ليفني تطلب من عباس التصرف بواقعية

يستقبل الرئيس المصري حسني مبارك اليوم في القاهرة، رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في اطار تنسيق المواقف العربية قبل الاجتماع الدولي حول الشرق الاوسط المنتظر عقده منتصف نوفمبر المقبل في الولايات المتحدة، على ما اكد مصدر رئاسي مصري أمس· ويلتقي عباس الثلاثاء رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، ودعت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيب ليفني ، عباس الى التقدم نحو السلام ''بواقعية''· وكان مبارك قد اجرى محادثات يوم الأربعاء في عمان مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، اكدا في ختامها ''اهمية الإعداد الجيد'' للاجتماع الدولي المرتقب و''ان تكون مخرجاته واضحة ومؤثرة ايجابيا بحيث تدرج قضايا الحل النهائي فيه بما يؤدي الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة''· واعلن صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين أمس، أن اولمرت سيلتقي الرئيس عباس ''الثلاثاء على الارجح'' لمناقشة الإعداد للاجتماع الدولي· لكن عريقات اوضح لوكالة ''فرانس برس'' أن الموعد ليس نهائيا وانه لا يعلم بعد مكان اللقاء· وجرى آخر لقاء بين المسؤولين في العاشر من سبتمبر في القدس المحتلة· وفي العشرين من الشهر نفسه، اعلن اولمرت انه سيلتقي عباس بعد الأعياد اليهودية اي في الثالث من أكتوبر· وكان عباس قد قال الجمعة لوكالة ''فرانس برس'' إن الاجتماع الدولي سيضع ''المبادئ الاساسية'' لمعاهدة سلام مع اسرائيل قد يتم التوصل اليها خلال ستة اشهر (···) ثم تنطلق مفاوضات لصياغة التفاصيل الدقيقة ضمن جدول زمني يفترض الا يتجاوز ستة اشهر للتوصل الى معاهدة سلام''· لكن وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ردت عليه بالقول انه يجب التقدم نحو السلام ''بواقعية''· وقالت صحيفة ''يديعوت احرونوت'' الإسرائيلية امس، إن ليفني قالت لعباس الجمعة خلال لقاء في نيويورك إنه يجب التقدم نحو السلام ''بواقعية''· ونشر موقع الصحيفة الاسرائيلية رد ليفني على عباس، وقالت فيه ''علينا أن نتحلى بالشجاعة في اتخاذ القرارات وفي الوقت نفسه بما يكفي من الحكمة للدفع بعملية السلام قدما بشكل واقعي لتفادي الفشل والا نتحدث الا عما هو ممكن''·والتقت ليفني عباس في نيويورك بعد الكلمة التي القاها أمام الجمعية العامة للامم المتحدة ودعا فيها الى تسوية ''كافة القضايا'' الشائكة في الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني خلال الاجتماع الدولي المقبل· وقد دعا الرئيس الاميركي جورج بوش في يوليو الماضي الى عقد اجتماع دولي حول النزاع في الشرق الاوسط، يشارك فيه القادة الاسرائيليون والفلسطينيون وعدد من الدول العربية· لكن الاسرائيليين والفلسطينيين الذين اجتمعوا مرارا للتحضير للاجتماع يختلفون حول أهدافه· ويرغب اولمرت في أن يتمخض الاجتماع عن تصريح يشمل حدا ادنى من المبادئ، في حين يتطلع الرئيس الفلسطيني الى التزام واضح، يرتكز على جدول زمني لقيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة· إلى ذلك أكد إبراهيم الأبرش وزير الثقافة في حكومة تسيير الأعمال برئاسة سلام فياض، أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس متحمسا للمشاركة في مؤتمر الخريف المقبل· ونقل موقع ''شبكة فلسطين اليوم'' الاخباري عن الأبرش قوله مساء الجمعة، إن عدم تحمس الرئيس عباس للمشاركة يرجع لعدم وضوح موعد المؤتمر وغياب المرجعيات له، وإصرار إسرائيل على عدم الخوض فيما بات يعرف ''بقضايا الحل النهائي'' واستمرارها في ممارساتها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني· وقلل الأبرش من أهمية المؤتمر إذا لم يلب ''تطبيق قرارات الشرعية الدولية وإنصاف حقوق الشعب الفلسطيني''· وفي تعليق منه على ما تناولته وسائل الإعلام المختلفة بشأن ممارسة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس لضغوط على الرئيس عباس في جولتها الأخيرة للمنطقة، قال الأبرش: ''إن الموقف الأميركي واضح في مسايرته ومجاراته للموقف الإسرائيلي''· وبين الابرش أن الرئيس عباس'' تمارس عليه ضغوط لكنه متمسك بدولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف''·