الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد بوفلاكتش: تذوقت حلاوة الإيمان في مدرسة الصيام

محمد بوفلاكتش: تذوقت حلاوة الإيمان في مدرسة الصيام
29 سبتمبر 2007 22:31
عمره 32 عاماً، وأسلم منذ أربعة أشهر فقط، ومع ذلك بات مهموماً بأحوال المسلمين ومشاكلهم حاملاً على كاهله قضاياهم وصُوَرَهم المشوهة في العديد من بلدان العالم، مطالباً إياهم بالتوحد ونبذ الفرقة، والعمل على قلب رجل واحد، مؤكداً أن الله لن يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأن الله سوف يحاسبهم عما فرطوا في جنب الله، متمنياً أن يكون كل العام ''رمضان'' ليسود العمل الصالح والبر والتقوى والتقرب إلى الله أيام العام في تواصل مستمر بلا انقطاع· ورغم ذلك فإن ابتسامته لا تنقطع، وبريق التفاؤل ينير عينيه، بسبب فرحته بالوصول إلى الله كما أكد ذلك· لم يدر بخلده يوماً أن يكون مسلماً، فقد كان الإسلام أبعد الديانات إلى قلبه فكراً وعقيدة لأسباب كثيرة منها أن الإسلام في بلاده - يوغوسلافيا- ممنوع وغير مرغوب فيه وصورته مشوهة· عاش حياته مسيحياً غير متدين حتى انتهى من دراسة علم الإدارة، وبدأ يفكر في الذهاب إلى الخارج بحثاً عن الرزق وسعة العيش في عام ،2002 وبالطبع لم يتوقع محمد بوفلاكتش أن يذهب للعمل في دولة عربية، لكن ما حدث معه على حد وصفه طريق الخير يرسمه الله لمن يشاء من عباده· ومنذ وطئت قدماه أرض دبي تأكد أنه على موعد مع القدر، فقد وجد نفسه وسط جنسيات مختلفة فاقت عدد الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، ووسط هذا الكوكتيل من الثقافات شعر أنه في حياة جديدة لابد أن يتفاعل معها في اتجاه بوابة الحقيقة، واستغرق في تفكيره هائماً شارداً متسائلاً مَن على صواب؟ وأي الطرق تؤدي إلى الله؟ وظل يفكر ربما لساعات لم يعرف لها عدداً، وجاءه الرد دون أن يدري ليزلزل كيانه، ويفيقه من هوة التفكير ''الله أكبر·· الله أكبر·· أشهد ألا إله إلا الله·· أشهد أن محمداً رسول الله··'' إنه صوت المؤذن يعلن أن الفلاح في الصلاة لله رب العباد فارتعش بدنه وهز رأسه بشدة ليدرك حقيقة ما يحدث له ليطارد أسماعه صوت الأذان من هنا وهناك· بدأ يسأل رفاقه من المسلمين عن ذلك الصوت الذي يعتلي سماء الإمارة من أكثر من مكان كل يوم 5 مرات، مردداً أن الله أكبر ويدعو الناس للصلاة والنجاة، فأخبروه أنه الأذان، وكانت البداية لحوارات عن الإسلام لا تنتهي، وأمدوه بالكتب الإسلامية التي بدأ في التهامها شغفاً وحباً لمعرفة المزيد عن الإسلام· بدأ قراءاته تنطبق على سلوكه وعباداته، حيث كانت البداية توديعه حياة اللهو والنوادي الليلية وشرب الخمر، وشعر من داخله أنه أقرب إلى الإسلام منه إلى أي دين آخر، وظل ثلاث سنوات كاملة يتعرف على الإسلام عن قرب حتى أصبح عالماً بالكثير من أمور الدين والفقه والعبادات·· وهدأت روحه واستقرت حياته لا ينطق إلا صدقاً ولا يأكل ولا يشرب إلا حلالاً ليولد من جديد في شهر مايو الماضي عندما أعلن الوحدانية لله بلا خوف ولا تردد، وعن قناعة أن الفرد الصمد أحق بالعبادة، وأن محمداً بن عبدالله رسول الله وخاتم الأنبياء والمرسلين، واختار اسم ''محمد'' تيمناً باسم المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أصبح قدوته· وعلى الجانب الآخر من حياة محمد بوفلاكتش كانت زوجته ترقب تلك الروحانية التي هلت على بيتها وهذا التغير الذي أضاء حياتها، وأسعدها كثيراً أن زوجها أصبح يقيم لها شأناً ويخبرها عن حقوق وواجبات وحلالاً وحراماً، ولأن الله إذا رضي عن عبد يسر له الخير فكان الإيمان أسرع ما يكون إلى زوجته لتلحقه إلى قسم المسلمين الجدد بدائرة الشؤون الإسلامية بدبي شاهرة إسلامها· كما أن محمد صام رمضان خلال السنوات الثلاث الماضية قبل أن يشهر إسلامه ليذوق حلاوة الإيمان، معلناً أنه عاش كل أركان الإسلام قبل أن يسلم!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©