستفيد دون شك من عروض المهرجان، ذلك أنها ستضيف لثقافته السينمائية والبصرية، وسوف تثري إبداعه وحماسه الشخصي في هذا المجال الفني الصعب والممتع في ذات الوقت'' وعن اقتراحاته لتطوير المهرجان يقول محمد : '' من المهم هنا أن يخرج المهرجان من فكرة التنظيم كفعل إجرائي وإداري فقط، ويسعى لتحقيق نوع من الإبداع والابتكار والخيال التنظيمي الذي يبلور شخصية المهرجان، ويميزه عن المهرجانات العربية والدولية الأخرى، ونتمنى أن يحقق المهرجان التوازن المطلوب بين الإبداع السينمائي المحلي الذي يعبر عن هوية وخصوصية وثقافة المكان، وبين السينما القادمة من بيئات وهويات مختلفة، فلا يطغى البعيد على القريب، ولا يذوب الهاوي وقليل الخبرة وسط التركيز الإعلامي الضخم والموجه نحو المشاهير والمحترفين وحدهم''· بادرة مطلوبة أما المخرج عمر إبراهيم فينظر للمهرجان كبادرة سينمائية مطلوبة في الوقت الحالي، خصوصا مع تنامي الاهتمام بهذا الفن البصري التفاعلي في المكان، ويرى إن الإمارات محظوظة بوجود عدة فعاليات سينمائية رغم حداثة التجربة فيها، فهذا الزخم وهذا الاهتمام لا بد وأن يدفعا صناعة الفيلم في الإمارات نحو مناطق أكثر اتساعا على المستوى الرسمي والشعبي، وبالتالي فإن المستفيد الأكبر هو القطاع الثقافي الذي طالما غاب عنه هذا النوع من الفنون المعاصرة لأسباب ومعوقات عدة، أما اليوم فيمكن الإشارة وبثقة إلى أن السينما في الإمارات أصبحت محل اهتمام وإشادة من قبل الآخر ومن قبل قطاعات سينمائية عريقة ولها باع وتجربة في مجال تنظيم المهرجانات السينمائية· وعن التنويع الذي يمكن أن تخلقه المهرجانات السينمائية في الدولة أشار عمر إلى ضرورة التنسيق بين هذه المهرجانات الداخلية لضمان أكبر قدر من الاستفادة المرجوة للسينمائي المحلي، فكلما زادت خارطة الأفلام في خطط العروض السينمائية، كلما أدى ذلك لتوسيع نطاق المفاضلة والاختيار، فهذه المهرجانات تمثل فرصا نادرة لمشاهدة الأفلام المستقلة والإطلاع على المدارس السينمائية المختلفة في العالم· ويرى السينمائي خالد الرايحي الذي يعمل في عدة حقول تقنية مثل المونتاج والتصوير والمكساج، أن مهرجان الشرق الأوسط في أبوظبي أثبت أن الإمارات تملك مقومات لخلق حالة سينمائية متواصلة ومليئة بالمشاريع المبهجة، فبعد مسابقة أفلام من الإمارات التي ألقت حجرا في البركة السينمائية الراكدة، أتى مهرجان دبي ليستقطب قطاعا أوسع من الفعاليات والأنشطة السينمائية، ومع ولادة مهرجان أبوظبي السينمائي المعني بحيازة موقع سينمائي كبير ومهم في الشرق الأوسط، فإن المتشككين أصبحوا على يقين بأن عجلة السينما في الإمارات بدأت بالدخول في السباق العربي والدولي بثقة كبيرة ومتمكنة من أدواتها الفنية والتنظيمية· وعن أمنياته الشخصية للمهرجان يقول الرايحي : '' أتمنى أن يكون الفيلم الإماراتي هو فيلم الافتتاح في الدورات القادمة من المهرجان، كما أتمنى أن يتوجه صندوق الدعم في المهرجان نحو المشاريع السينمائية المحلية الجادة، والقادرة على المشاركة في المهرجانات الدولية لنشر صورة الإبداع الإماراتي في الخارج، خصوصا أن الكثير من السينمائيين المحليين المبدعين يعملون في الظل، وبحماس شخصي وإمكانات مادية شحيحة، هؤلاء بحاجة لمن يتواصل معهم ويساندهم ويخرجهم من منطقة الظل والتهميش، إلى منطقة الضوء والتواصل الإعلامي المواكب لمثل هذه المهرجانات الدولية والفعاليات السينمائية الكبرى''· بعد حضاري أما المخرج سعيد سالمين الذي أسهم بشكل فاعل في رسم ملامح وإطار الإبداع السينمائي في الإمارات ووضع بصماته في إخراج أفلام إماراتية آخرها فيلمه (الضنا) فيقول عن المهرجان: إن فكرة مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الأول في أبوظبي رائعة بحق وذلك لعدة أسباب أولها أننا لابد أن نجد عند انعقاد هذا المهرجان في أبوظبي وبصفته العالمية فنانين عالميين سوف يتعرفون على بلادنا وسوف يرون ما حصل من تقدم حضاري فيها هذا بالإضافة إلى أننا نحن كمخرجين أو مهتمين بالسينما وتقنياتها سوف نتعرف على تجاربهم وما أنتجوه خلال رحلتهم الإبداعية في هذا الاختصاص· أتوقع أن يكون المهرجان تجربة تضيف لتجاربنا السابقة بعداً جديداً وخاصة أننا عشنا تجاربنا الأولى في ''مسابقة أفلام من الإمارات'' التي صقلت مواهبنا وتعلمنا من بعضنا البعض مناصل هذا الابداع وهنا يأتي دور مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الأول في أبوظبي ليحدد لنا هذه المناصل ويشدها بالمعرفة· أضاف سعيد سالمين قائلاً: أتمنى أن يهتم مهرجان الشرق الأوسط بالسينما الإماراتية وأعتقد أننا نمتلك مخرجين وممثلين ومواهب شابة بحاجة إلى أن يعتني بها، ولذا فإن الاهتمام بالسينما الإماراتية ضرورة تحتاج إلى دعم بالرغم من أننا استطعنا أن نمتلك المعرفة في كيفية تنفيذ أعمالنا إلا أننا هنا نحتاج إلى تطوير تلك المعرفة عبر امتلاك التقنية والدخول إلى مهرجانات عالمية بأفلام تتحدث عن خصوصيتنا وعوالمنا وبيئتنا ومحليتنا، أن طموحنا بالحضور إلى مهرجان ''كان'' مثلاً لا يتم إلا عبر هذا التلاقح بين إبداعنا والمهرجانات العالمية مثل مهرجان الشرق الأوسط السينمائي الدولي الأول في أبوظبي· بينما يقول المخرج حمد سيف الريامي : في البداية أحب أن أشكر كل القائمين على هذا المهرجان وأتمنى لهم كل التوفيق فيه··طبعا موضوع كهذا يجب أن لا يذهب عن أعيننا لمجرد النظر فيه بل يجب أن يكون هناك ثمار نستطيع أن نقتطفها عن طريق هذا المشروع والذي يخص حال السينما الإماراتية بشكلٍ خاص جدا لا سيما أن المشروع سيفتتح في مدينة أبوظبي ، كنا ومازلنا نعاني مشكلة عدم تفهم الكثير لحال السينمائيين بالدولة وهذه المشكلة في رأيي الشخصي بدأت تتفاقم مع أن عدد السينمائيين الإماراتيين في تزايد من سنة لأخرى ، حيثُ استطاع هؤلاء الأشخاص خلال السنين الماضية أن يبرهنوا للمجتمع الإماراتي بأننا لسنا مجرد هواة يشغلون الساحة السينمائية لمجرد التسلية بل استطعنا بمقاومتنا للظروف القاسية التي للأسف لا تساعد حالنا بالدولة أن نصنع جيلا يمكن الاعتماد عليه كاسم فعال لهذه الصناعة ، أنا أقترح لكل من لديه أدنى شك على قدرات هؤلاء السينمائيين أن يعطي فقط بضعا من ساعاته واهتماما بسيطا لايتعدى حتى ال 5 في المائة من اهتماماته لنا ويرى بنفسه إن كان بمقدورنا أن نصنع سينما فعالة في الإمارات أم لا ؟ يبحث في أعمالنا القصيرة يرى ما وصلنا له من تطور في أعمالنا وينظر إن كان لدينا الحماس في عمل شيء أكبر وأكثر تطورا ، طبعا لا أريد أن أتعمق في موضوع الاهتمام في أعمال الأجانب وإعطائهم الفرص الأكبر ونصيب الأسد في هذا الاهتمام لأن هذه المسألة كانت ومازالت موجودة عدنا ولا أعلم كيف نستطيع أن نعالجها ، لكني أريد فقط فرصة بسيطة ليست بأكبر من فرص هؤلاء الأجانب ، فرصة نستطيع من خلالها أن نغير فيها صورتنا ونقنع من يريد الاقتناع بأننا قادرون لعمل شيء لم يكن في حسبان بعض المشككين في قدراتنا، كل ماأتمناه شخصياً من هذا المشروع أن يكون فعالا ولا يكون مجرد أسم نتغنى به لفترة من الزمن وننساه ، فنحن في أمس الحاجة لمشاريع كهذه بما فيها من دعم معنوي ، وكل أماني أن تكون الأماني هذه المرة فعالة وليست مجرد أماني حالمة كالعادة ، ويكون لهذا المشروع السبق الأول في إعطائنا النتيجة المثمرة التي لطالما انتظرناها منذ فترةٍ طويلة · التوجه المحلي اما المخرج خالد المحمود الذي أخرج ''قصة خيالية - ''امرأة وولد'' و''أحلام في صندوق'' و''احتفال بالحياة'' فانه يرى: ان أهم شيء يحققه المهرجان هو التوجه المحلي الذي يخدم الحركة السينمائية والمخرجين المحليين بما يشجعهم على الإبداع وهذا ما لم نجده إلى الآن· نريد أن نكون فاعلين في هكذا مهرجانات كبرى·ومع كل هذا يجب أن يتعرف القادمون الى المهرجان على واقعنا المحلي وصورة مجتمعنا وهذا يقدم بأحد أوجه الفن وهو ''السينما''· السينما الإماراتية لا تزال وليدة وهناك شباب يعملون بجد، منهم: سعيد سالمين ومحمد حسن أحمد وحمد الرياحي ونواف الجناحي ووليد الشحي وجمعة السهلي وعلي مصطفى·· وهم يسعون الى تطوير هذا الحقل الذي بات يمتلك جذوراً تغرس في هذه الأرض· أعتقد ان المشاركة العربية والمحلية في المهرجان ضرورية بل وتحتاج الى نسبة كبيرة في حصة المعروض من الأفلام· لذا كان من الضروري الاستعانة بأصحاب الخبرات في هذا الحقل من الذين يعرفون النتاجات السينمائية في المنطقة الخليجية بخاصة· هذا مع ضرورة ان نشاهد السينما المغاربية العربية والأفلام المغيبة من دور العرض وبخاصة الأفلام اللاتينية والفرنسية والإيطالية والإيرانية والتركية لذا من الضروري أن تلتقي الشعوب بأعمالها السينمائية في هكذا مهرجانات·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©