الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم راشد: البساطة أجمل ما يميز رمضان في الماضي

أم راشد: البساطة أجمل ما يميز رمضان في الماضي
2 أكتوبر 2007 22:19
الجدة فاطمة سالم الظاهري ''أم راشد'' إحدى الأمهات الفاضلات اللواتي عاصرن الفترة الماضية عندما كانت مدينة العين مجتمعا صغيرا مكونا من تجمعات سكانية صغيرة، وعاصرت فترة كانت فيها الحياة بسيطة تسودها المودة والتلاحم بين المجتمع القبلي، في ظل شح الموارد الطبيعية وبساطة العيش التي كانت السمة الغالبة· وعندما تبحر أم راشد في ذكرياتها الماضية فهي تنقلك لحقبة زمنية تعود لـ40 سنة ماضية· حيث الاختلاف الكبير بين ماضي ما قبل اكتشاف النفط وما بعد الطفرة الحضارية الحالية·· تنقل جانبا من ذكرياتها الرمضانية في الحوار التالي: ؟ كيف كانت تستعد ربة المنزل لاستقبال الشهر الفضيل؟ ؟؟ كانت الحياة في الماضي بسيطة تغيب عنها تعقيدات الوقت الحاضر، كنا نجهز مستلزمات رمضان قبل حلول الشهر بيومين أو ثلاثة، حيث نوصي الرجال بتوفير كميات إضافية خاصة من بعض المستلزمات كالقهوة، وحب البر، وحب الهريس وغيرها؛ ولأن رمضان شهر الفضائل والخيرات، كان من الضروري تجهيز مستلزمات الضيافة المحلية وبكميات إضافية فربما قدم ضيف أو زائر ولابد من أن يكون كل بيت مستعدا لمثل هذا الحدث· ؟ ما الذي كان يميز شهر رمضان لدى الناس في الماضي؟ ؟؟ رمضان قديماً كان عبارة عن شهر لتقوية الروابط بين أفراد الحي السكني الصغير، حيث تكثر الزيارات وتعمر المجالس، وتقوى الروابط ونتخلص من سوء التفاهم والخلافات وتختفي كل المشاكل، والناس تعين بعضها ليس في رمضان وحسب بل على مدار العام، ولكن في رمضان تزيد الصدقات وتكثر الحسنات بحثا عن أجر مضاعف وتقربا إلى الله، فالشخص الذي عنده وفرة في الخيرات لا يبخل على من يجدهم بحاجة للمساعدة· وأيضا كنا نخصص جل أوقاتنا في رمضان لزيارة الأقارب، فلا يمضى شهر رمضان إلا ونحن قد تواصلنا مع جميع الأهل سواء كانوا في الجوار أو تبعدنا عنهم مسافة· ومن حيث العبادة والتقرب إلى الله كنا نمضى نهار رمضان في ذكر الله، ونكثر من الاستغفار والتسبيح، هذا بالإضافة للصلوات المفروضة والدعاء الخالص لوجه الله، فلم يكن حظنا كبيرا في نيل العلوم الدينية، لكننا كنا نحفظ بعض السور القرآنية، وكنا نرطب ألسنتنا بذكر المولى والإكثار من الصلاة والدعاء، وهذا أكثر ما نفعله في زمن لم يكن فيه العلم متاحا بشكل كبير· ؟ عندما يهل شهر رمضان كيف تستقبل ربة المنزل النهار؟ ؟؟ كنا نستيقظ قبل الفجر لإعداد وجبة السحور، ثم نوقظ جميع سكان المنزل، حتى الأطفال الذين لا يصومون كنا نوقظهم ليشعروا بأهمية هذا شهر فيكونون مستعدين للصيام مستقبلا· ولم نكن نتوانى يوما عن إيقاظهم للصلاة، لأن العبادة أهم جزء في حياة الإنسان وكان من الواجب غرسها في أطفالنا، من هنا نشأ أبناؤنا متمسكين بقيمهم ودينهم· ؟ متى تستيقظ ربة المنزل في نهار رمضان وكيف تمضي يومها؟ ؟؟ لم نكن نعاود النوم بعد السحور، كنا نصلي الفجر ويخلد الصغار للنوم، أما رب الأسرة فيخرج في عمله كسبا للرزق، وتبقى المرأة تعمل على أداء واجباتها المنزلية من تنظيف وتوفير مستلزمات المنزل ورغم مشقة ذلك العمل خاصة في فترة الصيام لم نكن نكترث للأمر فلقد تعودنا على النشاط والعمل في مختلف الظروف· وحين يأتي وقت الضحى كنا نخلد للراحة لساعة أو اثنتين ولا نزيد عن ذلك ننهض بعدها للتجهيز لوجبة الإفطار· ورغم أننا كنا نعد طعامنا على نار الحطب وهي عملية تستغرق وقتا طويلا نسبيا، لكننا لم نكن ندخل لإعداد الطعام إلا في وقت ما بعد صلاة العصر، وكان هناك متسع من الوقت لكل شيء· ؟ بعد الإفطار وصلاة التراويح كيف يمضى مساء رمضان؟ ؟؟ كنا نحدد أثناء النهار مكان اجتماعنا في المساء، ففي كل يوم نجتمع في منزل مختلف نتسامر· وأحيانا نجهز للعيد كالخياطة والتطريز وما شابه ذلك، أو نعود مريضا أو شيخا مسنا، أو نصل الرحم·· المهم كنا نجتمع في أحد المجالس ولا ننقطع عنها ومن يتخلف عن مجلس لابد أن نسعى لمعرفة أسباب انقطاعه فنسعى له نتابع أخباره· كنا لا نطيل السهر لوقت متأخر فلا بد أن نعود للمنزل قبل أن ينتصف الليل ونجهز للسحور أو نسند مهمة إعداده لإحدى البنات في المنزل· ؟ كيف ترين حياة الماضي عن حياة اليوم؟ ؟؟ هكذا كانت حياتنا أكثر بساطة ولا نعرف التعقيدات رغم أن حالتنا المادية كانت بسيطة، وكنا نكابد ضنك المعيشة·· لكن نفوسنا كانت تحمل الرضا والقناعة لدرجة أننا كنا نتقاسم لقمة العيش مع من حولنا·· لا تربطنا بجميع الجيران صلة قرابة، ولكن يكفي أن يكون جارك ليستحق منك المساعدة· كنا نفتح قلوبنا قبل بيوتنا لمن حولنا ولا يبخل غني على فقير· وكان شهر رمضان شهرا للخيرات والفضائل·· صحيح أننا اليوم نعيش في رغد ونعمة لكن حياتنا الماضية كانت أفضل حالاً من اليوم·· فالعلاقات الإنسانية تكاد تنعدم في الوقت الحاضر·
المصدر: حوار
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©