الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السخاء (3-3)

26 سبتمبر 2007 22:05
قيل في المثل: هو أجود من كعب بن إمامة وكان من إياد وبلغ من جوده أنه خرج في ركب فيهم رجل من بني النمر بن قاسط في شهر ناجر وألجأهم العطش فظلوا فتصافتوا ماءهم فجعل النميري يشرب نصيبه فإذا أراد كعب أن يشرب نصيبه· قال: آثر أخاك النمري فيؤثره حتى أضر به العطش، فلما رأى ذلك استحث ناقته وبادر حتى رفعت أعلام الماء وقيل له: رد كعب فإنك وارد فمات قبل أن يرد ونجا رفيقه· ومن قول أبي تمام: هو البحر من أي النواحي أتيتــه فلجته المعروف والجود ساحله كريم إذا ما جئت للعرف طالباً حباك بما تحوي عليه أنامله فلو لم يكن في كفه غير نفسه لجاد بها فليتق الله سـائله وللبحتري: لو أن كفك لم تجد لمؤمــل لكفاه عاجل وجهك المتهلل ولو أن مجدك لم يكن متقادماً أغناك آخر سؤدد عـن أول ولبكر بن لنطاح في أبي دلف: بطل بصدر حسامه وسـنـانــه أجلان من صدر ومـن أبـراد ورث المكارم وابتناهـا قـاســم بصـفـائح واسـنة وجـــيـاد يا عصمة العرب التي لو لم تكن حياً إذا كانت بـغـير عـمـاد إن العيون إذا رأتك بـعـزمه فتحت منه مـواضـع الأسـداد وكأن رمحك منقع في عصـفـر وكان سيفك سل من فـرصـاد لو صال من غضب أبو دلف على بيض السيوف لذبن في الأغمـاد أورى ونور للعـداوة والـهوى نارين: نـار دم ونـار زنـاد قال أبو هفان: انتشرت هذه الأبيات لعبدالعزيز بن أبي دلف بسر من رأى فقال: هل سمعت بمثل هذه الأبيات؟ قلت: لا، قال: ولغيره من أبي دلف: ولو يجوز لقال الناس كلـهـم لولا أبو دلف ما أورق الشجر· قال ابن يحيى النديم: دعاني المتوكل ذات يوم فقال: أنشدني قول عمارة في أهل بغداد فأنشدته: ومن يشتري مني ملوك مخرم أبع حسناً وابني هشام بدرهم وأعطي رجاءً بعد ذاك زيـادة وأمنـح ديـناراً بغـير قـتـوم فإن طلبوا مني الزيادة زدتهم أبا دلف والمستطيل بن أكثـم فقال المتوكل: ويلي عليه يهجو شقيقه دولة العباس قال: فهل عندك من أعدم في أبي دلف القاسم بن عيسى شيء؟ قلت: يا أمير المؤمنين قول الإعرابي الذي يقول فيه: أبا دلف إن السماحة لم تزل مغللة تشكو إلى الله غلها فبشرها ربي بميلاد قاسـم فأرسل جبريلاً إليها فحلها ويروي في الحديث: ''إنه لا يجتمع الشح والإيمان في قلب عبد صالح أبداً''· ويقولون: الشحيح أغدر من الظالم أقسم الله بعزته لا يساكنه بخيل في جنته· وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): من فتح له باب من الخير فلينتهزه فإنه لا يدري متى يغلق عنه· وقال الشاعر في ذلك: ليبس في كل ساعة وأوان نتهيا سنائع الإحـسان فإذا أمكنت تقدمت فيهـا حذراً من تعذر الإمكان قيل: وأبى قوم قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري رحمه الله يسألونه في حمالة فصادفوه في حائط له يتتبع ما يسقط من الثمر فيعزل جيده ورديئه على حدة فهموا بأن يرجعوا عنه وقالوا ما نظن عنده خيراً· ثم كلموه فأعطاهم، فقال رجل من القوم: لقد رأيناك تصنع شيئاً لا يشبه فعالك· فقال: وما ذاك؟ فأخبروه· فقال: إن الذي رأيتم يؤول إلى اجتماع ما ينفع وينمو، ومنها قيل: الذود إلى الذود إبل· وأنشدوا: أب كبير هامه صـغـير وفي البحور تغرق البحور وقال آخر: قد يلحق الصغير بالجلـيل وإنما القرم مـن الأفـيـل قيل: وأتى رجل ابن طلحة بن عبيد الله فسأله حمالة فرآه يهنأ بعيراً له فقال: يا غلام أخرج إليه بدرة· فقبضها وقال: أردت أن أتصرف حين رأيتك تهنأ بالبعير فقال: إنا لا نضيع الصغير ولا يتعاظمنا الكبير·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©