الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

صابرين: مهمتي استثارة نزعة الخير في الناس

صابرين: مهمتي استثارة نزعة الخير في الناس
5 أكتوبر 2007 22:16
رفضت الفنانة المعتزلة صابرين أن ننعتها في لقائنا بها بـ''الداعية الاسلامي''، وقالت: ''أنا مجرد انسانة بسيطة تجتهد في سبيل ايصال أي كلمة خير ومحبة الى الناس عن ايمان وقناعة''، وألمحت الى تجنب الخوض في مسيرتها الفنية، باعتبارها مرحلة مضت، وأنها تكرس نفسها وجهدها في اتجاه آخر، رأت وتمنت أن تكون اضافة وإسهاما انسانيا حقيقيا، من خلال اختيارها ''سفيرة الإغاثة الاسلامية'' التي لا تفرق بين المحتاجين على أساس من دين أو عرق أو لون· وأجابت في البداية عن كيفية ترشيحها الى المهمة الجديدة التي رفضت أيضا تسميتها منصباً قائلة: ''يمكن أن نطلق عليه دورا جديدا، أو مسؤولية جديدة، أو ''تشريفا جديدا''، فقد كنت ضيفة برنامج ''مواجهات'' الذي كان يقدمه الصحفي الشهير محمد بركات، على قناة ''اقرأ'' اثر اعتزالي الفن، وكان أول ظهور تليفزيوني لي بالحجاب، وقد ظهرت على الشاشة بسجيتي، وتحدثت بعفوية وقناعة، وأحدثت مضامين اللقاء الانسانية صدى كبيرا ولاسيما لدى الجاليات العربية والاسلامية في الخارج، لأنني فيما يبدو تكلمت بعفوية مطلقة، نابعة عن حب ويقين وقناعة عن كيفية توظيف واستثمار الفن في خدمة القضايا الانسانية في شتى بقاع الأرض، وكيف يمكن للفنان أن يستثمر مكانته لدى جمهوره في أعمال الخير، وكيفية استثارة النوازع الخيرة في الناس من منطلق حبهم له ولفنه، وكان من حسن حظي؛ لأن الله سبحانه وتعالى دائما ييسر للعبد مسعاه إن كان خيرا، فقد شاهد الحلقة المعنيون ببرنامج الاغاثة الاسلامية في لندن، وعرضوا فكرتهم باختياري ''سفيرة للنوايا الحسنة''، وتلمسوا مصداقية ما أدعو اليه، وقمت بزيارة مقرهم في لندن، واطلعت على الأنشطة والبرامج والانجازات الانسانية الهائلة، ووجدتهم خلية نحل تعمل من أجل إرساء وترجمة قيم الخير والعطاء عن حب ومصداقية، وإنكار ذات، وهدف مشترك دون مقابل، وتمنيت أن أكون واحدة منهم، وقبلت على الفور''· شفافية التعامل وعما تنهض به ''الإغاثة الإسلامية كمنظمة غير حكومية''، قالت صابرين: ''نشأت الإغاثة الإسلامية كمنظمة غير حكومية وترعرعت في بريطانيا منذ عام ،1984 وأصبحت الآن بعد انتشار مكاتبها في أوروبا وأميركا وبرامجها الإغاثية في أكثر من 30 دولة حول العالم تمثل التواصل بين الحضارتين الشرقية بما فيها من أصالة وقيم، والغربية بما تحمل من تقدم وتكنولوجيا· كما أن سياسة الإغاثة الإسلامية في التعامل بالشفافية والوضوح والتخصص جعلها تحتل مكانة مرموقة لدى الجهات الحكومية وغير الحكومية على حد سواء، بل والإسلامية وغير الإسلامية، وذلك لعمومية رسالتها ونبل أهدافها وخدماتها الإنسانية التي لا تفرق بين المحتاجين على أساس الدين أو العرق أو اللون''· وتضيف صابرين: ''على الصعيدين العربي والإسلامي تحظى الإغاثة الإسلامية بسمعة طيبة تتمثل في دعم وتأييد الأفراد والمؤسسات والهيئات الخيرية والإسلامية· أما على الصعيد الدولي عامة والغربي خاصة فإن الإغاثة الإسلامية تتمتع -بفضل الله- بثقة المؤسسات الحكومية، فهي على سبيل المثال تتلقى العون لمشاريعها من وزارة العون الدولي البريطانية، وتحظى باحترام البلاط الملكي في المملكة المتحدة· أما على صعيد الهيئات غير الحكومية الدولية فالإغاثة الإسلامية موقعة على ميثاق الصليب الأحمر للسلوك المهني في العمل الإغاثي، كما أنها تتمتع بعضوية المنظمات والهيئات والمؤسسات والمجالس الدولية''· أما عن الرسالة التي تناط بالإغاثة الاسلامية، فقالت صابرين: ''تتمثل رسالتنا في العمل كرسل للخير والرحمة بين أهل الفضل والمحتاجين، بغية مكافحة الفقر والجهل والمرض في الشعوب الفقيرة، ولتحقيق مزيد من السعادة للإنسانية دون تفرقة بين الدين أو الجنس أو اللون، ولنا استراتيجية تقوم على الشمولية أولا في البرامج الإنسانية الطارئة والتنموية مع تركيز جهودنا الإنسانية في الدول والمجتمعات الأكثر حرماناً، وثانيا على الاستقلالية·· حيث تعمل المؤسسة في اتجاهين متوازيين فهي تجمع الأموال وتنفذ المشاريع مع الحفاظ على استقلالية سياستها ومصادر تمويلها وبرامجها الإنسانية''· وتلخص صابرين أهداف رسالتها الجديدة من خلال الاغاثة الاسلامية في: تقديم المساعدات العاجلة عند حدوث الكوارث والأزمات، وتنفيذ مشروعات تنموية في بلدان العالم الفقيرة لمكافحة ثالوث الفقر والجهل والمرض، وتنمية ثقافة الخير والتكافل الإنساني ومد جسور من التضامن بين المتبرع والمستفيد، وذلك من خلال سياسة تعتمد على احترام الخصوصية الدينية والثقافية للمجتمعات والدول التي نعمل فيها دون التدخل في شؤونها الداخلية، والاستقلالية التنظيمية والسياسية والأيديولوجية عن دولة أو حزب أو تنظيم، فالإغاثة الإسلامية مؤسسة خيرية إنسانية غير حكومية· أرقام ودلائل ومن ناحية الإنجازات التي تحققت قالت صابرين: نحمد الله أن تحقق كثير من الانجازات، وفي مقدمتها حصول الإغاثة الإسلامية على المركز الثالث في مجال الشفافية المالية للمنظمات الإسلامية الإنسانية في المملكة المتحدة لعام ،2006 ونجحنا في ايصال خدماتنا الى أكثر من ستة ملايين مستفيد من برامج الإغاثة الإسلامية عام ،2006 من خلال أربعة وأربعين مكتباً حول العالم، وتكوين شراكة استراتيجية مع ست وأربعين منظمة وهيئة إسلامية ودولية وأممية، كانت على الوجه التالي: مشاريع تبلغ كلفتها 25,5 مليون دولار عبر 22 منظمة أممية، ومشاريع تبلغ كلفتها 7,5 مليون دولار عبر خمس منظمات إسلامية، ونفذنا أعمالا أخرى من خلال تسع منظمات دولية بمبلغ 1,3 مليون دولار· هذا غير كفالة 22 ألف يتيم حول العالم، فضلا عن مليون مستفيد من مشروع الأضاحي سنوياً· وعن الاضافة التي أسهمت بها في هذا الإطار، أكدت صابرين انها لم تشعر يوما أنها سوف تتميز عن أي دور خيري بسيط يمكن أن يقوم به أي متطوع في أعمال الخير، وانما تحاول دائما أن تكون منسجمة مع روح الفريق الذي يعمل بهمة ونشاط دون انتظار الثمن أو المقابل، وأن سعادتها تكمن في ايصال الدعوة، وايصال الخدمات الى مستحقيها في كل بقاع الأرض، ولم أكن أعرف في البداية ماذا يمكن أن أقدم، لكنني كنت مليئة بالطاقة والحب والاندفاع والقناعة من أجل فعل شيء له قيمة''· وعن تجاوب الشارع الغربي مع جهود الاغاثة الاسلامية، تقول صابرين: ''إن الشفافية التي نعمل بها، ومن خلالها، وما تحقق خلال الفترة الماضية، عكس تجاوبا رائعا من الشارع الغربي، وكان فوز الاغاثة بوسام ملكة بريطانيا عام 2004 تكريما للشفافية وللجهد الانساني الذي ننهض به في كل انحاء العالم، وطلب الأمير تشارلز زيارتنا وتقديم الدعم، كما أن المنظمات الدولية ضاعفت دعمها بمقدار 77 مليون دولار عام ·''2006 عتاب صابرين غير راضية تماما عن المساهمات العربية والاسلامية التي تصل الاغاثة الاسلامية، وترى أنها لا تعكس قدرة وإمكانية الأمتين العربية والاسلامية البشرية والاقتصادية، وترجع ذلك ربما لنقص الدعاية الاعلامية، أو ربما بسبب التخوف لأسباب سياسية ولاسيما بعد أحداث 11 سبتمبر، وما صاحبها من دعاية مضادة في الغرب عن أعمال الخير، ونشاطات الجمعيات الأهلية، أو لضغوط من جهات ما، لكنها تأمل أن تتجاوز الاسهامات كل ذلك، كما تجاوزها الشارع الغربي وتجاوب مع الجهود الانسانية بشكل رائع·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©