السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شعب الإينويت يبحث عن موطئ قدم في أرضه

شعب الإينويت يبحث عن موطئ قدم في أرضه
30 سبتمبر 2007 02:41
عندما تنظر من قرية ''إيليوليسّات'' لصيد السمك -تعد أكبر مستعمرة في ''جرين لاند'' الواقعة شمال الدائرة القطبية الشمالية- فإنها لن تبدو لك كمناطق يمكن أن ينشأ نزاع حولها، إذ تتكون في معظمها من صخور حادة، وأشباه جزر جرداء، تبرز من حافة الغطاء الثلجي لـ''جرين لاند''، الذي يدفع بكميات متزايدة على الدوام من الجبال الجليدية إلى المحيط المتجمد الشمالي· على الرغم من ذلك، أصبح القطب الشمالي يحتل مرتبة متقدمة على الأجندة الدبلوماسية الدولية في الآونة الأخيرة، وخصوصا بعد أن قامت غواصة روسية بتثبيت علم بلادها في قاع المحيط المتجمد الشمالي في شهر أغسطس الماضي· ومنذ ذلك الوقت، تتسابق خمس دول في المطالبة بأراض جديدة تقع في المنطقة الوسطى من ذلك المحيط، حيث يتوقع أن يؤدي التغير المناخي إلى فتح طرق ملاحية جديدة مهمة، واكتشاف حقول بترول، ومناجم للمعادن· في الوقت الراهن يطالب سكان المنطقة الأصليون'' الإينويت'' بأن تكون لهم كلمة في الطريقة التي سيتم بها حسم أمر تلك الدعاوى· ففي تجمع دولي للسياسيين والعلماء والشخصيات الدينية -عقد في وقت سابق من هذا الشهر- ألقى'' أكالاك لاينج'' رئيس ''ميثاق جرين لندن التابع للمجلس الحول قطبي للإنيويت'' -يشار إليها اختصارا بـ(ICC) كلمة قال فيها: ''يجب علينا من أجل شعبي، ومن أجل العالم بأسره، أن نعمل على تطوير آلية لتركيز الاهتمام على الدائرة القطبية الشمالية، يشارك فيها الأشخاص المحليون من أصحاب الأصوات المسموعة، وإذا لم نفعل ذلك، فقد يتم كسحنا بعيدا عن مناطقنا وسط الثلوج الذائبة''· ويشغل ''لاينج'' أيضا منصب نائب رئيس المنتدى الدائم للأمم المتحدة'' المختص بقضايا السكان الأصليين، وهو من الشخصيات التي تولت لفترة طويلة الدفاع عن قضايا ومصالح شعبه من ''الإينويت'' الذين عاشوا في هذه المنطقة منذ آلاف السنين، وكان يطلق عليهم في السابق اسم ''الإسكيمو'' ويبلغ عددهم الآن 160 ألف مواطن يعيشون في ألاسكا، وشمال كندا، وأقصى شرقي روسيا، و''جرين لاند'' وهي أراض تابعة للدانمرك يتمتع فيها الإينويت بدرجة كبيرة من الحكم الذاتي· وعلى مدى 30 عاما استعان ''الإينويت'' بـ(ICC) لمساعدتهم على بناء الجسور التي تصل بين الجزر التي يقيمون بها، ولكي يجعل أصواتهم مسموعة في عواصم الدول الواقعة إلى الجنوب من أراضيهم· ومنذ ثمانينيات القرن الماضي دأب ''الإينويت'' على الدعوة إلى تحويل المنطقة الوسطى من الدائرة القطبية الشمالية إلى منطقة منزوعة السلاح، تماما مثلما هو الوضع في القطب الجنوبي، كما يطالبون إلى جانب ذلك بإتاحة فرصة التنقل لأقسام شعب ''الإنيويت'' من خلال نظام التأشيرات· في الوقت الراهن ينادي ''الإينويت'' بضرورة سماع صوتهم فيما يتعلق بمستقبل حوض القطب الشمالي الأوسط -تبلغ مساحته 2 مليون كيلو متر مربع- والذي يتوقع أن تقوم كل من روسيا والدانمرك والنرويج والولايات المتحدة بتقسيمه فيما بينها، وذلك بناء على الادعاءات المقدمة من كل دولة من تلك الدول بشأن امتداد جرفها القاري إلى داخل هذه المنطقة· يعلق ''دوين سميث'' -رئيس فرع (ICC) في كندا- بقوله: ''لقد عاش شعب ''الإينويت'' زمنا طويلا للغاية في هذه المنطقة، ويجب بالتالي أن يكون له دور في تقرير ما يحدث هنا، فنحن من نعيش هنا لا الآخرون، مما يعني أن اتخاذ أي إجراء ضار بالمنطقة سيكون له تأثير على أسلوبنا في الحياة وعلى ثقافتنا''· ورغم من أن المنطقة المتنازع عليها والواقعة حول القطب الشمالي خالية من أي تواجد بشري، إلا أن زعماء ''الإينويت'' يصرون على أن الأنشطة التي ستقام هناك سوف يكون لها تأثير على مجتمعاتهم، وأن المواقع المتوقعة لبعض تلك الأنشطة لا تبعد عنهم سوى عدة مئات من الكيلومترات· ويدعو بعض ناشطي ''الإينويت'' العالم الخارجي إلى العمل على حماية بيئتهم من الآثار الاجتماعية والبيئية والثقافية الضارة، التي ستتعرض لها نتيجة لتسيير خطوط ملاحة وقواعد عسكرية وحقول نفط ومناجم معادن، ويحبذون أن يتم ذلك من خلال معاهدة دولية، كما يطالبون أيضا بإقامة محمية طبيعية في شمال القطب الشمالي يمكن للعالم كله أن يستفيد منها· ولو قدر لهذه المزاعم أن تلقى آذانا صاغية فإن ''الإينويت'' المقيمين في ''جرين لاند'' التابعة للدانمرك -يشكلون 90 في المائة من سكان المنطقة البالغ عددهم 56 ألف نسمة- سيكون لهم نصيب في الكعكة خصوصا بعد أن فتحت الدانمرك باب الاستقلال أمامهم، وأعلنت عن نيتها تسليم أي مكاسب تحصل عليها بموجب الدعاوى المشار إليها سلفا إليهم· ولا يساور ''اليكا هاموند'' وزيرة المالية والشؤون الخارجية في حكومة الحكم الذاتي في ''جرين لاند'' أدنى شك حول ذلك حيث تقول: ''لقد جاء الروس وزرعوا علما لهم في قاع المحيط المتجمد الشمالي، ولكن الجميع يعرف أن هذه الأرض تابعة لجرين لاند''، ثم تضيف -وقد علت شفتيها ابتسامة-: ''وهكذا فإن آخر أرض تمشون عليها قبل أن تصلوا إلى القطب الشمالي ستكون أراضي تابعة ل''جرين لاند''· مراسل كريستيان ساينس مونيتور في إيليوليسات- جرينلاند ينشر بترتيب خاص مع خدمة ''كريستيان ساينس مونيتور''
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©