معرض فرانكفورت يستقبل مليون زائر خلال 10 أيام

أغلق معرض فرانكفورت الدولي للسيارات الذي يعد أضخم معرض عالمي على الإطلاق أبوابه مساء الأحد الماضي بعد أن بقي يستقبل زوّاره لعشرة ايام متوالية· وسجلت هذه الدورة الثانية والستون للمعرض الذي ينظم كل عامين، مشاركة أكثر من 1000 شركة عارضة من 40 دولة وحضره مليون زائر· وكانت رابطة صناعة السيارات الألمانية قد أطلقت على المعرض اسم ''الأسبوع الأخضر'' بالنظر إلى الطرز الجديدة من السيارات الصديقة للبيئة التي عرضت فيه· كما لوحظ بوضوح أن صناعة السيارات أصبحت تضع قضية المساهمة في التخفيف من ظاهرة الاحتباس الحراري على رأس أولوياتها من خلال زيادة فعالية محركات السيارات في استهلاك الوقود وهو شرط أساسي لتخفيض معدل انبعاث الغازات الضارة وخاصة منها ثاني أوكسيد الكربون· وأشارت الرابطة إلى أن المنتجين والموزعين عبروا عن رضاهم للنتائج التي حققتها هذه الدورة الأخيرة للمعرض، وأعلنت أن الدورة المقبلة سيتم تنظيمها خلال شهر سبتمبر من عام ·2009 والجدير بالذكر أن المفوضية الأوروبية تعتزم تطبيق اللوائح الجديدة لخفض معدلات انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون من عادم السيارات إلى 120 جراماً في الكيلومتر اعتباراً من عام 2012 · وهو الأمر الذي تطالب شركات صناعة السيارات خاصة الألمانية بتأجيله ثلاث سنوات أخرى ريثما يتم وضع معايير طبقا لوزن السيارة وسعتها وفئتها وحتى يتسنى لها ابتداع التكنولوجيات المناسبة لتنفيذه بتكاليف أقل· ووجهت لصناعة السيارات الألمانية انتقادات شديدة بالرغم من أنها تحتكر 80 بالمئة من الصناعة العالمية للسيارات الفاخرة بسبب تأخرها في مجال مسايرة التطورات العالمية المتعلقة بحماية البيئة· وانتقد الخبراء عدم مشاركة أي سيارة ألمانية هجين في هذه الدورة، فيما حرصت الشركات اليابانية مثل تويوتا وهوندا على طرح أكبر عدد منها· وأشار هيلموت بيكر، رئيس معهد التحليل الاقتصادي والاتصالات في ألمانيا، إلى أن اتجاه سوق السيارات يتحرك لصالح الشركات الآسيوية· وانتقد اهتمام الشركات الألمانية بالسيارات السريعة وافتقادها النظرة المستقبلية لنقص مصادر الطاقة وارتفاع أسعارها والاهتمام المتنامي للمستهلكين بحماية البيئة· وفي الوقت نفسه حذر الخبراء من تأثير ارتفاع أسعار برميل النفط الخام إلى 100 دولار على مبيعات السيارات الألمانية وإمكانية انخفاضها في هذه الحالة إلى النصف فضلاً عن أن تسريح 100 ألف عامل في قطاع صناعة السيارات سيتبعه فقدان نصف مليون عامل في الصناعات الداعمة لصناعة السيارات لوظائفهم· وأكد مسؤول بشركة مرسيدس الألمانية إجراء مشاورات مع شركة ''تيسلا موتورز'' الأميركية التي طورت سيارة رياضية جديدة تعمل بالبطاريات من دون أن يفصح عن مضمون التعاون بين الجانبين· وقال توماس فيبر، رئيس قسم التطوير في مرسيدس، إن الشركة الأميركية لها خبرتها العريضة في تطوير بطاريات شوارد الليثيوم ''ليثيوم أيون'' ولكنها تفتقد الخبرة في إنتاج السيارات ذاتها· وأعلن المسؤول أن ''مرسيدس'' تعتزم تحقيق السبق العالمي في طرح أول سيارة تعمل بممجموعة دفع هجينة تضم محركاً تغذّيه بطاريات شوارد الليثيوم بالطاقة الكهربائية في عام ·2009 وسيتم ذلك بالتعاون مع شركة كونتينينتال المتخصصة في صناعة الإطارات وأجزاء ولوازم صناعة السيارات، وشركة أميركية متخصصة بصناعة البطاريات· والجدير بالذكر أن السيارة الرياضية التي طورتها شركة (تيسلا الأميركية) هي من تجميع شركة السيارات البريطانية ''لوتوس'' ويبلغ سعرها 100 ألف دولار وتعمل ببطاريات شوارد الليثيوم المستخدمة في الهواتف المحمولة واللاب توب والعديد من الأجهزة الإلكترونية القابلة للنقل· ويمكن لسيارة تيسلا التسارع من حالة الاستعداد للانطلاق حتى بلوغ سرعة 100 كيلومتر في الساعة خلال 4 ثوان، وتصل سرعتها القصوى 200 كيلومتر في الساعة ويبلغ مجمل وزن بطارياتها 450 كيلوجراماً·