ساركوزي: حيازة إيران لسلاح نووي تشعل حرباً

صعدت فرنسا والولايات المتحدة وألمانيا تحركاتها ضد إيران مستبقة اجتماعا لممثلي القوى الكبرى حول الملف النووي الإيراني اليوم· في وقت أقر مجلس النواب الاميركي بغالبية كبيرة اعتبار الحرس الثوري الإيراني مجموعة ارهابية وعلى زيادة العقوبات بحق ايران، كما اتخذت ألمانيا إجراءات اقتصاية ضدها· فيما أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن ''تزود ايران بالسلاح النووي مجازفة غير مقبولة ستسبب حربا''· ووافق 397 نائبا في مجلس النواب الاميركي أمس على مشروع عقوبات على إيران من جانب واحد مقابل رفض ·16 ويعاقب النص إضافة للحرس الثوري الإيراني، الشركات الدولية التي تملك فروعا في الولايات المتحدة وتستثمر في ايران، وخصوصا في مجالي النفط والغاز·ويحظر النص التعاون النووي المدني مع الدول التي تدعم البرنامج النووي الايراني ويدعو الحكومة الاميركية الى ان تحض الدول الاخرى والمؤسسات المصرفية على وقف استثماراتها في ايران· ويطلب من الخارجية الاميركية ادراج الحرس الثوري الايراني على قائمة المنظمات الارهابية· وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس أكدت أمس الأول أن الولايات المتحدة تدرس فرض مجموعة من العقوبات من جانب واحد على إيران بما في ذلك قوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني· وأضافت ''يمكننا أن نحدد هيئات إيرانية اخرى كثيرة، فهناك بعض أفراد قوة القدس وكيانات جرى تحديدهم بالفعل وسندرس احتمال تطبيق هذا على المنظمة ككل·'' وقالت رايس ''ان المشكلة مع قوة القدس في ان لها شبكة انشطة لدعم الارهاب لكنها ايضا كما نعتقد لديها شبكة انشطة لدعم نشر اسلحة الدمار''، وكررت التأكيد على ان كل الخيارات بما فيها الخيار العسكري ضد ايران لاتزال مطروحة على الطاولة لكنها اوضحت ان الولايات المتحدة مصممة على ان تسلك المسار الدبلوماسي مع ايران في الوقت الراهن· من جانبه أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي رفض فرنسا لحيازة إيران أسلحة نووية محذرا أن ذلك سيؤول إلى نشوب حرب· وقال امام الجمعية العامة للامم المتحدة ان السماح لإيران بحيازة اسلحة نووية من شأنه أن يزعزع الاستقرار في العالم وان يؤدي الى نشوب حرب· وقال ساركوزي في خطابه امام الجمعية العامة ''لن ينعم العالم بالسلام اذا تقاعس المجتمع الدولي في مجابهة انتشار الاسلحة النووية''، وتابع ''اذا سمحنا لإيران بامتلاك اسلحة نووية فسنجلب خطرا غير مقبول على الاستقرار في المنطقة والعالم''· وأضاف في تحذير عام ''الضعف والتخاذل لا يؤديان الى السلام بل الى الحرب''، إلى ذلك توقعت مصادر دبلوماسية ايرانية وفرنسية في نيويورك عقد لقــــــاءين بين وزيري خارجية فرنسا برنار كوشنير ونظيره الإيراني منوشهر متكي لاحقا على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة· واكد مصدر دبلوماسي فرنسي اللقاء، مشيرا الى ان كوشنير ''اعلن دائما انه على استعداد للحـــــــوار مع الايرانيين''· من جهتها اتخذت الحكومة الالمانية قرارا اقتصاديا جديدا ضد ايران يمنع الأخيرة من توريد معدات تقنية ومعدات وأنظمة رقابة تذهب الى الملاحة البحرية والمطارات دون إذن خاص من الحكومة الألمانية وبالتالي اجراء تحريات ما اذا كانت هذه الانظمة تذهب الى الصالح العلمي او الصالح العسكري· واعرب نائب الناطق باسم الحكومة الالمانية توماس شتيج عن خشية برلين أن تذهب هذه المعدات الى صالح تطوير المعدات الحربية في تلك الدولة مثل صناعة أجهزة الرقابة '' الرادار'' وغيرها '' مضيفا ان قرار برلين تجاه طهران يأتي جراء قيام ايران مؤخــــــــــرا بتدريبات في سلاحها البحـــــــــري وبالتالي الى هجمات استهدفت زوارق بحرية اجنبــــــية في الخليج العربي كانت خارج المياه الاقليمية· وفي نفس السياق تستأنف (القوى الكبرى وألمانيا) اليوم محادثاتها في نيويورك حول امكانية فرض عقوبات جديدة على ايران· وأكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز أن الدول الكبرى وألمــــانيا ستستأنف اجتماعاتها في نيويورك لبحث عقوبات جديدة على طهران· وقال بيرنز إن ممثلي الدول الست اجروا محادثات بناءة الجمعة الماضية في اشارة الى اجتماع على مستوى المدراء السياسيين في وزارات الخارجية والذي انتهى بدون التوصل الى اي اتفاق· واضاف بيرنز ''قررنا مواصلة هذه المحادثات اليوم وغدا الخميس قبل اجتماع وزاري الجمعة''· واشار بيرنز الى الاجتماع الذي عقد الجمعة الماضية موضحا ''بحثنا بالتفصيل عناصر قرار ثالث يصدر عن مجلس الامن الدولي، وينص على عقوبات ضد ايران''· واعرب عن ''تفاؤله الشديد حيال فرص التقدم في وقت قصير نسبيا'' بالرغم من الاعتراضات التي عبرت عنها روسيا الاسبوع الماضي·