الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان يتجه للمطالبة بقمة عربية أخرى خارج سوريا

لبنان يتجه للمطالبة بقمة عربية أخرى خارج سوريا
27 مارس 2008 02:23
أكدت مصادر وزارية لبنانية لـ''الاتحاد'' أمس أن قرار الحكومة اللبنانية مقاطعة القمة العربية في دمشق اتخذ بالإجماع وأملته اعتبارات أبرزها تحميل سوريا مسؤولية استمرار الفراغ الرئاسي وسعيها لشل الدولة ومؤسساتها وايجاد مناخ عدم الاستقرار السياسي والامني، فضلاً عن إشعار القادة العرب بالوضع الخطر في لبنان· وقال وزير الاتصالات مروان حمادة إن رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة سيلقي يوم انعقاد القمة السبت كلمة يتوجه خلالها بطلب انعقاد مجلس الجامعة العربية على صعيد وزراء الخارجية أو حتى عقد قمة عربية أخرى خارج سوريا· فيما أعلن وزير الثقافة طارق متري أن قرار مقاطعة القمة لن يمنع السنيورة من مخاطبة القادة العرب عبر كلمة أو مذكرة، وأضاف في تصريح لـ ''وكالة فرانس برس'' أن عدم مشاركة لبنان في القمة لا يعني انه ليس لدى لبنان ما يقوله للعرب والغياب لا يعني السكوت· وأضاف ''لبنان لديه ما يقوله في القمة، ولا نزال نبحث في الصيغة التي يمكن أن تكون مذكرة أو كلمة موجهة''· وأوضح متري ردا على ما تردد عن احتمال طلب لبنان عقد اجتماع وزاري طارئ لبحث العلاقات اللبنانية السورية بعد انتهاء أعمال قمة دمشق، ''هناك اقتراحات من هذا النوع والفكرة واردة ويجري استمزاج الآراء بشأنها وسنرى لاحقا ما هو ممكن''· فيما قال مصدر وزاري لـ ''الاتحاد'' إن غياب لبنان عن القمة يعطي مردوداً أكثر من الحضور، وهو اشبه بصرخة لحث الزعماء العرب على تحمل مسؤولياتهم في إنقاذ لبنان من الأزمة التي يمر بها، ولفت الى ان رئيس مجلس الوزراء اصر على ان يسجل في محضر الجلسة أن السعودية لم تطلب ولم تبد أي رأي في موضوع المشاركة او عدمها في قمة دمشق· وعلمت ''الاتحاد'' من مصادر في ''فريق 14 مارس'' أن قوى الاكثرية ستوجه اليوم مذكرة الى القمة العربية، تذاع من بيروت دعماً لموقف الحكومة في مقاطعة القمة، وللتأكيد على انه لا يمكن لدولة معرقلة للحل في لبنان ان تتولى معالجة الأزمة· وينتظر أن تشدد المذكرة على ان سيادة لبنان لا تقل عن سيادة دولة عربية أخرى، وأن على الاسرة العربية ان تأخذ بعين الاعتبار في مناقشاتها وفي كل مواقفها موقف لبنان العربي الهوية والانتماء وان ترفع يد النظام السوري عن التدخل في شأن بلد عربي مستقل ذي سيادة ليصار الى انتخاب رئيس للجمهورية بحرية تامة، يكون حكماً لأي حوار داخلي بشأن الحكومة وقانون الانتخاب· واعتبر النائب وائل ابو فاعور (الاكثرية) ان قرار مقاطعة القمة حكيم ويرتقي الى حجم المعركة الاستقلالية التي يخوضها الشعب ويزيد من قدرات العرب على الضغط على سوريا من أجل حل الأزمة اللبنانية· كما اتهم نواب الاكثرية في بيان قوى التحالف السوري الايراني بالتمادي في إفشال المبادرات لحل الأزمة وآخرها المبادرة العربية· ورأى هؤلاء أن اقفال البرلمان مخالفة واضحة وخطيرة للدستور والأعراف البرلمانية، وان ذلك يرقى الى مرتبة العصيان الدستوري· وطالبوا رئيس البرلمان نبيه بري بوضع اعتباراته والتزاماته السياسية جانباً والمبادرة فوراً الى فتح أبواب البرلمان· وفي المقابل، رد قطب بارز في المعارضة باتهام الحكومة بما وصفه ''الارتهان الكامل'' الى الارادة الاميركية· واعتبر عضو تكتل ''التغيير والاصلاح'' النائب نبيل نقولا (معارضة) ان المبادرة العربية ما زالت الأفضل حتى الآن بالنسبة الى حل الازمة شرط عدم تجزئتها، واشار الى أن فريق الأكثرية سيضطر بعد القمة الى اللجوء الى احد خيارين، اما ان يصعّد موقفه فيأخذ لبنان الى الانفجار، واما ان يتنازل ويتوجه الى الوفاق مع الآخر· ووجه رئيس الحكومة اللبنانية الاسبق سليم الحص كتاباً مفتوحاً الى القمة العربية باسم منبر الوحدة الوطنية (القوة الثالثة) تمنى فيه لو ان جميع الدول حرصت على التمثل في المؤتمر على مستوى الحكام كي يأتي القرار حاسماً، ولا تستغل التناقضات من جانب أعداء الامة في تبديد وحدة الموقف· معتبرا ان خفض مستوى التمثيل من جانب بعض الدول العربية يلقي بأصداء سلبية توحي بترسخ حال التشرذم في الموقف العربي عند مفصل خطير من تاريخ الأمة· وشدد على أن لبنان بحاجة إلى قرار عربي موحد ينتشله من أتون أزمته المستعصية، وقال ''إن لم يحظ بهذا القرار فإن الوضع فيه يغدو مكشوفا على أسوأ الاحتمالات ولن يكون في الأفق محطة تالية يتطلع إليها اللبنانيون لإنقاذ مصيرهم· واضاف ''أما أسوأ الاحتمالات فسيكون تآكل الاستقرار وتعريض الوطن الصغير إلى أخطر ألوان التدهور على شتى الصعد الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وسيكون أمام احتمال ذوبان سائر المؤسسات الدستورية فيغدو بلدا من دون دولة باستمرار شغور سدة الرئاسة ثم حلول استحقاق الانتخابات في 2009 من دون التمكن من إجرائها فلا يعود ثمة سلطة اشتراعية، والحكومة البتراء في حال من الشلل المدمر''· واعتبر الحص ان لبنان يقف على شفا الانهيار ما لم يسارع أشقاؤه العرب إلى إنقاذه· وقال ''إذا ما انفجر الوضع في لبنان، فلن يسلم من مغبته قطر من الأقطار العربية، فأزمة لبنان مرشحة للانتقال بالعدوى إلى أقطار الجوار جميعا حيث تتفاعل تناقضات تماثل تلك التي تمزق مجتمعنا الصغير''· وجدد التأكيد على ان الإنقاذ يكون بتبني المبادرة العربية بقرار جامع على أعلى المستويات واحتضان حوار بين المتنازعين توصلا إلى صيغة عملية فاعلة لتطبيق المبادرة العربية·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©