الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدو حميم صور مؤثرة لحرب الجزائر

1 أكتوبر 2007 00:59
يتطرق المخرج الفرنسي فلوران ايميليو سيري في ''عدو حميم'' الى حرب الجزائر في فيلم يطغى عليه الطابع التعليمي بالاستناد الى حياة جنود فرنسيين رسمهم كجلادين حينا وضحايا أحيانا· في العام 1959 وفي خضم حرب الجزائر التي لم تكن تسمى كذلك، يلتحق اللفتنانت تريان (الممثل بونوا ماجيميل) الذي كان في حياته المدنية يعمل رسام خرائط صناعية، بالقوات الفرنسية التي تشن عمليات عسكرية في منطقة القبائل، وسرعان ما يختلف تريان وهو انساني وحساس، داخل الوحدة التي عين قائدها، مع السرجنت دونياك (البير دوبونتيل) ''الصقر'' الذي ما زال يحتفظ بشيء من الشرف العسكري وسط بحر من الهمجية، ويغوص ''عدو حميم'' من البداية في صلب الحرب بصور عملية تفتيش ليلية عنيفة في إحدى قرى منطقة القبائل، يراقبها الجيش الفرنسي نهارا والمقاومة الجزائرية ليلا، ولدى عودة الجنود الفرنسيين في الليلة التالية كان المقاومون قد ذبحوا كافة القرويين الذين صفت جثثهم على ارض احد المنازل، ويسارع دونياك الى تفسير المذبحة بالقول :''إنها ليست همجية مجانية! ارادوا بث الرعب في نفوس القرويين الآخرين''، لكن تلك المشاهد الأولى تطرح من أول وهلة مزايا الفيلم ونقائصه، وحاول فلوران اميليو سيري وهو من المعجبين بالأفلام الأميركية التي تناولت حرب فيتنام مثل ''بلاتون'' للمخرج اوليفر ستون او ''القيامة الآن'' لفرانسس فورد كوبولا، أن يضفي على ''عدو حميم'' طابعا ملحميا· /، لكن الفيلم بصبغته الحربية المثيرة -مشاهد معارك في صورة بانورامية والتأثيرات الخاصة وتحليق المروحيات والصور الرمادية ذات الألوان المتناقضة - تطغى على هدف سيري الآخر وهو جعل المشاهد يعيش الحرب عن قرب، ولأنه لم يأخذ الوقت اللازم للتركيز على شخصيات لن نعرف عنها الكثير في نهاية المطاف سواء بشأن ماضيها او مقوماتها النفسية، جعل المخرج من الشخصيات افكارا تجريدية، لكن الفيلم يستند الى توثيق كبير بفضل الابحاث التي قام بها باتريك روتمن كاتب السيناريو والموثق الشهير الذي كتب سينارو أفلام ''شيراك'' و''فرانسوا ميتران، رواية السلطة'' و''حرب بدون اسم'' وهو فيلم وثائقي حول حرب الجزائر ووقعه بالاشتراك مع المخرج برتران تافرنييه، الا ان ''عدوا حميما'' الذي يجهد في استيعاب تلك المادة الغنية، يخفق في كثرة المشاهد المثيرة جدا والنقاشات التي تشبه نبوءات، ويقول اللفتنانت تريان الذي يواجه التعذيب لأول مرة لكنه يبدو وكأنه استوعب كل دروس التاريخ ''عندما يكون امر غير مقبول اخلاقيا يجب ان نرفضه ايها الكابتن!''· ويؤكد بعد ذلك ''لا يمكن ان نرد على الهمجية بالهمجية! سنظطر يوما على التحاور على الجزائريين''· ويعرض الفيلم في فرنسا اعتبارا من الثالث من اكتوبر·
المصدر: باريس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©