المعارضة الباكستانية تصعد ضد مشرف وتبدأ الاستقالات الجماعية

صعدت المعارضة السياسية في باكستان من حملاتها وكثفت إجراءاتها لعرقلة مساعي الرئيس الباكستاني برويز مشرف لخوض انتخابات الرئاسة المقبلة، وهو الذي تخطى عقبة دستورية وقضائية كبرى بعد رفض المحكمة الاتحادية العليا دعاوى معارضيه حول أحقيته في الدخول بسباق الترشيحات لمنصب الرئاسة، كما وافقت لجنة الانتخابات على أوراق ترشيحه، ليبقى الجنرال مشرف قاب قوسين أو أدنى من تحقيق فترة رئاسة ثانية لخمس سنوات قادمة عبر انتخابات رئاسية ستعقد في السادس من شهر أكتوبر الجاري· من جهة أخرى مازالت المعارضة تصمم على إعاقة هذه المحاولات، فقد أعلن راجا ظفر الحق رئيس حركة الديموقراطية لكافة الأحزاب المعارضة أنه قد تسلم حتى يوم أمس 82 استقالة من قبل أعضاء في البرلمان الفيدرالي وخطابات استقالة من حوالي 152 عضوا من البرلمانات الإقليمية، وقال ظفر إن هذه الاستقالات تأتي في إطار استعداد المعارضة لتقديم استقالات جماعية من البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية الأربعة يوم غد الثلاثاء الثاني من أكتوبر،2007 وأشار ظفر الحق في مؤتمر صحفي إلى أن هذا اليوم ستعلنه المعارضة باليوم الأسود احتجاجا على مساعي الرئيس بخوض انتخابات الرئاسة مع احتفاظه بزيه العسكري، وأن ذلك يعتبر مخالفا للدستور الباكستاني· وفي حالة اتخاذ المعارضة لهذه الخطوة، فإن ذلك سيتمخض عنه قيام حكام الأقاليم بحل البرلمانات الإقليمية بعد تقديم هذه الاستقالات بـ 48 ساعة، وإن لم يقم حكام هذه الأقاليم بذلك فإنه وبموجب الدستور الباكستاني فإن هذه البرلمانات تعتبر محلولة من نفسها وينطبق ذلك أيضا على البرلمان الفيدرالي، فالرئيس مشرف يسعى إلى إعادة انتخابه من قبل هذه البرلمانات، لاسيما أنه يحظى بأغلبية كبيرة عبر دعم حزب الرابطة الإسلامية الحاكم بقيادة تشودري شجاعت حسين، وفي حالة حدوث ذلك قد يوضع الرئيس مشرف أمام عثرة دستورية وسياسية جديدة، يرى بعض المراقبين أنها قد تجبره على اتخاذ إجراءات أخرى ليعود الحديث مرة أخرى عن خيار فرض الأحكام العرفية في باكستان· ومن جهة اخرى وعلى صعيد المواجهات الجارية بين المسلحين في الحزام القبلي المجاور لأفغانستان والجيش الباكستاني، هاجم مسلحون قافلة تابعة للجيش مستخدمين الصواريخ والأسلحة الاوتوماتيكية وأسفر الهجوم عن مقتل جندي باكستاني وإصابة أربعة عشر آخرين، وقالت مصادر عسكرية باكستانية إن الهجوم وقع في منطقة ميران شاه الواقعة في مقاطعة وزيرستان الشمالي المتاخم للحدود الأفغانية، فيما أشارت المصادر ذاتها إلى أن سبعة جنود آخرين أصيبوا في هجوم صاروخي آخر وقع في ضاحية أخرى من ميران شاه· وفي واقعة أخرى انفجرت عبوة ناسفة في الطريق الموصل لمدينتي بانو الواقعة في شمال غربي باكستان الحزام القبلي عن إصابة أربعة جنود باكستانيين تقول مصادر طبية إن حالة اثنين منهم بليغة· تجدر الإشارة إلى أن مسلحي هذه المنطقة التي يطلق عليهم اسم ''طالبان باكستان'' صعدوا من حملاتهم الشبه يومية ضد الجيش الباكستاني منذ شهر يوليو الماضي، لاسيما بعد قيام مسلحي هذه المنطقة وقبائلها بفسخ اتفاق السلام الموقع مع الحكومة الباكستانية، وذلك بعدما قام الجيش الباكستاني بإرسال تعزيزات إلى هذه المنطقة، فيما اعتبرته هذه القبائل انتهاكا لهذه الاتفاقية، وتعزو قيادات المؤسسة العسكرية الباكستانية قرار إرسال تعزيزات لهذه المنطقة إلى سببين، أولا الوضع الأمني المتدهور الذي نجم عقب أحداث المسجد الأحمر في العاصمة إسلام آباد، إضافة إلى تسلم الجهات الاستخباراتية في باكستان معلومات من أجهزة الأمن والاستخبارات الباكستانية تشير إلى ان عناصر تنظيم ''القاعدة'' الارهابي المتواجدين في الحزام القبلي يعيدون إعادة تجميع عناصرهم وقواهم تمهيدا لشن حملات في المنطقة وفي الغرب والولايات المتحدة·