السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جميرا الأثرية.. رمز للحضارة الإسلامية في العصر العباسي

جميرا الأثرية.. رمز للحضارة الإسلامية في العصر العباسي
29 سبتمبر 2007 22:30
أنشئت مباني مدينة جميرا الأثرية في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) خلال العصر العباسي، وشهدت نشاطاً تجارياً كبيراً بين المناطق العربية والهند وفارس وشرق افريقيا والصين، مما ترتب عليه ازدهار اقتصادي أثرى جوانب الحياة المختلفة، لاسيما الاجتماعية والعمرانية، وما أن تم اكتشاف طريق رأس الرجاء الصالح تحولت القوافل التجارية من منطقة الخليج، لتلف حول أفريقيا وتتسبب في كساد اقتصادي أثر على مختلف أنواع الحياة· وعلى بعد 12 كيلو مترا شمال غرب دبي وبمسافة تزيد عن الكيلو مترين من الشاطئ، وبارتفاع 4 أمتار عن مستوى سطح البحر، تقف جميرا الأثرية شاهدة على عصر ذهبي لتلك المنطقة، فوجودها على الخليج العربي وقربها من مصادر النحاس في جبال عمان، هيأها للسيطرة على الطرق التجارية البحرية ما بين بلاد فارس والرافدين وجنوب شرق آسيا وصولاً إلى الصين· تلال متناثرة وتتألف المدينة الأثرية من مجموعة من التلال المتناثرة بأحجام وارتفاعات مختلفة تحتوي على أساسات ومبان بعضها مطمور وبعضها فوق سطح الأرض· ولم يتبق منها سوى ثلاثة أجزاء متفرقة تمت المحافظة عليها وحمايتها· ويعود اكتشاف موقع جميرا الأثري إلى عام 1969عندما اكتشفه فريق آثار أميركي، ثم عثر فريق عراقي عام 1974 على حفريات هامة، لتتواصل عمليات التنقيب· وفي عام 1993 قام فريق آثار محلي باكتشاف مبان أثرية ومصنوعات يدوية جديدة· وتضم آثار المدينة الإسلامية بقايا عمرانية ثابتة ومنقولة توضح معالم المدن الإسلامية، وتضم أطلال سبعة مبان وبقايا سوق تجاري يتكون من سبعة حوانيت ومخزن· بينما بقية أجزاء المدينة، لاتزال مطمورة· كما تعد آثار جميرا الأثرية أكبر وأهم المواقع الإسلامية المكتشفة في منطقة الخليج، حيث تشمل الاكتشافات منازل للسكنى والمسجد والخان والعديد من الأبواب والنوافذ والأواني الفخارية والعملات البرونزية والنحاسية والحجرية والزجاجية· وتبدي المساكن تشكيلا معماريا على نمط المدن الإسلامية بخصوصيتها ودلالاتها وملاءمتها للبيئة والمناخ واستخدامها الفنون الزخرفية العربية الإسلامية، بزخارفها ذات الأشكال الهندسية والوردية التي تزين الأبواب والنوافذ وواجهات المباني الى جانب العقود والأقواس والأعمدة· قصر الوالي ومن أهم تلك المباني وأجملها ما يعتقد بأنه قصر أو مقر الوالي، حيث يتكون المبنى من وحدتين سكنيتين لكل منهما مدخل مستقل مغاير للآخر أحيطتا بساحتين كبيرتين شمالية وجنوبية تحتويان على مواقد للنيران ومرافق خدمية وغرف للخدم وحمامات مزودة بمصارف المياه، أقيمتا في زوايا الساحتين بشكل متناظر· كما زخرفت واجهات المداخل الرئيسية للوحدتين ومداخل الغرف الداخلية بالزخارف الهندسية والنباتية· وباستثناء المسجد، تتميز معظم المباني بالاستطالة والصغر، كما أن المبنى الأول تبلغ مساحته حوالى 480 مترا، وجميع الجدران الخارجية تتميز بوجود الأبراج الدائرية ونصف الدائرية المزخرفة، فيما يتكون المبنى الثاني -والذي يعد أثراً للسوق في العصر العباسي- من سوق عبارة عن دكاكين صغيرة الحجم· وتوجد أمام كل دكان مصطبة لعرض البضائع· كما يوجد المخزن العام للسوق، حيث يلحق بأحد المباني الموجودة· أما المبنى الثالث فيكشف عن زيادة عدد السكان، والرابع يتميز بوجود مصاطب داخل الغرف الداخلية للمنزل· ويختلف تخطيط الخان ''استراحة المسافرين'' عن المباني الأخرى، حيث المساحة 1000 متر، بينما المنازل ما بين 100 إلى 120 مترا، كما أن الخان تتوسطه ساحة كبيرة محاطة بالغرف، وله مدخلان رئيسيان من الجهة الشرقية والجهة الغربية· أما المبني السادس فيكشف الجمال المعماري في العصر العباسي حيث الأعمدة والأقواس والتصميمات الهندسية، وهو للسكن، لكن مساحته تعادل مساحة ثلاثة مبان سكنية أخرى، حيث تبلغ 440 مترا مربعا، ويتكون من وحدتين موصولتين بمدخلين منفصلين، كل منهما يؤدي إلى فناء مكشوف· كما عثر فريق من الباحثين على مبنى مربع الشكل بمساحة 49 مترا ويتكون من غرفتين تطلان على الجانب الغربي ''القبلة''، كما تم العصور على محراب في جدار القبلة، إضافة إلى العثور على بعض النقوش والكتابات التي تحتوي على بعض الكلمات· وتولي دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي أهمية كبيرة للمدينة الأثرية وتطويرها وتكثيف الجهود لمواصلة الكشف عن بقية المباني بأساليب علمية حيث لا تزال أعمال التنقيب جارية·
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©