الفيصل يحذر من مواجهة عسكرية بين إيران والغرب

حذرت السعودية أمس من ''نذر مواجهة'' عسكرية محتملة بين إيران والغرب، فيما أكدت فرنسا أنها لا تصدق الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بشأن سلمية البرنامج النووي الإيراني· وذكر فصيل إيراني معارض ان النظان ينشئ حاليا موقعا نوويا تحت الأرض قرب ''نطنز''· وفي تعبير صريح عن قلق السعودية من مواجهة محتملة، قال وزير الخارجية السعودي إنه يرى ''نذر مواجهة'' بين إيران والغرب بشأن برنامج طهران النووي تلوح في الأفق· وحذر سعود الفيصل من أن تلك المواجهة ستكون لها تأثيرات خطيرة على الوضع الأمني ليس في منطقة الخليج فحسب بل ستمتد إلى مناطق أخرى في العالم· وأوضح أن ''الخليج منطقة صغيرة وان أي نزاع هناك لن يكون بالتأكيد محدوداً علما بأن الخليج يعني الكثير بالنسبة للسلام والاستقرار الدوليين''· وقال وزير الخارجية السعودي إن ''دول الخليج قلقة للغاية'' بسبب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران بسبب نتيجة رفض طهران الاستجابة للضغوط لوقف تخصيب اليورانيوم وبسبب الدور الإيراني في العراق· وعبر سعود الفيصل في تصريحات للصحفيين، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء أمس الأول في نيويورك، عن قلق الرياض بسبب ''لغة الخطاب'' من جميع الأطراف، مشيراً إلى أن الخطاب الإيراني يعكس أيضاً هذا الانحدار نحو المواجهة بالقول (إننا يمكننا أن نحمي أنفسنا) ومثل ذلك الكلام ·· يدل على أنه وضع متوتر وخطير في منطقة مضطربة''· وجاءت تصريحات الفيصل عقب اجتماع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع وزراء خارجية مجموعة (6+2) التي تضم دول الخليج العربي بالإضافة إلى مصر والأردن· وأضاف ان بلاده سألت ايران لماذا تبدو أنها تتجه الى المواجهة وأبلغت طهران انها بحاجة الى التقيد بمطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية· أوضح ''اننا في غاية القلق من هذا الاحتمال للمواجهة··· ونأمل أن يتم تسوية هذا من خلال التفاوض·'' وأدان وزير الخارجية السعودي أيضا الدور الايراني في العراق· وقال ''أعتقد أن الايرانيين يعرفون موقف جميع الدول العربية من تدخلهم في العراق أو في لبنان·· ذلك ليس شيئا موضع تقدير في العالم العربي والدول العربية ستعمل على حماية مصالحها·'' وأضاف ان الايرانيين انضموا الى تعهد قطعه جيران العراق على أنفسهم بعدم التدخل هناك· ''لكنهم الان يسلمون بأنهم يتدخلون في العراق وسمعنا كلمات الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد بأنه إذا حدث فراغ ··اذا غادرت أميركا العراق·· فإنهم مستعدون لملء الفراغ·'' وقال الفيصل مشيراً إلى تعليقات احمدي نجاد التي أدلى بها في 28 أغسطس ''مثل هذا الحديث خطير للغاية وأعتقد انه لم يكن من الحكمة الإدلاء بهذا البيان·'' وفي الوقت نفسه، أفاد مسؤول اميركي كبير بأن رايس تطرقت مع نظرائها في (6+2) الى نزعة ايران في ''الهيمنة'' على المنطقة· وأكد المسؤول طالبا عدم ذكر اسمه للصحفيين انه خلال الاجتماع ''دار الحديث عن القلق الذي تثيره ايران''· وأضاف المسؤول ان ''الجميع يرى ايران مهيمنة تحاول استغلال مصادر التوتر في المنطقة للتمكن من موقع تفوق على الدول العربية''· وأكد المسؤول ''انهم يلاحظون بشكل خاص ذاك الضغط في العراق لكنهم ايضا يعربون عن القلق من النفوذ الايراني في سوريا حيث أثر على القيادة الاستراتيجية لذلك البلد''· واعتبر ان كافة الذين تحدثوا في الاجتماع أعربوا عن ذاك القلق ونددوا بتأثير ايران السلبي على لبنان والاراضي الفلسطينية· إلى ذلك، أعلن المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية دافيد مارتينون أن باريس ''لا تصدق'' الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد حين يؤكد ان نشاطات بلاده النووية ''سلمية''· وأضاف مارتينون ''يقول احمدي نجاد ان البرنامج سلمي· وفي نهاية الأمر لا نصدقه· الكل يعلم ان هذا البرنامج له أهداف عسكرية''· وتابع مشددا ان ''المسألة لم تغلق· لدينا كل الاسباب للاعتقاد بأن ما يتم العمل عليه في مصنع نطنز (وسط ايران) ليس سلميا· ثمة مجموعة مؤشرات قوية جدا تدفعنا الى هذا الاستنتاج''· على صعيد آخر، قال المجلس الوطني للمقاومة الايرانية المعارض إن ايران تبني حالياً موقعاً نووياً جديداً تحت الارض وان هذا الموقع له طبيعة عسكرية وهو مربوط بمجمع نطنز وسط البلاد· وأوضح مهدي ابريشمتشي المسؤول في المجلس خلال مؤتمر صحفي عقده في باريس ''الموقع محمي من الهجمات الجوية· وفي حال قصف نطنز لن يصاب''· وأضاف ''ان المركز الذري مكون من مكان شاسع تحت الارض يرتبط بنفقين متوازيين يقعان تحت سلسلة جبال كركاس وهي ترتبط بنفق ثالث'' بمجمع نطنز النووي الذي يقع على بعد 5 كلم الى الشمال· وأوضح ان فتحة النفق يبلغ قطرها ستة أمتار· وأضاف أنه ''للحفاظ على سرية الموقع'' اعتبر ''منطقة عسكرية'' وقامت السلطات ''بشراء أراض وبساتين كبيرة في المنطقة''· وقال ان خطة اقامة هذا الموقع تم اعدادها قبل عامين وانه سيكون عملانيا ''في غضون ستة أشهر''