الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أعراب يخرج من الذات إلى الفضاء الأوسع

أعراب يخرج من الذات إلى الفضاء الأوسع
30 مارس 2008 02:11
يحتضن''قصر الثقافة'' في العاصمة الجزائرية ''الجزائر'' حاليا معرضاً تشكيليا للفنان الجزائري الطيِّب أعراب يلخص تجربته الطويلة في الرسم الكاريكاتوري والفن التشكيلي منذ بداية السبعينات إلى الآن· وعرض أعراب(59 سنة) عشرات اللوحات في فضاء واسع، بدءاً برسوماته الكاريكاتورية التي كان ينشرها يومياً في السبعينات بجريدة''الجمهورية'' الجزائرية، وتميزت بالاندفاع والحماس، وفي 1978هاجر أعراب إلى فرنسا، ليواصل نشر رسومه في جرائد فرنسية فبدا أكثر تحرراً ونقداً للأوضاع السياسية والاجتماعية في الجزائر والعالم العربي· وكان أعراب قد بدأ يميل إلى الرسم التشكيلي في 1978 إثر لقائه بالفنان الجزائري الشهير محمد إسياخم،وشرع بداية من 1980 في تجسيد أولى لوحاته· والملاحظ أنه قد تشبَّع بالهمِّ الأمازيغي في هذه الفترة،مما يترجم مدى تأثره بقمع''الربيع البربري''عام ،1980فجاءت مختلف اللوحات التي رسمها منذ هذه السنة،مليئة بالحروف والرموز الأمازيغية في أشكال عديدة تحمل الرفض والتوهج والحُرقة··· وتكثفَ لديه هذا الهاجس في التسعينات،فأبدع عشرات اللوحات التي تتمحور كلها حول الحرف الأمازيغي فجعله نقطة انطلاقٍ لإبداع مختلف الأشكال فطوَّع صور البشر والحيوانات والطبيعة ليرسمها على شكل حروف أمازيغية بديعة وفي وضعيات مختلفة تنضح بالحيوية والحياة وبالنضال أيضاً في سبيل اعتماد هذه اللغة· هي أعمال على الورق،صغيرة الحجم أبدعها بين1990 و 1995 وأعطاها عنواناً واحداً وهو''تحويل الرموز''،وكأن أعراب قد أصبح في تلك الفترة لا يرى العالم والكائنات إلا بعيون أمازيغية· ويتواصل الهاجس في إبداعات الألفية الثالثة بلوحات ذات الاحجام الكبيرة،وتعبر عن مرحلة النضج الفني من خلال التحكم في الأشكال وعمق إيحائية الرموز والمزج الناجح بين الألوان مع ميل واضح لاستخدام الأحمر بكثافة؛ لون الرفض والتمرد· ومع أن الفنان قد حاول التخلص من تمركزه حول الذات بالخروج إلى الفضاء الواسع والتعبير عن قضايا إنسانية مختلفة،إلا أن الهاجس الأمازيغي بقي يطارده،فأبى إلا أن يضمِّن آخر لوحاته بحروفها وإن جاءت بشكل خفيف وأكثر رمزية هذه المرة مقارنة بلوحات التسعينات· وما يُلاحظ في هذا المعرض هو التنوع والثراء؛ فاللوحات ذات قياسات مختلفة تتراوح بين الصغيرة والعملاقة وتترجم مراحل تطور أعراب،ووسائل الرسم عديدة أيضاً؛ من الرسوم البسيطة على الورق إلى استعمال''تقنيات مختلطة'' كالزيت على القماش والنحت الخفيف على الخشب···اللوحات العملاقة طافحة بالرسوم التجريدية التي تتطلب الكثير من التأمل لفك شيفراتها ومدلولاتها· ومن الإبداعات التي أثارت اهتمام الزوار هو دمج الفنان بين اللوحات الصغيرة والعملاقة بشكل بديع؛ إذ حملت لوحات كبيرة بداخلها لوحاتٍ صغيرة تتناول قضايا مختلفة،كما جاءت لوحة''الريح''على شكل ثلاثة أجزاء،وهي تقنية جميلة مستحدثة أضفت على المعرض ثراءً وجمالاً خاصاً·
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©