إعلان الجوائز

قرُب موعد رحيل أعظم شهر·· وبدأ الوجود بأسره يتأهب لإعلان الجوائز·· فالليالي العشر الأخيرة بها ليلة هي خير من ألف شهر·· ألا وهي ليلة القدر·· والجميع أخذ يتنافس بهذا الشهر، إلا أنه للأسف هناك تنافس من نوع آخر قائم على أشدّه، فالبرامج التلفازية الهابطة والقنوات ''الفضائحية'' لم تستحِ، فبثت سمومها في أعماق قلوب شباب الغد·· لتسلبهم التمتع بنسائم ونفحات هذا الشهر·· وسارعت الأندية بمسابقاتها الكروية وهداياها الجزيلة فأبعدت الناس عن صلة الرحم·· فوصلوا الكرة·· وودعوا الأهل·· ناهيكم عن المراكز التجارية التي جذبت فئات عمرية كثيرة من أجل التفنن بمتعة التسوق في هذا الشهر، فنُزع الحياء والحجاب وبدأ الاختلاط حتى تشم من على بعد أميال أنفس الروائح الزكية من العطور الفرنسية والماركات العالمية·· ويكاد البعض يودع هذا الشهر دون أن يستمتع بصلاة الفجر·· لأن السهر على القنوات الفضائحية وسمومها كفاهم عن القيام لأداء صلاة الفجر، فهجروا القرآن الكريم حتى أضحى حزيناً يئن على الأرفف، ينادي المسلمين وشبابهم وفتياتهم: إنني أنا الكتاب الخالد، فاغتنم تلاوتي وتدبر ما بي من آيات، لأنني أشفع لمن تلاني وسهر على قراءتي وأكون سبباً في دخوله جنات الخلد·· فأنا النور بالآخرة·· والهادي إلى الصراط·· فهذا ندائي أوجهه لكل من كان له قلب ينبض بالحياة، فعليكم بالدين والتمسك بالسنة المطهرة لأنها سر السعادة بالدنيا والآخرة·· وكونوا في الدنيا كمن استظل تحت شجرة ثم رحل·· وتزودوا من الدنيا بالعمل الصالح، فلو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء·· فهي فرصة العمر تأتي مرة واحدة في كل سنة، فاغتنمها بهذا الشهر الكريم·· وكفانا موائد وشتى أصناف الحلويات، فنحن وجدنا للعبادة، ولكم في رسول الله اسوة حسنة، وكذلك في سلفه الصالح الذين كانوا يدعون الله سبحانه ستة أشهر ان يبلغهم شهر رمضان·· فإذا ما مضى رمضان كانوا يدعونه ستة أشهر بأن يتقبل منهم رمضان·· وهم جيل لن نصل إليهم·· ولو استدارت الأرض وتغيرت مجارات السماء·· لأنهم جيل القرآن الكريم والسنة الخالدة·· فاعتبروا يا أولي العقول والأبصار·