عودة الدفعة الأولى من النازحين إلى البارد

بعد أكثر من شهر على توقف المعارك بين الجيش اللبناني ومسلحي ''فتح الإسلام'' في مخيم نهر البارد القريب من مدينة طرابلس في شمال لبنان، عادت الدفعة الأولى من النازحين والمكونة من مئة عائلة الى المخيم الجديد، وأقلت قافلة من الحافلات العائلات من مخيم البداوي الى نهر البارد حيث وزعت عليها اكياس تحتوي على المياه والاغذية المعلبة والخبز والتمر، وقال شهود إن العائلات عادت الى منازل متضررة او مدمرة جزئيا ومحروقة، وكان جنود من الجيش يفحصون اوراق الهوية على مدخل المخيم وكانوا يبعدون بعض الأشخاص، وقالت أم اكرم عودة (60 عاما) والتي كانت في انتظار الحافلة ''انا سعيدة جدا بالعودة حتى ولو عدت الى شبر واحد مما تبقى من بيتي· رمز العودة وكأنني أعود الى فلسطين''، لكن هذا الشعور لم ينتب كل اللاجئين، وقال رجل ملتح رفض الافصاح عن اسمه ''والله انا لست مسرورا لأن بيتي تخرب، هذا ليس نصرا للجيش''· وفور وصولهم اطلق العائدون على المخيم اسم ''مخيم العودة''، بدأت قوافل العائلات بالعودة عند الثامنة من صباح أمس، بعدما كانوا قد تجمعوا أمام مدارس ''اونروا'' في مخيم البداوي، مستقلين في طريق عودتهم سياراتهم الخاصة وشاحنات ''بيك أب'' صغيرة محملة بأغراضهم ولوازم بيوتهم، وباصات صغيرة وكبيرة تابعة لـ''اونروا''، نقلت العائدين على دفعات، بمعدل عشر عائلات في كل ساعة، وانتهت العملية عند الساعة الخامسة مساء، على ان تستأنف اليوم الخميس بعودة الدفعة الثانية، حسب البرنامج المقرر أن ينتهي العمل به يوم الخميس في الأسبوع المقبل، وفق ما تم تحديده في إطار المرحلة الأولى من عودة النازحين· وقالت هدى الترك المتحدثة باسم (اونروا) ''نتوقع أن تعود مئة عائلة في اليوم ونحن لدينا اذن بعودة 800 عائلة الى جزء من المخيم الجديد''،وأوضحت الترك ان الاونروا ستعطي اللاجئين الذين لا يستطيعون العودة اموالاً للايجار أو تضعهم في وحدات سكنية مؤقتة يتم تشييدها على المدخل الجنوبي للمخيم، وواكب الجيش اللبناني عودة النازحين وعمل على تفتيش السيارات التي نقلتهم بشكل دقيق، وشاب العملية بعض الاشكالات لجهة منع الشباب الذين تزيد اعمارهم عن 14 عاماً من دخول المخيم، الا ان اتصالات اجراها عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج بقيادة الجيش اللبناني اثمرت عن معالجة هذا الأمر· الى ذلك قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن يساهم كل موظف فلسطيني بيوم عمل من كل شهر ولمدة شهرين دعما لإعادة بناء مخيم نهر البارد وعودة النازحين الذين شردوا من بيوتهم· كان عباس يتحدث خلال إفطار جماعي أقيم بمقر الرئاسة بمدينة رام الله دعما لصمود اللاجئين في مخيم نهر البارد بحضور عدد من الشخصيات الفلسطينية، وأضاف الرئيس الفلسطيني ''أن مساهمة الموظفين هذه سيتم إرسالها إلى أخواننا في المخيم لتأمين عودتهم بأسرع وقت رغم الظروف الصعبة التي يعيشها أبناء شعبنا في الداخل ومع ذلك يجب أن نتحمل بعضنا البعض ونساهم بما يمكن لإخواننا في المخيم ''·