آلاف الأسر والعمال يستفيدون من مشروع حفظ النعمة

بلغ إجمالي عدد الوجبات الغذائية التي وزعها مشروع حفظ النعمة الذي تنفذه هيئة الهلال الأحمر منذ مطلع العام الجاري وحتى شهر سبتمبر 67 ألفا و 910 وجبات غذائية استفاد منها آلاف الأسر والعمال· وأكد سعادة الدكتور صالح موسى الطائي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر أن المشروع ثمرة جهود وتخطيط لتنمية وتطوير البرامج والآليات التي تسعى من خلالها الهيئة لتحقيق المزيد من التميز في مستوى الخدمات المستهدف بها الشرائح الإنسانية في المجتمع مشيرا إلى أثر المتابعة الحثيثة والمتواصلة من سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس هيئة الهلال الأحمر والمبادرات المتواصلة من الشيخة شمسة بنت حمدان مساعدة سمو رئيس الهيئة للشؤون النسائية التي كانت وراء إطلاق مشروع حفظ النعمة· وقال إن مشروع حفظ النعمة يعد الأول من نوعه في الدولة الذي يجسد صورة حضارية في التعامل مع المواد الغذائية الزائدة عن الحاجة بغرض الاستفادة منها بعد إعادة تدويرها وتقديمها كوجبة غذائية صحية ومتكاملة تستفيد منها العديد من الفئات التي تعاني ضيق ذات اليد وضعف القدرة على توفير احتياجاتها من الطعام والغذاء اللازم لها داخل الدولة· وأضاف أن الحفاظ على النعم والثروات التي وهبها الله عز وجل للبلاد غاية يتطلع لتحقيقها كل فرد في المجتمع لضمان ديمومة وبقاء تلك الخيرات التي تزخر بها إماراتنا الحبيبة وبات من الضروري النظر بتمعن في خلق الوسائل الممكنة لمواجهة ظاهرة هدر أطنان من المواد الغذائية التي يتم التخلص منها بصورة غير حضارية خاصة في الاحتفالات والأعراس والمناسبات الاجتماعية الكبرى بصورة تضر بالمظهر العام فيما كان من الممكن أن تهيأ تلك المواد بصورة صحية لتكون في متناول المحرومين منها ومن لا يملكون القدرة على توفير قوتهم من محدودي الدخل· ودعا الطائي المجتمع بمختلف قطاعاته لمزيد من التجاوب الفعال مع خطط المشروع خلال الفترة القادمة والتواصل مع المسؤولين القائمين عليه بهيئة الهلال الأحمر للمساهمة في تحقيق الهدف الإنساني السامي الذي تتطلع الهيئة لتحقيقه من خلال توفير وجبات غذائية صحية للمحتاجين والمستضعفين غير القادرين على إيجاد قوت يومهم· بدوره أكد سعادة محمد حبروش الرميثي نائب الأمين العام للشؤون المحلية على أهمية توثيق روابط التعاون بين المجتمع وأفراده ومؤسساته مع فرق العمل التابعة لمشروع حفظ النعمة لتكريس الجهود في صالح خدمة الشرائح المستهدفة بجهود المشروع وخططه وتلبية احتياجات الأسر الضعيفة والعمال والأيتام والأرامل والمعوزين والمحرومين من المواد الغذائية التي تعد أبسط وأهم مقومات الحياة الإنسانية ، موضحا أن الهيئة تعمل من خلال المشروع على توفير مواد غذائية صحية وسليمة ومعقمة بما يملكه المشروع من تجهيزات كاملة بما في ذلك معامل وسيارات مجهزة لحفظ تلك المواد وتوزيعها على المستهدفين بجهود المشروع· وأشار الرميثي إلى أهمية نشر وتوعية المجتمع بوقف مظاهر هدر المواد الغذائية الزائدة عن الحاجة وتقنين عملية شراء المواد الغذائية وإعداد وتجهيز الولائم موضحا أن بث وتعميم أهداف مشروع حفظ النعمة بين مختلف شرائح المجتمع من شأنه تحقيق غايات المشروع بأبعاده البيئية للحفاظ على المظهر العام والوقاية من التلوث بالإضافة إلى تلبية الأهداف الإنسانية والخيرية والاجتماعية الأخرى التي تتطلع الهيئة إليها من مشروع حفظ النعمة مضيفا أن المشروع يطرح في الأساس صورة من أشكال التكافل الاجتماعي بين مختلف الشرائح لتلبية احتياجات المعوزين من الغذاء بما يكفي حاجتهم· من جانبه أكد السيد سلطان محمد الشحي مدير مشروع حفظ النعمة أن المشروع حقق دعما قويا طوال الفترات الماضية لمساندة 300 عائلة من الأيتام والأرامل والمطلقات ومحدودي الدخل في منطقة مصفح إضافة إلى 20 ألف عامل في مصفح والمفرق وبني ياس يتقاضون رواتب بين 400 إلى 500 درهم شهريا الأمر الذي جعلهم عاجزين عن توفير احتياجاتهم من الوجبات الغذائية إلا عن طريق مشروع حفظ النعمة مشددا على أن تلك الشريحة الإنسانية تأتي ضمن الفئات المستحقة للمساعدة والتي تحرص الهيئة على تقدير أوضاعها وتقديم العون اللازم لهم· وأوضح مدير مشروع حفظ النعمة أن آلية التوزيع التي تم اعتمادها تستهدف الوصول بالمواد الغذائية إلى الحالات الإنسانية في مناطق تواجدها وبالسرعة الممكنة لضمان وصول الوجبات في حالة صحية سليمة تماما ، وقال ان فريق العمل في المشروع قام بجولات ميدانية في عدد كبير من سكنات العمال في مصفح والمفرق وبني ياس وبعد التنسيق مع المسئولين عن مجمعاتهم السكنية تبين لأعضاء فريق حفظ النعمة أن هؤلاء العمال بحاجة للغذاء ولا يستطيعون توفيره بشكل يومي لقلة رواتبهم وتم حصر هؤلاء الأشخاص وإضافتهم إلى كشوف الحالات المستهدفة من مشروع حفظ النعمة إلى جانب الأسر محدودة الدخل والأيتام وحاضناتهم في المصفح وبني ياس والمناطق المجاورة· توزيع 130 ألف وجبة سنوياً قال مدير المشروع إنه يتم توزيع ما يزيد عن 130 ألف وجبة غذائية في السنة بفضل الخطط وآليات التنسيق المتبعة في مشروع حفظ النعمة موضحا أنها منذ بدء عمل المشروع في بداية نوفمبر العام 2004 يتم توزيع ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف وجبة غذائية شهريا· وأضاف أن المشروع لقي تجاوبا طيبا خلال شهر رمضان المبارك من المحسنين وعدد من المؤسسات موضحا أن المشروع قدم 4 آلاف و 250 وجبة منذ بدء شهر رمضان المبارك لصالح المستهدفين بتلك الجهود· الخطط المستقبلية للمشروع أشار سلطان محمد الشحي إلى الخطط المستقبلية للمشروع خلال المرحلة المقبلة موضحا أن الآمال معقودة بتوسيع قاعدة المستفيدين من المشروع مع استمرار تجاوب أهل الخير والمحسنين بتقديم العطاء والدعم لمشروع حفظ النعمة وتعميم المشروع على جميع إمارات الدولة وابتكار آليات توزيع تتوافق مع التطور الحضاري الذي تشهده الدولة وخطط برامج هيئة الهلال الأحمر وتوثيق العلاقات والتعاون مع المحسنين والبحث عن مصادر تمويل ورعاية للمشروع مضيفا أن النجاح القائم حاليا لفت الانتباه إلى إمكانية تنفيذ حفظ النعمة في مجالات أخرى بخلاف المواد الغذائية لدعم الأسر الضعيفة والمتعففة حيث يتم حاليا دراسة خطة لتنفيذ مشروع حفظ النعمة في مجال الكساء والأثاث·