السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الخنـســـاء.. أم الشـهــــداء

الخنـســـاء.. أم الشـهــــداء
28 سبتمبر 2007 00:14
هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشري -رضي الله عنها- شاعرة مشهورة، وصحابية جليلة، قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قومها من بني سليم وأسلمت معهم وحسن إسلامها، وقد كانت من أبرز شعراء الجاهلية، وكان لها فيها أشعار كثيرة وفي مجالات مختلفة منها المدح والرثاء· ولما أسلمت وظفت أشعارها لخدمة الاسلام والدفاع عنه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه شعرها ويطلب منها أن تنشده ويقول: ''هيه يا خناس ويومئ بيده''· وذات مرة جاء عدي بن حاتم الى رسول الله وحادثه فقال: يا رسول الله إن فينا أشعر الناس وأسخى الناس وأفرس الناس· فقال الرسول: ''سمهم''· قال عدي: أما أشعر الناس فامرؤ القيس بن حجر، أما أسخى الناس فحاتم بن سعد -يعني أباه، وأما أفرس الناس فعمرو بن معد يكرب· فقال رسول الله: ''ليس كما قلت يا عدي، أما أشعر الناس فالخنساء بنت عمرو، وأما أسخى الناس فمحمد -يعني نفسه صلى الله عليه وسلم- وأما أفرس الناس فعلي بن أبي طالب· واشتهرت الخنساء بشعر الرثاء، وكانت لها قصائد في رثاء أخيها صخر الذي قُتل في زمن الجاهلية وغيره من سادات قومها· وقد قال لها عمر بن الخطاب -رضي الله عنه: ما أقرح مآقي عينيك؟ قالت: بكائي على السادات من مضر· قال: يا خنساء إنهم في النار· قالت: ذاك أطول لعويلي عليهم، كنت أبكي لصخر على الحياة فأنا اليوم أبكي له من النار· وحضرت الخنساء حرب القادسية ومعها أبناؤها الاربعة فقالت لهم من أول الليل: يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، ووالله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا ان الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون) فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا الى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في الخلد والمقامة· فخرج ابناؤها الاربعة، قابلين لنصحها، عازمين على قولها، ولما أضاء لهم الصبح شغلوا مراكزهم في الجيش وعندما التحم الجيشان أخذ الابن الاول ينشد فيقول: يا إخوتي إن العجوز الناصحة قد نصحتنا إذ دعتنا البارحــــــــــــــــة مقالة ذات بيـان واضحة فباكروا الحرب الضروس الكالحة وإنما تلقون عند الصائحة من آل ساســـــــــــان الكلاب النابحة أنتم بين حياة صالحــــــــــــة أو ميتة تورث غنمــــــــــــــــــــا رابحـة وتقدم فقاتل حتى استشهد، ثم تقدم الابن الثاني وهو يقول: إن العجوز ذات حزم وجلد والنظر الأوفق والرأي الســـــــــــدد فباكروا الحرب حماة في العدد إمـــــــــــا لفوز بــــــــــــــارد على الكـــــبد أو ميتة تورثكم عزا للأبد في جنة الفردوس والعيش الرغـــــد فقاتل حتى استشهد، ثم تقدم الثالث وهو يقول: والله لا نعصي العجوز حرفا قد أمرتــــــنا حربـــــــــــــا وعطفــــــــــا نصحا وبرا صادقا ولطفا فبــــادروا الحرب الضروس زحفا حتى تلفوا آل كسرى لفا أو يكشفوكــــــــــــم عن حماكم كشفا فقاتل حتى استشهد، ثم تقدم الرابع وهو يقول: لست للخنساء ولا للأخرم ولا لعمرو ذي النساء الاقــــــــــــدم إن لم أرد في الجيش جيش الأعجم ماض على الحول خضم خضــــرم إمـــــــــــــــا لفوز عـــــــاجل ومغنم أو لوفــــــــــــــاة في السبيل الأكــــــرم فقاتل حتى استشهد، فبلغ الخبر الخنساء فقالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته· وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يعطيها رواتب أولادها الاربعة لكل واحد 200 درهم حتى توفي وكانت تتصدق بها· وتوفيت الخنساء في البادية في أول خلافة عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عام 24 هجرية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©