الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إبراهيم الإسكندراني يتغنى بأشعار ابن الفارض والبرعي والبرزبجي

إبراهيم الإسكندراني يتغنى بأشعار ابن الفارض والبرعي والبرزبجي
25 سبتمبر 2007 23:12
في مولد ''السيدة زينب'' رضي الله عنها وأرضاها وفي الليلة اليتيمة التالية لليلة الكبيرة كان الشيخ علي محمود يُحيي الليلة كعادته من كل عام، وكان يتولاها بالذبائح والنفقات من جيبه الخاص· غنى الشيخ في عام 1940 موشح ''مولاي كتبت رحمة الناس عليك فضلاً وكرماً'' وكان ضمن الحضور شاب صغير يُدعى إبراهيم الإسكندراني رد الموشح خلفه بصوته المرتفع وصعد (لجواب الجواب)، فلفت نظر الشيخ علي محمود، فمال عليه وقبّله ودسّ فى يده ريالا من الفضة يرجع لزمن ''السلطان حسين'' إعجاباً به· من هنا بدأت قصة التلميذ مع الأستاذ وكان ميلاد المنشد إبراهيم الإسكندراني· كان والد إبراهيم قارئاً للقرآن و''صييتاً'' للابتهالات في الليالي والموالد بالإسكندرية، حيث ولد بحي ''محرم بك'' ونزل القاهرة سنة 1939 فتعلم الصبي من والده الكثير، ثم صحب جميع فناني عصره من أمثال إبراهيم الفران وسيد موسى وعبدالسميع بيومي وطه الفشني ومحمد الفيومي وسيد النقشبندي ونصر الدين طوبار، وعلى رأسهم جميعاً صاحب مدرسة الإنشاد الشيخ علي محمود· وتطور الفن عند الإسكندراني فصارت له فرقة موسيقية خاصة تضم آلات القانون والعود والكمان والناي، وصارت له بطانة كبيرة، وكان يجوب مصر من شمالها الى جنوبها بأشعار سلطان العاشقين عمر بن الفارض والإمام البرعي والمناوي والبرزبجي، وفي الستينات أحيا الإسكندراني ليلة في مدينة المنصورة فصعد محافظها آنذاك عبدالفتاح علي أحمد وقبَّل الشيخ وامتدت السهرة لساعتين إضافيتين· دخول الإذاعة وجاء دخول الشيخ إبراهيم الإسكندراني الإذاعة عندما كان يُحيي حفلات ليلة المولد في ''مولانا الحسين'' فسمعه المأمون أبوشوشة سنة 1954 فسجّل له حفلاته إعجاباً به وسمعها في اليوم التالي بالإذاعة، وكان مع المأمون آنذاك أنور المشري وفؤاد شافعي، وأرسلوا إليه خطاباً من طرف محمد حسن الشجاعي للاختبار أمام لجنة القبول في الإذاعة، فتقدم في نفس اللجنة التي اختبرت محمد رشدي وشريفة فاضل، وكان الشيخ الإسكندراني آنذاك مشهوراً وأجره في الليلة الواحدة ثمانية جنيهات وهو مبلغ كبير أوائل الخمسينات· وذهب الشيخ بفرقته الموسيقية وبطانته للاختبار على نفقته الخاصة وضمت فرقته: عطية شرارة على (الكمان) وعبدالفتاح منسي على (القانون) ومحمد السبع ومحمود إسماعيل وعبدالله شمس الدين وعبدالله مشعل· وأنشد الشيخ الدقائق السبع المقررة فقال له الشجاعي: ''شكراً يا أستاذ'' وقال له عطية شرارة: ''مبروك''، وقيل له إن نص خطاب اعتماده بالإذاعة سوف يصله ثم ستصله كلمات جديدة ليغنيها على أن توفر الإذاعة الموسيقيين بمعرفتها· ولم يكتف الشيخ الإسكندراني بذلك، بل تقدم لاختبار الموشحات مع البطانة مع الشاعر بيرم التونسي ونجح، وتقدم للمرة الثالثة لاختبار الغناء الديني وقدم أغنية مع الفرقة الذهبية لصلاح عرام ومن ألحان عبدالمنعم الحريري وكلمات علي الفقي، وكانت كلماتها تقول: ''أنا في الطريق إليك تحدوني لساحتك المنى·· متلمساً نور اليقين ومنك يلتمس السنا·· فاحجب فؤادي عن سواك وعن أباطيل الدنا·· مولاي عدت إلى رحابك·· ووقفت معتصماً ببابك·· من يقبل العاصي سواك''· وحدث أن كان الشيخ الإسكندراني فى طريقه لأداء مناسك الحج في هذه السنة فسمع الأغنية من الإذاعة المصرية وهو يهبط من الباخرة في ميناء جدة السعودي· وغنى الشيخ الإسكندراني من كلمات السعيد أبوالحسن جلال: ''أنا بحب النبي من كل وجداني· اسمه دايماً يريح قلبي ولساني· ولما شفت النبي ملا السلام قلبي· نفسي أزور النبي يارب من تاني''· وبعد تسجيله للأغنية فوجئ بتليفون من السعودية يدعوه فيه الشيخ محمد الليثي النمر لأداء مناسك الحج للمرة الثانية وزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم· أسياد الليلالي كان موسم الشغل يبدأ من شهر ربيع كل ليلة حتى مولد الحسين، حيث كان يغني الشيخ الإسكندراني وإلى جواره الفنان الشعبي محمد المحلاوي الشهير بـ''أبودراع'' والفنان حنفي الصعيدي المشهور له أغنية ''خدني معاك إذا كنت مسافر خدني معاك''، كانوا الثلاثة أسياد الليالي، وكان من بين حضور حفلاتهم السفراء العرب والأجانب بالقاهرة والفنان يوسف وهبي والشيخ زكريا أحمد، واستمر هذا الحال حتى قام زكريا الحجاوي بجمع أصحاب الموال والفنون الشعبية من أمثال ''جملات شيحة وخضرة محمد خضر وفاطمة سرحان'' فانسحب الشيخ لإحياء ليالي التواشيح والإنشاد الصوفي· وموسيقياً كان يفضل مقام الرصد لأن بحره واسع· وكثيراً ما كان يدعوه وزير الإعلام السعودي السابق د· محمد عبده يماني مع الشيخ الشعراوى لإحياء ليالي رمضان وموسم الحج· أستاذ الجيل تلقى الجيل الجديد من المنشدين أصول المقامات وتراث الإنشاد عن الشيخ الإسكندراني، ومن هؤلاء: رفيق النكلاوي ووحيد الشرقاوي وصلاح شمس الدين وضياء الناظر وعلي الحسين وعلي الزاوي وغيرهم، وكلهم من المسجلين والمعتمدين في الإذاعة والتليفزيون حالياً· وحدث مرة أن أوقفت الإذاعة اعتماد نحو خمسة عشر منشداً منهم الأسماء السابقة وغيرهم فاعترض الشيخ الإسكندراني على الإيقاف، وكان رأيه أن الشيخ الضعيف الآن سيكون أفضل في المستقبل، فكان يقدم الرحمة على العدل· ويكتف برعاية الجيل الحالي من المنشدين بل قام بتحفيظ التواشيح والابتهالات والأدعية الدينية لأولاده الخمسة ''خُماسي الإسكندراني''· وهم: ''طه وفتح الله وحسين وخالد ومحمود''، وسجلوا مع والدهم بالإذاعة والتليفزيون كبطانة خلفه، والآن يقومون بإحياء الليالي وحدهم كخماسي مستقل أو فرقة مستقلة للإنشاد باسم: ''روحانيات للإنشاد الديني''· والشيخ الإسكندراني أول من طوّر في الابتهالات ونقلها من مجرد مناجاة الذات الإلهية إلى التكيف مع المناسبات الدينية، فمن الكلمات التي غناها ترحيباً بشهر رمضان ''مرحى هلال الخير والبركات- أنعم بشهر جاء بالرحمات- العاشر الميمون بورك إنه- سيظل صرحاً شامخ اللبنات- بوركت يا رمضان بورك نصرنا- وعبورنا في عزة وثبات''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©