الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الرافعي.. أصم يهتف للدين والوطن

الرافعي.. أصم يهتف للدين والوطن
11 أكتوبر 2007 01:12
ولد الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي في قرية بهتيم محافظة القليوبية المصرية عام ،1880 وتوفي عام ·1937 وأصيب في الصبا بحمى أدت إلى صممه وتوقفه عن التعليم النظامي بعد أن حصل على الشهادة الابتدائية، ولكن هذه العاهة لم تقف حائلاً بينه وبين العلم، فانكب على مكتبة أبيه ينهل منها كل ما يستطيع من ثمرات العلم والأدب واللغة حتى حصل على ثقافة وافرة هيأت له هذا البيان العجيب الذي يُحِيلُ كل ما يكتب إلى نبع من المشاعر والأحاسيس، بأسلوب راق خالص من الهُجنة أو الصعوبة أو الحذلقة، وإنما هو يكتب على سجيته، فتأتي كتابته عذبة رقيقة سلسة، تدخل القلوب وتهز النفوس، مع نغم موسيقي آخاذ· تاريخ حافل ويذكر الدكتور محمد داود -استاذ الدراسات الاسلامية بجامعة قناة السويس- أن تاريخ الرافعي الحافل الذي بلغ سبعة وخمسين عاماً من الإنجازات هو الذي يشهد ببراعته وتألقه-رغم عاهته-في علوم شتى، على رأسها تفسير القرآن الكريم، ثم الأدب النثري الراقي الذي عالج فيه أموراً شتى سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية· وينتمي الرافعي إلى أسرة لبنانية الأصل، كان كثير من أفرادها من رجالات الفكر والأدب والسياسة، نذكر منهم شيخ المؤرخين المعاصرين عبدالرحمن الرافعي، والمجاهد الكبير أمين الرافعي أحد أعمدة الحزب الوطني ورفيق كفاح الزعيم الوطني مصطفى كامل· وكان مصطفى صادق الرافعي مجاهداً مناضلاً كبيراً، وله أناشيد حماسية رائعة في حب الوطن كان المجاهدون يتغنون بها، ومن ذلك نشيد: حُماة الحمى يا حماة الحمى هلموا هلموا لمجد الزمنْ فقد صرخت في العروق الدما نموت نموت ويحيا الوطنْ إعجاز لغة القرآن وتوزعت اهتمامات الرافعى بين مؤلفاته في الدين والأدب واللغة والتاريخ والفلسفة والنقد الأدبى والنقد الاجتماعي والسياسي، وله ديوان شعر جميل· وأعظم مؤلفات الرافعي كتاب ''إعجاز القرآن'' الذي تناول فيه عظمة لغة القرآن وسمو معانيه والاعجاز من جوانب علمية ولغوية وأدبية وأسلوبية ونفسية، مع التركيز على الجانب البلاغي· وللرافعي كتب أخرى في الدفاع عن القرآن ولغته، والرد على هجمات المشككين وافتراءاتهم على القرآن والإسلام· ولم تكن كتاباته في هذا المجال تقليداً لغيره من العلماء، بل كانت أصيلة مبتكرة، جامعة متعمقة· فنراه -مثلاً- حين يتعرض لصلاة الجماعة، يوضح ما فيها من تطهير للنفوس، وما تثيره في قلوب المصلين من وحدة الصف والاعتزاز بالإسلام وأمة الإسلام، ويبين المعنى الفلسفي لخطبة الجمعة· وكذلك يحلل المعاني الروحية والفلسفية لكل حركة من حركات الصلاة· ومن المؤلفات الأخرى القيمة للرافعي ''تاريخ آداب العرب'' ومازال هذا الكتاب إلى اليوم مرجعاً لكل دارسى الأدب العربي· أديب متفرد يقول الدكتور محمد رجب البيومي: تستطيع أن تجد لكل أديب شبيهًا يماثله في السابقين أو المعاصرين، لكنك لا تستطيع أن تجد لمصطفى صادق الرافعي في نثره هذا الشبيه، إذ كان الرجل نسيجا وحده دون خلاف·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©