الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أولاد نزار والأفعى

أولاد نزار والأفعى
30 سبتمبر 2007 23:36
حدثنا علي بن المغيرة قال: لما حضرت نزار بن معد الوفاة قسم ماله بين بنيه وهم أربعة: مضر وربيعة وإياد وأنمار، فقال: يا بني، هذه القبة الحمراء وهي من أدم وما أشبهها من المال لمضر، فسمي مضر الحمراء· وهذا الخباء الأسود وما أشبهه من المال لربيعة فأخذ خيلاً دهما فسمي ربيعة الفرس· وهذه الخادم وما أشبهها من المال لإياد، وكانت الخادم شمطاء، فأخذ إياد البلق· وهذه البدرة والمجلس لأنمار يجلس فيه، فأخذ أنمار ما صار له· وقال لهم: إن أشكل الأمر عليكم في ذلك واختلفتم في القسمة، فعليكم بالأفعى الجرهمي، فاختلفوا فتوجهوا الى الأفعى، فبينما هم يسيرون إذ رأى مضر كلاء قد رعي، فقال: إن البعير الذي رعى هذا لأعور، فقال ربيعة: وهو أزور، وقال إياد: وهو أبتر، وقال أنمار: وهو شرود، فلم يسيروا إلا قليلاً حتى لقيهم رجل توضع به راحلته، فسألهم عن البعير فقال مضر: هو أعور؟ قال: نعم· قال ربيعة: هو أزور؟ قال: نعم· قال إياد: هو أبتر؟ قال: نعم· قال أنمار: هو شرود؟ قال: كيف أصدقكم وأنتم تصفون بعيري بصفته· فساروا حتى قدموا على نجران، فنزلوا بالأفعى الجرهمي، فنادى صاحب البعير بأن يصفوا له صفته، ثم قالوا: لم نره· فقال الجرهمي: كيف وصفتموه ولم تروه، فقال مضر: رأيته يرعى جانباً ويدع جانباً، فعرفت أنه أعور· وقال ربيعة: رأيت إحدى يديه ثابتة الأثر والأخرى فاسدة الأثر، فعرفت أنه أفسدها بشدة وطأته لازوراره· وقال إياد: عرفت بتره باجتماع بعره ولو كان ذيالاً لمصع بعره به، وقال أنمار: عرفت أنه شرود أنه كان يرعى في المكان الملتف نبته، ثم يجوز الى مكان آخر أرق منه وأخبث، فقال الشيخ: ليسوا بأصحاب بعيرك، فاطلبه· ثم سألهم مَن هم؟ فأخبروه فرحب بهم وقال: تحتاجون إليَّ وأنتم كما أتى؟ فدعا لهم بطعام فأكل وأكلوا وشرب وشربوا، فقال مضر: لم أر كاليوم خمراً أجود لولا أنها على قبر· وقال ربيعة: لم أر كاليوم لحماً أطيب لولا أنه ربي بلبن كلبة· وقال إياد: لم أر كاليوم رجلاً سرياً لولا أنه ليس لأبيه الذي يدعى له· وقال أنمار: لم أر كاليوم كلاماً أنفع من حاجتنا· فلما سمع صاحبهم كلامهم، فقال: ما هؤلاء إلا شياطين، فسأل أمه فأخبرته أنها كانت تحت ملك ولا يولد له ولد، فكرهت أن يذهب الملك فأسكنت رجلاً نزل بهم من نفسها، فوطئها، وقال للقهرمان: الخمر التي شربناها ما أمرها؟ قال: من حبة غرستها على قبر أبيك، وسأل الراعي عن اللحم ما أمره؟ فقال: شاة أرضعناها من لبن كلبة ولم يكن ولد في الغنم شيء غيرها· فأتاهم فقال: قصوا قصتكم، فقصوا عليه ما وصى به أبوهم وما كان من اختلافهم، فقال: ما أشبه القبة الحمراء من مال فهو لمضر فصارت له الدنانير والإبل وهن حمر فسميت مضر الحمراء، وما أشبه الخباء الأسود من دابة ومال فهو لربيعة فصارت له الخيل وهي دهم فسمي ربيعة الفرس، وما أشبه الخادم وكانت شمطاء من مال فيه بلق، فهو لإياد، فصارت له الماشية البالق من الخيل والبقر· وقضى لأنمار بالدراهم والأرض فساروا من عنده على ذلك·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©