الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قلب جنين تناول إنساني للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي

28 مارس 2008 00:43
''قلب جنين'' فيلم وثائقي يحاول تخطي الصراع السياسي الفلسطيني الاسرائيلي ليقدم قصة إنسانية · ويستعرض الفيلم للمخرجين الاسرائيلي ليئور جيللر والالماني ماركوس فيتر الذي عرض مساء أمس الأول في المركز الثقافي الالماني الفرنسي برام الله قصة الطفل أحمد الخطيب (تسع سنوات) الذي أصيب إصابة بالغة بالرأس برصاص الجيش الاسرائيلي عام 2005 أدت الى وفاته ليمنح الحياة لخمسة اسرائيليين· فقد قرر اسماعيل الخطيب من مخيم جنين والد الطفل القتيل التبرع بأعضاء ولده الى مرضى اختارهم المستشفى الذي كان يرقد فيه · ويقدم الفيلم عرضا موجزا لعملية اصابة الطفل القاتلة من خلال حديث لجندي اسرائيلي يقول انه كانت لديهم أوامر بإطلاق النار على كل من يتحرك ويحمل سلاحا وان هذا الطفل كان يحمل مسدسا من البلاستيك ظن الجندي انه سلاح حقيقي فأطلق عليه النار · ويعمل مخرجا الفيلم على متابعة تسلسل الاحداث للدخول في عالم الصراع الفلسطيني الاسرائيلي وكيف يمكن للفتة إنسانية قام بها والد الطفل ان تتجاوز هذا الصراع الذي مضى عليه أكثر من ستين عاما· ويظهر في الفيلم طبيب اسرائيلي يعمل في قسم الاطفال في العناية المركزة لتبدأ من هنا حكاية قرار والد الطفل التبرع بأعضاء ولده الذي ''لا يمكن مساعدته على الشفاء ولكنه بإمكانه مساعدة أطفال آخرين على الشفاء·'' ويسهب الفيلم في عرض الحوار بين الاب والطبيب والذي يطلب موافقة الام أيضا على قرار التبرع لأنه يجب موافقة الوالدين كما يطلب منه ان يسأل الوجهاء في بلده وعلماء دين وهنا يظهر في الفيلم مفتي جنين الذي يقول إن نقل الأعضاء جائز وكذلك زكريا الزبيدي قائد كتائب شهداء الاقصى الذي يشجعه على ذلك بالقول ''ما في عنا مشكلة مع اليهود كيهود وما في مشكلة إذا بتنقذ أرواح ناس آخرين''· ويظهر في الفيلم ثلاثة أشخاص حصلوا على أعضاء من جسد الطفل فيما لم يظهر الاثنان الاخران وهما طفل وامرأة بناء على رغبتهما ومن بين الثلاثة ابنة مستوطن يهودي تعيش في القدس المحتلة تعاني من فشل كلوي· ويقدم المخرجان مشاهد مؤثرة لعائلات الاطفال سماح وهي ابنة لعائلة درزية من قرية البقيعة شمال اسرائيل وحصلت على القلب ومحمد من بدو النقب جنوب اسرائيل وحصل على الكلية فيما ظهر والد الطفلة اليهودية وهو يقول انه لا يعتقد انه يريد مقابلة عائلة المتبرع وانه كان يفضل ان يكون يهوديا دون إبداء الاسباب· ويواصل المخرجان ابراز التناقض بين تقديم فلسطيني لكلية ابنه لابنة مستوطن يهودي وبين حديث المستوطن الذي يقول ان العرب يريدون قتلهم فقط · وقال المخرج الالماني في حديث للجمهور بعد العرض ان الفيلم منع من المشاركة في مهرجان الافلام في تل أبيب لأسباب فنية كما قيل له ،لكنه قال ''هناك من يتهم الفيلم بأنه متحيز للفلسطينيين من خلال إظهار مقتل الطفل والحواجز والعقاب الجماعي وما جرى من تدمير في مخيم جنين''· ولا يقتصر رفض عرض الفيلم على مهرجانات اسرائيلية فالسينما الفلسطينية رفضت عرض الفيلم لان مخرجه اسرائيلي حسب ما قاله فريد معجري من المركز الثقافي الالماني الفرنسي· ويقول والد الطفل أحمد الذي عمل بعد وفاة ولده في إدارة مركز للأطفال يضم مئة وثمانين طفلا في مخيم جنين بدعم من الحكومة الايطالية يتعلم فيه الاولاد الموسيقى والغناء ''بدون السلام سيبقى القتل·· سيسقط أطفال فلسطينيون واسرائيليون وأطفال من شعوب أخرى على هذه الأرض·· السلام ليس صعبا''·
المصدر: رام الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©