السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ليلى العثمان تتحدث عن تجربتها الإبداعية في الجزائر

ليلى العثمان تتحدث عن تجربتها الإبداعية في الجزائر
30 مارس 2008 02:10
تحدثت الأديبة الكويتية ليلى العثمان عن تجربتها مع الكتابة والرقابة والصعوبات التي وجهتها خلال مسيرتها الكتابية وكذلك ما تواجهه الكاتبة المرأة في العالم العربي· جاء ذلك خلال استضافة المكتبة الجزائرية في الجزائر العاصمة لها مؤخراً في ندوةٍ أشرف عليها الشاعر جيلالي نجاري وحملت عنوان ''الحرية والإبداع''· وألقى مدير المكتبة الروائي أمين الزاوي كلمة رحب فيها بالكاتبة الكويتية ووصفها بأنها ''صوت خارج الجوقة، وكاتبة من عيار آخر، جامحة وعصية، ومثقفة جريئة تملك الشجاعة للوقوف ضد ثقافة النفاق''، وأثنى على الرواية النسوية العربية التي اقتحمت ما كان محرَّماً، وتحدث عن التهميش الذي تعرضت له، حيث إن هناك 13 نصاً روائياً عربياً ظهر قبل ''زينب'' لهيكل، لكن هذه النصوص حوصرت بالصمت لسببٍ واحد وهو أن كتَّابها نساء عربيات· من جهته، طرح جيلالي نجاري عدداً من الأسئلة على الضيفة أهمها: إذا كانت الحرية هي المبدأ الأساسي لعملية الإبداع، فإلى أي مدى يمكن للكاتب التمتعُ بالحرية وهو يكتب؟ ما الذي يصبو إليه الكاتبُ في خوض المحظور؟ هل هو التحدي والاستفزاز أم السعي وراء الشهرة؟ وما هي معوقات الإبداع لدى الكاتبات العربيات؟ وردَّت الأديبة ليلى العثمان على هذه الأسئلة بتأكيد أن الرقابة لا تزال سائدة في الوطن العربي، وهي تشمل المبدع سواء أكان رجلاً أو امرأة، لكنها تحاصر المرأة أكثر، واستشهدت العثمان بعدد من أقوال أشهر الأديبات العربيات حول معاناتهن المريرة مع الرقابة منذ عام 1910 إلى اليوم، والأسرة هي أول من يمارسها، حيث لا يتوانى الأب والإخوة عن قمع ميول الفتاة الإبداعية، وعرضت أقوال فدوى طوقان، وبنت الشاطئ، ولطيفة الزيات، فضلاً عن أديبات قمع أزواجهُن ميولَهن الإبداعية بعد الزواج· إلا أن العثمان تحدثت أيضاً عن ''صور استثنائية'' شذت عن ''قاعدة'' الأسرة القامعة، ويتعلق الأمر بأسرٍ عربية شجعت بناتها على الكتابة ومنهن أحلام مستغانمي التي اعترفت بأنها لاقت كل الدعم من أسرتها ثم زوجها، كما عرضت العثمان تجربتها وقالت: ''لقد تزوجتُ مرتين، وفي كل مرة كان الزوج وراء اندفاعي للكتابة والإبداع''· وفضلاً عن الدور السلبي للأسرة، تحدثت الأديبة الكويتية عن المجتمع، وقالت إنه يستكثر على المرأة إبداعاتها وينسبها للرجل، كما يكبِّلها بعاداته وتقاليده المُحافظة، قبل أن تتحدث عن دور غلاة المتدينين في محاربة المرأة المُبدعة باسم الدين، بينما الإسلام منهم براء، وكذا دور الرقيب الذاتي، ووافقت بعض الكاتبات العربيات في قولهن: إن تنامي التيار الإسلامي المتشدِّد بات مقلقاً· وبعدها مرَّت العثمان إلى عرض تجربتها الخاصة مع الرقابة وما عانته من تضييق وحصار في السنوات الأخيرة عكس فترة الستينات والسبعينات، حيث كان هناك مناخٌ واسع من الحريَّة الثقافية والأدبية، لكن بعد حل البرلمان في عام 1985 ظهر قانونٌ مجحف يُخضع الأعمالَ المطبوعة للرقابة، واستغربت لكون العاملين في حقل الرقابة ليسوا أدباء· وفتح المجالُ للنقاش والتعقيبات، ليقول أحد المتداخلين: إن المجتمعات الخليجية أصبحت تنتج أدباً ومعرفة أيضاً وليس البترول فقط كما هو شائع، ولاحظ الروائي بشير مفتي أن هناك رواية متميزة جداً في السعودية والكويت والإمارات والمُميَّز فيها هو الرواية النسوية، وأن التابوهات هي التي تجذب إليها الأنظار لكن المكبوتات هي التي تفجر الإبداع، وأبدى استغرابه لتفشي ظاهرة التقاط فضائيات الجنس في المجتمعات العربية، بينما ترفض الحديث عن الموضوع في القصص والروايات وتناصبها العداء برغم ضعف سحبها، بينما لاحظ متدخِّلٌ ثالث أن هناك مبالغات في وصف الجنس في بعض الروايات بسبب اللهث وراء ترجمتها طمعاً في الشهرة وكأنها مكتوبة لمجتمعات أخرى غير العربية· وعقبت العثمان بالقول إنها ترفض الكتابة عن الجنس المُبتذل: ''أحياناً أقرأ رواياتٍ وأتقزز، وهي تباع في معارض الكتب بينما تمنع كتبي، أنا ضد هذه الكتابات الجنسية وكذا التعدِّي على الذات الإلهية''· وأكدت العثمان أنها ليست ضدَّ الدين ولا رجاله ولديها ''أصدقاء'' منهم، ولكنها ترفض التزمت والتقييد: ''بعض رجال الدين وقفوا معي ضد الرقابة ولم يقف معي رجال ليبراليون ربما غيرة وحسداً''، وأضافت أنها ابنة رجل دين وعمها ''مُلاَّ'' والمفارقة أن أكثر من يقرأ لها هم الإسلاميون الكويتيون!
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©