الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علوية.. المغني الأعسر

علوية.. المغني الأعسر
26 سبتمبر 2007 22:01
هو علي بن عبدالله بن سيف، ويكنى علوية أبا الحسن، وكان به برص في حلقومه، وكان أعسر كما يذكر الجاحظ· أما برصه فقد نجح الى حد كبير في تغطيته بلحيته، إلا أنه كان واضحا حينما كان يهز رأسه بالغناء· وأما أنه لا يعزف بيمناه فقد استطاع أن يدرب يسراه على عزف العود بدون أن يغير أوتاره، وكان جميل الضرب صافي الوتر· ويقول عنه الباحث الاسلامي أحمد سويلم: اجتمعت في علوية المغني محنتان وهو الذي يفترض أن يكون ذا ملامح سليمة وسوية جميلة؛ لأنه يواجه الناس ويلتقي بهم دائما بطبيعة عمله، ولم يثنه ذلك عن مواصلة مشواره، ولم يستسلم حتى صار مغنياً حاذقاً وضارباً على الآلة متفوقاً، فكان خفيف الروح، طيب المجالسة، كثير الملح والنوادر· وهو تلميذ لإبراهيم الموصلي المغني المشهور، وذات مرة غنى علوية بحضور اسحاق الموصلي، فقال له اسحاق: أحسنت والله يا أبا الحسن، فهبّ علوية من مجلسه وقبّل رأس اسحاق وعينيه وجلس بين يديه وسُر بقوله سرورا شديدا، ثم قال: أنت سيدي وابن سيدي وأستاذي وابن أستاذي ولي اليك حاجة، قال اسحاق: قل· قال علوية: أينا أفضل عندك أنا أم مخارق -وكان مخارق مشهورا كذلك- فإنني أحب أن أسمع منك في هذا المغني قولاً يؤثر ويحكيه عندك من حضر فتشرفني به· فقال اسحاق: ما منكما إلا محسن مجمل، فلا ترد أن ترى في هذا شيئا، قال: سألتك بحقي عليك وبتربية أبيك وبكل حق تعظمه إلا حكمت· قال اسحاق: ويحك والله لو كنت أقول غير الحق لقلته فيما تحب، فغضب علوية وقام، وقال: اف من رضاك ومن غضبك· وقال الخليفة العباسي الواثق: إن علوية أصح الناس صفة بعد اسحاق، وأطيب الناس صوتا بعد مخارق،وأضرب الناس بعد زلزل وملاحظ· وكان للواثق قولته المشهورة: غناء علوية مثل المطست يبقى ساعه في السمع بعد سكوته· وينسى علوية تماما هذا البرص الذي كان في حلقه، وحينما حثه يحيى بن ماسويه على علاج برصه وأرسل اليه دواء مسهلا وطلاء، شرب علوية الدواء واطلي بالدواء على موضع البرص فمات على الفور تاركا ذكراه الجميلة في متعة سماعه بالغناء والموسيقى والفن الجميل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©