الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الفيتو» المزدوج وقدرة بكين على الصمود أمام الضغوط!

11 فبراير 2012
بكين (رويترز) - بعد أن رضخت للضغوط الغربية بشأن ليبيا العام الماضي، عرقلت بكين منذ أيام استصدار قرار من مجلس الأمن يدعو الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، مما يكشف عن الصعوبات التي تواجهها في تحديد متى تجاري المطالب التي تنهال عليها ومتى ترفضها. وستقع الصين تحت ضغوط جديدة لتقديم تنازلات الأسبوع المقبل، حين يزور نائب الرئيس شي جين بينج واشنطن وسط دعوات إلى مجاراة القوى الغربية التي تريد أن يتخلى الأسد عن الحكم. ويقول محللون إنه بمرور الوقت سيسعى صانعو السياسات في بكين جاهدين إلى الموازنة بين تأكيد وجهات نظرهم على الساحة الدولية، ومجاراة الآخرين خاصة الولايات المتحدة التي تريد الصين عموماً تفادي إثارة غضبها. وقال كيري براون وهو دبلوماسي بريطاني سابق يدير الآن برنامج آسيا في مؤسسة “تشاتام هاوس” البحثية المعنية بالسياسة الخارجية في لندن “على مدى السنوات العشر الماضية كانوا يصارعون مع قضية دور الصين في العالم ويحاولون البحث عن سبل للتعبير عنه من قبيل سياسة الصعود السلمي إلى آخر هذا. لكنني أعتقد أن المطالب الآن متعاظمة ومتلاحقة”. وأضاف “أصبحوا فجأة لاعبين على الساحة الدولية خلال فترة زمنية قصيرة إلى حد كبير وربما بدون هيكل سياسي متطور”. وتابع براون “لدينا سيناريو ينطوي على مواجهة مشاكل كبيرة. لا أعتقد أنهم مستعدون له حقاً. فجأة أصبحوا قوة عالمية ويجب أن يتمتعوا بعقلية عالمية”. وظهرت الاحتياجات المتعارضة التي تؤرق السياسة الخارجية لبكين الأسبوع المنصرم، بعد أن استخدمت الصين وروسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار حول سوريا في مجلس الأمن. والصين واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن والتي تتمتع جميعها بحق الفيتو. واعتبرت وسائل الإعلام الصينية الرسمية أن الفيتو توبيخ للغرب وهي فكرة تحظى بشعبية في صفوف الوطنيين من الجماهير. ويقول دبلوماسي صيني كبير إن حكومته مستعدة للوصول إلى حل وسط. وذكرت وكالة الصين الجديدة للأنباء “شينخوا” في تعليق أمس “لا يخفى على أحد أن الغرب يعتبر الحكومة السورية بقيادة الأسد شوكة في جنبه. وأضافت “إذا نجح الغرب في مسعاه لتغيير النظام في سوريا فإن هذا قد يزيد عزلة إيران و(حزب الله) اللبناني ويمكن القول إن هذا أقوى دافع للغرب في المسألة السورية”. وتستورد الصين جانباً كبيراً من احتياجاتها النفطية من إيران التي تواجه تشديداً للعقوبات الدولية بهدف كبح طموحاتها النووية المثيرة للشكوك. وحثت الصين مراراً على الحوار وعبرت عن قلقها من أن تفكر القوى الغربية أو إسرائيل في القيام بعمل عسكري ضد طهران. لكن نائب وزير الخارجية الصيني كوي تيان كاي تحدث بلهجة تصالحية فيما يتعلق بالدبلوماسية السورية كما استقبلت الوزارة ممثلين عن جماعة سورية معارضة. وقال كوي للصحفيين أمس الأول “الصين حذرة جداً في ممارسة حقها في الفيتو وهذا موقف مسؤول”. وأضاف رداً على سؤال عن سوريا وزيارة نائب الرئيس شي للولايات المتحدة، “أعتقد أن مساحة التعاون في هذه القضية لاتزال قائمة بين الصين والولايات المتحدة وبين أعضاء مجلس الأمن”. وبعرقلة صدور قرار حول سوريا أظهرت الصين أنها مازالت مؤمنة بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول المضطربة على الرغم من تحذير الحكومات الغربية من أن انقسام مجلس الأمن قد يؤدي إلى إراقة المزيد من الدماء في سوريا. وفي مارس الماضي، امتنعت الصين وروسيا عن التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الذي فوض حلف شمال الأطلسي بشن حملة قصف جوي على ليبيا حيث كان الزعيم الراحل معمر القذافي يقاتل المعارضة المسلحة التي أسقطته في نهاية المطاف. لكن الصين تساورها مخاوف عميقة بشأن التدخل العسكري الغربي. ويقول محللون إن بكين ندمت على امتناعها عن التصويت على قرار مجلس الأمن بشأن حكومة القذافي، والذي أدى إلى توسيع الحلف نطاق تدخله، مما ساعد في الإطاحة بالزعيم الليبي. وقالت صحيفة “الشعب” وهي صحيفة الحزب الشيوعي في تعليق عن سوريا هذا الأسبوع إن الصين “بحاجة إلى اعتياد تسليط الأضواء عليها حديثاً”، وإن العالم أيضاً “بحاجة إلى التكيف مع دور الصين الجديد”. وتقول يون سون خبيرة السياسة الخارجية الصينية في واشنطن، إن بكين استخدمت حق الفيتو في الأمم المتحدة باعتدال فلجأت إليه 8 مرات منذ عام 1971 . ويرى محللون غربيون أن بكين تواجه ضغوطاً من الرأي العام الوطني في الداخل للوقوف بحزم في وجه المطالب الغربية بالتعاون وتقديم تنازلات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©