الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

أطفالنا في الملاعب حتى منتصف الليل.. من المسؤول؟

أطفالنا في الملاعب حتى منتصف الليل.. من المسؤول؟
16 فبراير 2014 12:56
عبدالله عامر (أبوظبي)- مشهد الإلحاح في كل بيت لن تختلف تفاصيله، الابن يرجو الأب أن يذهب مع زملائه في المدرسة لمشاهدة المباراة، متسلحاً بورقة أحضرها من مدرسته تحفز الابن بأن في انتظاره، مع المباراة «شورت وفانيلة وكاب» وصورة مع النجم، وربما وجبة من الأطعمة التي يحرمها عليه الوالد، عبثاً، يحاول الوالد أن يثني ابنه عن الذهاب إلى المباراة، لا فائدة من إقناعه بأن الوقت متأخر، لا فائدة من محاولات حثه على المذاكرة، فما أثقلها على الأبناء، لا فائدة من شيء، فقد تدخلت الأم وحسمت المعركة وأصدرت «الفرمان» أصعب القضايا هي التي تعيش معك، وبالرغم من ذلك يصطدم البحث فيها بالتناقض الشديد.. بين من يؤيد بشدة ومن يرفض بشدة.. بين من يرى مبرراً لها، ومن يراها «ناقوس خطر»، ولذلك، فإن أفضل شيء حين تتصدى لقضايا من هذا النوع، أن تمضي فيها كما تمضي على قارب وسط الموج، حتى تعرف على أي شاطئ تستقر. هذا التناقض لا يمنع أننا نرى تلاميذ المدارس في المدرجات يغالبهم النعاس في المباريات المتأخرة التي يحضرونها وسط الأسبوع، حال إقامة مباريات، في غير أيام الراحة الأسبوعية، وحتى لو كانت المباريات في «الراحة»، وذلك ليس مبرراً لأي طرف كي يحث الأطفال على الذهاب إلى المدرجات، في غير صحبة عائلاتهم، لأن المسألة ليست مشاهدة مباراة و«السلام»، لكنهم «فلذات الأكباد» الذين لا نريد لهم النوم في المدرجات. في البداية، وحول تلك الظاهرة، يؤكد يوسف عبدالله الأمين العام لاتحاد كرة القدم، أنه في حالة تصاعد الأمر ليصبح ظاهرة، فإن اتحاد الكرة لن يتوانى عن التدخل لتصحيح المسار، كما يرى أن الأمر برمته يمثل جزءاً من مشكلة أكبر، وهي طريقة بعض الأندية في جلب الجماهير، والتي تأخذ في بعض الأحيان منحى أقرب إلى الشراء، ما يبعد الكرة عن مفهومها وعن حقيقتها وما يجب أن تكون عليه. وقال يوسف عبدالله: الكرة جزء من الحياة الاجتماعية، ونحن نتطلع إلى أن تذهب الأسرة بكاملها لتشاهد المباراة وتستمتع بها مثلما يحدث في الدول المتقدمة كروياً، والتي تمكنت من جلب الجماهير إلى مدرجاتها لتستمتع وتثري اللعبة، وتسهم في رسم صورة مثالية، نتمنى أن نراها هنا في ملاعب الإمارات، مؤكداً ضرورة أن تكون المشاهدة والمتعة هي الهدف الرئيسي، وتسبق التشجيع والتعصب، لأن الكرة في حد ذاتها كلعبة، تستحق أن يكون لها جمهور ومحبون. كما أكد على ضرورة الارتباط بين النادي وبين الجماهير وبين العائلة، دون أن يكون هذا الارتباط مشترطاً بفائدة يجنيها طرف من الآخر، مشيراً إلى أن حضور الجمهور جبراً أو حتى بالحيلة، ليس بالأمر المحبب، ولا يعكس جماهيرية للنادي. أضاف: ليس لدينا قانون ينظم عملية حشد الجماهير، وربما المرحلة المؤقتة التي يعيشها دورينا، ورغبة الأندية في تجاوز أزمة الحضور الجماهيري هي التي تدفع البعض أحياناً إلى السير في دروب لا نرتضيها تماماً، وعلى الجميع العمل على إيجاد مبادرات حقيقية وحلول ناجعة، لأننا نتطلع في المستقبل إلى أن يكون لمبارياتنا جمهور حريص على الحضور من تلقاء نفسه، وهذا الأمر يحتاج إلى عمل شاق ومضن. وعن حضور تلاميذ المدارس إلى المباريات بالتنسيق بين مدارسهم والأندية، وانعكاسات ذلك على الطفل، خاصة في المباريات المتأخرة، قال يوسف عبدالله: تنظيم المباريات في منتصف الأسبوع أصبح نادراً، ويتم تحت ظروف اضطرارية، ومعظم المباريات تقام في نهاية الأسبوع، وهنا ربما لا توجد مشكلة، ولو راعينا ظروف طلاب المدارس خاصة من فئة الشباب، قد نصطدم برغبات الموظفين المرتبطين بالدوام، ولكن في كل الأحوال يجب أن تسير الأمور في إطارها الصحيح دون ضغط من طرف، ودون أن نحمل أبناءنا فوق ما يطيقون. واختتم الأمين العام لاتحاد الكرة، مؤكداً على ضرورة أن تراعي اللجنة مثل هذه الأمور، وإذا كان الأمر قد تحول إلى ظاهرة ترهق أولياء أمور التلاميذ فعليها أن تتدخل للحد منها وإيقافها لأن الأبناء هم ثروة الوطن التي لا يجب إهدارها، وأن تحث الأندية على الأخذ بمبادرات حقيقية بدلاً من تلك الحلول التي تضر أكثر مما تنفع. عبء يقع على الأسرة ومن مجلس أبوظبي الرياضي، يرى محمد سالم الظاهري المدير التنفيذي لقطاع العمليات المدرسية بمجلس أبوظبي للتعليم، أن الأسرة شريك أساسي للمدرسة في مسألة التربية، وأن التعويل على الأسرة يفوق المدرسة، لأنه إذا كان الطفل يقضي في المدرسة ست ساعات تقريباً، فإن هناك 18 ساعة يقضيها بين أسرته، وهي الأحرص عليه من الجميع، ومن هنا ليس في إمكان المجلس أن يجبر الأسر على عدم السماح لأبنائها بمشاهدة أو حضور المباريات، لأن تلك ليست مهمة المجلس، كما أنه ليس بإمكان المجلس أو المدرسة أن تراقب الطفل بعد عودته إلى البيت، لتعلم ماذا يفعل ومتى ينام؟. أضاف: من هنا فإن العبء يقع على الأسرة، الأمر الذي يوجب ضرورة أن تكون الأسرة على إلمام بقواعد التربية، وما يمكن السماح به، وما لا يجب للطفل أن يفعله، وما يفيد الطفل وما يضره، وهذا الإلمام يمكنها من اتخاذ نهج تربوي سليم، يسهم في تنشئة طفل متوازن نفسياً واجتماعياً وصحياً ومتفوق في دراسته. وعن الموقف من المدارس التي ترسل لتلاميذها تطلب منهم المشاركة في تشجيع نادٍ بعينه، قال: النشاط الرياضي عموماً شيء طيب، كما أن الترفيه عن التلاميذ والطلاب بمشاهدة نشاط رياضي في أوقات مناسبة ومواتية هو أمر لا بأس به أيضاً، إضافة إلى أن المدارس إن فعلت ذلك، فهي لا تجبر التلميذ على الحضور أو الذهاب لتشجيع هذا النادي أو ذاك، ولذا نعود مجدداً إلى الأسرة ودورها الرئيسي في تربية الأبناء واختيار الصالح لهم، خاصة أن معظم المباريات تقام في نهاية الأسبوع، وفي أوقات يكون الأطفال فيها خارج عهدة مدارسهم. وحول إمكانية أن يتخذ المجلس موقفاً إذا وصل الأمر حد الظاهرة التي تؤثر على الأبناء، قال الظاهري: التلميذ والطالب في أية مرحلة دراسية هو همنا الأول، وإذا ما شعرنا في أي وقت أن هناك ظاهرة قد تنال من تركيزه ومن تفوقه سنتدخل على الفور، وقد نناقش الأمر مع المدارس في اجتماعاتنا معهم. وقال الظاهري: نحن وإن كنا مسؤولين في المنظومة التعليمية، حملنا على عاتقنا أمانة كبيرة، فنحن أيضاً آباء ومسؤولون عن أسر، وبهذا الإحساس الصادق الذي يغمرنا نراقب المشهد، وكل همنا أن يكون أبناؤنا في أفضل ظروف مواتية تمكنهم من التفوق في كل شيء، ولكن على الأسرة أن تضطلع بدورها لأنه «رمانة الميزان». خطأ وإهمال جسيم وعن جانب الحماية للطفل، يؤكد المقدم فيصل محمد علي الشمري مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل أن تواجد الأطفال في استاد كرة قدم أو مركز تجاري أو حديقة من دون ذويهم، يعتبر خطأ وإهمالاً جسيماً من الأسرة، حيث يفترض أن يصاحب الآباء أبناءهم في الأماكن العامة ما عدا المدارس والتي متعارف عليها قانوناً أنها مكان للدراسة، ويوجد به من يقوم مقام الأسرة من إداريين ومشرفين ومدرسين، أما الأماكن العامة فيجب أن تصاحب الأسرة فيها أبناءها خصوصاً الأطفال والذين يكون الوعي والإدراك لديهم محدوداً، وذلك لأنهم معرضون لتعلم سلوكيات وعادات وممارسات لا يفترض بهم مشاهدتها وتعلمها. وضرب مثالاً بسيطاً بالتدخين، كما أنه قد تزيد خطورة العادات إلى أبعد من ذلك بكثير، وطرح سؤالاً حول مدى إلمام الأسرة بسلوكيات هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بنقل أبنائهم من مدينة إلى أخرى، أو من مكان بعيد بذات المدينة إلى مكان آخر. أضاف المقدم فيصل الشمري أن الحوادث التي قد تقع أثناء مباريات كرة القدم نتيجة التدافع أو الاعتداء بأية طريقة، تتحمل نتائجها الأسرة في المقام الأول، وأنها هي التي تسأل عن الإهمال الذي وقع على أبنائها ولا يمكن لها أن تتهرب من المسؤولية القانونية والتي يقع جزء منها عليها وهو أمر مفروغ منه. وقال: بخصوص التشجيع فإن الجميع يشجعون الرياضة ويحثون عليها ولكن التواجد الأسري مهم، وبخصوص الرحلات المدرسية ومقارنتها بالذهاب مع روابط المشجعين، أكد المقدم الشمري أن هذه الرحلات تكون بوجود مسؤولين تربويين يقومون بمقام ولي الأمر وهو ظرف استثنائي ولكن الجماهير يكونون بدون إشراف رسمي لأن الشخص الذي يقوم بإحضارهم ليس موظفاً رسمياً وليست لديه صفة قانونية ولا نعلم هل هو حسن السير والسلوك أم لا. وحول المحفزات التي تقدم للأطفال كدافع لحضورهم وجه المقدم فيصل الشمري تساؤلاً حول رغبتنا في أن يكون التشجيع الرياضي مرتبطا بالمادة وهل تقوم الأسر بتشجيع أبنائها على هذا السلوك والذي يدل على قلة وعي منها لأنها سلوكيات مرفوضة وغير محمودة العواقب وتقوم على تعليم الأطفال أن المادة هي الأساس في التعامل، لافتاً إلى أن الأمر ينطوي على خطورة لاسيما في هذه المرحلة العمرية. حذر من خطورة السهر على الصغار السادات: خلل الساعة البيولوجية يؤدي إلى مشاكل صحية أبوظبي (الاتحاد)- حذر الدكتور عباس السادات استشاري الباطنية بمركز الخليج للتشخيص من خطورة السهر وتأثيره على الساعة البيولوجية للشخص العادي قبل الصغار، مؤكداً أن الخطورة تزداد بالنسبة للصغار الذين يحتاجون إلى رعاية أكثر، وقال إن الساعة البيولوجية والتي تعمل على تهدئة أجهزة الجسم أثناء الليل وتنشطها أثناء النهار، تكون منظمة والاختلاف في حركتها يؤثر في الصحة لنقص عدد ساعات النوم للشخص. أضاف: من المعروف أن فترة الليل للراحة، وبالتالي فإنها تقل خلالها القدرة على التحصيل الدراسي، كما أنها تؤثر على الانتباه والتركيز في التعليم، وهنا تتأثر المحصلة التعليمية للطلاب، مؤكداً أن السهر يسبب مشاكل بصرية وبعض الأمراض العضوية. وعن تأثير الوجبات والتي قد تكون في الغالب وجبات «فاست فود»، أكد أنها تكون ذات سعرات حرارية تؤثر بشكل كبير على الجهاز الهضمي للطفل. وتطرق الدكتور عباس السادات بالتفصيل إلى تأثيرات السهر على الأطفال، مشيراً إلى أن الخلايا العصبية هي عبارة عن خلايا غير متجددة، تتشكل منذ المرحلة الجنينية، وتستمر في التطور طيلة فترة حياة الإنسان، وهي عبارة عن خلايا لها استطالات وتشعبات، وتوجد في الدماغ على شكل قشرة الدماغ ذات اللون الرمادي وتؤلف مراكز التكلم والنطق والذاكرة والتفكير والتعلم والعاطفة ومراكز الحركات الإرادية وغيرها. أضاف أن الأبحاث الحديثة، أكدت أن سكر الجلوكوز وفيتامين «ب1» والفوسفور، تشكل المحرك الأساسي لحياة الخلية العصبية، التي تتم داخلها عمليات استخدام السكر والفوسفور بمساعدة من فيتامين ب1 على إنتاج الطاقة، التي تخدم بدورها عمليات الخلية العصبية، وأن أي تعب يطال هذه الخلية يؤدي إلى تراجع عمليات استقلاب السكريات وإنتاج الطاقة اللازمة لتمام وظيفة الخلية العصبية، كما أن تعب هذه الخلية يؤدي إلى تراجع بوظائفها وإرهاقها مما يؤدي إلى صعوبة في التكلم والنطق لدى الفرد وصعوبة في التذكر والتفكير وأيضا صعوبة في التعلم. وتابع الدكتور عباس السادات، مؤكداً أن العلم الحديث ربط بين إرهاق الخلية العصبية وانخفاض عمليات إمداد الطاقة والخلل الحادث لأجهزة الخلية العصبية كمراكز تصنيع بروتين الخلية. وعن التأثيرات السلبية للسهر الناتجة، أوضح الدكتور عباس السادات أنها عديدة، ومنها الشعور بالدوار والصداع والقلق، وضعف التركيز، إضافة إلى ضعف في نمو الدماغ لدى الأطفال وتأخر عمليات النطق وتأخر التعلم وضعف في الذاكرة، وهناك الإرهاق الدماغي الذي قد يؤدي إلى اضطراب في التروية الدموية للدماغ مؤدياً إلى نقص أكسجة الخلية الدماغية، بسبب انقباض الشرايين المغذية للدماغ نتيجة السهر، وتأثر عمل القلب واضطراب نظمه نتيجة توتر الخلايا العصبية، وعدم انتظام حركات التنفس، ما يؤثر بالتالي في أكسجة الخلايا الجسمية، وتأثر عمل الغدد وخلل في إفرازاتها. أضاف: من التأثيرات السلبية أيضاً تأخر في نمو الخلايا الدماغية، وضعف نمو القشرة الدماغية الناتج عن السهر، ما يؤدي إلى ضعف في عمليات التعلم لدى الأطفال المتمثلة بتأخر النطق والتلعثم في الكلام وضعف في الذاكرة والانطواء والاكتئاب أو اضطراب علاقات الطفل مع باقي الأطفال وقلة الشهية وإقبال الطفل على تناول الحلويات. وقال: نحن هنا بالطبع عن السهر الذي يتحول إلى عادة لدى الطفل، والإفراط فيه بشكل خارج عن السيطرة، وهنا على الأسرة أن تتحمل تبعات تفريطها، مؤكداً أن الأبناء هم أثمن ما في الحياة، وأنه على الأسرة أن تتعامل في تربيتهم بوعي وإدراك لكل شيء، لأنه أحياناً قد تتسبب أشياء صغيرة في مشاكل كبيرة. في الأسرة تتعدد الحوارات والنتيجة واحدة الأب «ما باليد حيلة» وصديق خالد «دليله» أبوظبي (الاتحاد)- يبدو الوصول إلى أسرة لتتحدث عن التجربة أمراً صعباً، دون أن ندري لماذا؟.. تماماً مثل صعوبة إقناع مسؤولي المدارس بالحديث إلينا عن القضية، وهل يرونها صواباً أم خطأ، متسلحين بضرورة الرجوع إلى مجلس أبوظبي للتعليم، قبل أن يدلوا لنا بتصريح، وكأن الأمر فيه «تجريح». لكن هذا لم يمنعنا من الرجوع إلى أسرة نسترشد برأيها في القضية، والذي قد يكون متطابقاً مع غيرها في تلك القضية، فالحوار نفسه، والمبررات نفسها، وربما الاختلاف في التفاصيل فقط. أسرة خالد عبدالله، لم تجد غضاضة في أن تتحدث، فالأب يؤكد أنه في كل مرة يتلقى فيها خطاباً من المدرسة بخصوص حضور ابنه لإحدى مباريات فريق بعينه، يرفض الأمر في البداية، لكنه سرعان ما يوافق أمام دموع ولده، ويقول والد خالد: «ماذا أفعل .. ما باليد حيلة» .. في كل مرة أؤجل الحسم للمرة التي تليها، وهكذا تمضي مباراة وراء أخرى، وفي مرات يقتنع ابني بمبرراتي، أو أبادله المباراة برحلة أخرى مع الأسرة، وهنا يبدو ابني أيضاً وكأنه انتصر. أضاف الأب: في بعض المرات، يكون موعد المباراة متأخراً وبحسبة بسيطة، أرى أنه إذا حضر ابني مباراة في الساعة الثامنة والنصف مساءً، فلن يعود لي قبل الثانية عشرة مساءً، وحتى ينام ستكون الساعة الواحدة صباحاً، ومن المؤكد أنه لن يتمكن من الاستيقاظ مبكراً للمدرسة، ولذا فإنني أرفض بشدة، ولكن كما قلت علي أن أطرح البديل، وفي تلك الفكرة ذاتها أمر خطير، لأن الخطاب حدد للطفل محفزات مثل قميص الفريق أو لقاء النجم، ويبدو ابني مصراً على أن أعوضه عن ذلك، وتنامي هذا الشعور في الأبناء على المدى البعيد ليس أمراً جيداً. وقال والد خالد: هناك أشياء أحاول ألا يكثر منها أبنائي كوجبات «الفاست فود»، وكلنا يعلم أنهم يقبلون عليها ولو تركناهم لأنفسهم، ربما لأكلوها كل يوم، وبالطبع ولدي يود الذهاب إلى المباريات، لأنه سيكون خارج إطار المراقبة، وسوف يتناول ما يفضل وليس الأفضل له ولصحته. أما خالد نفسه، فيرى أن ذهاب صديقه عُمر هو حافزه الأول، لأنهما سيكونان معاً، وعُمر بالنسبة له هو أقرب الناس إلى قلبه، ولا يود أن يفترق عنه سواء في المدرسة أو خارجها. كما يرى خالد أنه لا يوجد مانع من حضور مباريات فريقه المفضل، خاصة أنه سيلتقي النجوم ويلتقط معهم الصور التذكارية، وأن بإمكانه أن يعوض يوم المباراة بالمزيد من المذاكرة في اليوم التالي، ويتفق مع الوالد في أنه لا داعي لحضور المباريات المتأخرة وسط الأسبوع. الجنيبي يؤكد أنه لا بديل عن وجود مشرفين العمدة: التدافع على البوابات يهدد سلامة الصغار أبوظبي (الاتحاد)- لفت محمد راشد العمدة رئيس رابطة مشجعي نادي العين السابق إلى مشكلة يواجهها الصغار الذين يحضرون المباريات دون إشراف دقيق، وهي مشكلة التدافع عند البوابات في الملعب، خاصة عند الخروج بعد المباراة، والذي يهدد سلامة الصغار، إذا لم تكن هناك رقابة دقيقة عليهم، من خلال مشرفين موجودين معهم، لافتاً إلى أن الإشراف الذي يقصده، لا يعني أن يكون شخص واحد مسؤولاً عن 20 أو 30 تلميذاً، لأن شخصاً واحداً لا يكفي لمراقبة هذا العدد والحفاظ على سلامته. وأكد العمدة على ضرورة أن يكون حضور الصغار إلى الملعب بصحبة أولياء أمورهم، وقال: هناك مسؤولية على إدارات الأندية في الحفاظ على المشجعين الصغار، إضافة إلى مسؤولية الأسرة التي سمحت لأطفالها بالذهاب دون رقابة. وأشار العمدة إلى أن تأخر الأطفال في المباريات له تأثير سلبي على الطفل صحياً، كما أن التأثير الأكبر يكون على مستوى تحصيله الدراسي، والذي بالتأكيد سوف يتأثر نتيجة غيابة عن المدرسة في اليوم التالي للمباراة التي يحضرها التلميذ في ساعة متأخرة، وأكد العمدة أن الجميع يتحمل مسؤولية سلامة الأطفال في النادي، وأنه يجب وضع أشخاص مختصين سواء من النادي أو من التعليم في حالة إرسال حافلات لنقل طلاب المدارس. ومن ناحية أخرى، أكد أنور عبدالله الجنيبي ولي أمر ومتابع للرياضة في الدولة بشكل عام ولكرة القدم بشكل خاص، أنه يرفض ذهاب ابنه للتشجيع في حالة عدم وجود مشرفين، مشيراً إلى أن عدم علم الأسرة بذهاب أبنائها يؤدي في الغالب إلى نتائج خطيرة وسلبية، كما أكد الجنيبي أن بعض المدارس تقوم بإرسال خطابات للآباء لمعرفة رأيهم في ذهاب أبنائهم للرحلات المدرسية أو لحضور مباريات كرة القدم، والتي عادة ما تكون في أوقات مناسبة، ولا تكون متأخرة، وبالتالي فإن المدرسة حين توفر برنامجاً كاملاً للذهاب والعودة مع وجود مشرفين مختصين لرعاية الأطفال تعطي طمأنة للأسرة بأن أبناءها في أيد أمينة. وأشار الجنيبي إلى ضرورة متابعة الأسرة لأبنائها وعدم تركهم بدون رعاية، كما أكد أن التغذية السليمة والنوم الصحي هو ما يحتاجه أطفالنا لتنشئتهم تنشئة صحية. الواقع «يحيّر» والتصريحات لا تتغير الأندية تؤكد «كله تمام».. إذن ما نشاهده «مجرد أوهام» أبوظبي (الاتحاد) - على الرغم من أن الكثيرين يقرون بوجود مشكلة، وعلى الرغم من أن الواقع يحيّرنا في تفسير المعادلة، ومعرفة من يدعو ومن يقبل، إلا أن الواقع في الأندية كما هو في معظم القضايا.. تصريحات لا تتغير وتؤكد أن «كله تمام» وكأن ما نشاهده وما نسمعه وما أسلفناه هنا مجرد أوهام اخترعناها أو سيطرت على خيالنا. المتحدث الإعلامي بأحد الأندية، أكد أنهم استحدثوا برنامجاً لجذب الجماهير والأسر وأنهم يشترطون لحضور التلاميذ وجود ولي الأمر، كما أكد أن النادي يقوم بعمل زيارات للمدارس عن طريق اللاعبين وتقديم برامج ثقافية ومسابقات تعطي الحق للفائزين في الحصول على تذاكر المباراة، وأنهم يستهدفون المرحلة العمرية من تسع سنوات إلى 16 عاماً، لتشجيع الصغار على الانخراط في الرياضة من خلال التحفيز. كما أكد ذات المسؤول أنهم أبداً لم يوجهوا دعوة إلى المدارس لحضور التلاميذ دون أن يشترطوا حضور أولياء الأمور. أما المدير التنفيذي لأحد أندية دوري المحترفين، فأكد أنهم لا يستعينون بالتلاميذ في حالة وجود مباريات متأخرة، أما في حالة لعب المباراة في أوقات مناسبة، فإن النادي يقوم بتوفير المشرفين والباصات لطلاب المدارس والوجبات الخفيفة الصحية، مبيناً أنهم يعتبرونهم بمثابة أبنائهم، وأن دعوة التلاميذ تعتبر بمثابة تحفيز لهم، خصوصاً لأبناء النادي، والذين ينقلون إليهم تجارب من سبقوهم من خلال مشاهدة حية في الميدان الرياضي. كما أكد أنهم ضد حضور تلاميذ المدارس في أوقات متأخرة، وأنهم عند حضور التلاميذ يوفرون لهم مشرفين ويتولون توصيلهم إلى منازلهم، غير أنه لفت إلى غياب مفهوم الحماية القانونية للأطفال حال حضورهم المباريات، مشيراً إلى أنه لا توجد لوائح أو قوانين معروفة تنظم هذا الأمر أو تضع له ضوابط، وأنه من الأفضل أن يحضر الطفل بصحبة ولي أمره. وأكد عضو بمجلس إدارة إحدى شركات كرة القدم بدوري المحترفين أنهم أطلقوا بطاقة إلكترونية موسمية للجماهير والعائلات على وجه الخصوص، وأنهم أقاموا مدرجات للعائلات، ويوفرون لهم جميع المستلزمات لنقلهم من وضع مشرفين وتوفير حافلات تقلهم من محل إقامتهم وتعيدهم بعد المباريات. عضو مجلس الإدارة اعترف أيضاً بأن هناك مشكلة في المباريات المتأخرة، خاصة مع الجماهير التي تحضر من أماكن بعيدة عن النادي، الأمر الذي يتسبب في سهر الجماهير باختلاف أعمارها ومستوياتها وأنه من أجل ذلك، تم صرف النظر عن جلب الجماهير من مناطق بعيدة، مؤكداً أن ناديه يعمل الآن على بناء قاعدة جماهيرية من خلال العديد من أساليب التسويق الجديدة والتي بدأها بالبطاقة الإلكترونية. أحد الأندية رفض أن يعلق على واقعة تخلف تلاميذ مدارس حضروا لمؤازرة الفريق في مباراة متأخرة، عن الحافلة التي تقلهم إلى بيوتهم، ما اضطرهم إلى الجلوس خارج النادي حتى قاربت الساعة على الثانية عشرة منتصف الليل، أما التلاميذ أنفسهم، فأكدوا أنهم جاؤوا من المدرسة لمساندة الفريق، وأنهم يحبون كرة القدم، والغريب أنهم بدوا سعداء بالسهر والتخلف عن «الحافلة»، ربما لأنهم لن يذهبوا إلى المدرسة صباحاً. عبير الخياط: النوم لا يقاس بعدد الساعات وإنما بالتوقيت أبوظبي (الاتحاد)- قالت الدكتورة عبير الخياط طبيبة الأطفال بمستشفى توام إن السهر يؤثر سلباً على الأطفال، وأشارت إلى أن النوم لا يقاس بعدد ساعاته، بقدر ما يحدد التوقيت الفائدة الحقيقية للنوم، وضربت مثالاً على ذلك بأن نوم الطفل لعشر ساعات في وقت متأخر إلى منتصف النهار، لا يحقق الفائدة الصحية، مثلما ينام من بعد العشاء إلى الفجر، وبالتالي فإن السهر قد يؤدي وبشكل كبير إلى خلل في الهرمونات، والتي تنشط في أوقات معينة، كما أن السهر يؤدي إلى خلل في الساعة البيولوجية، وبالتالي يؤثر على صحة الجسم وبنائه لدى الأطفال. كما لفتت الدكتورة عبير الخياط إلى خطورة الغذاء غير المراقب وغير الصحي، والذي يتناوله الطفل بعيداً عن الإشراف، ويكون له تأثيره السلبي عليه، مؤكدة على ضرورة أن يكون الطفل تحت الرقابة في مثل هذه الفعاليات. ناصر العامري: «الإغراء» إجبار للطفل أبوظبي (الاتحاد)- قال الدكتور ناصر سالم العامري رئيس قسم التربية الرياضية في جامعة الإمارات: «قبل أن أكون مع أو ضد ذهاب الأطفال إلى التشجيع، فأنا مع ضرورة استثمار أوقات الفراغ، خصوصاً أيام الإجازات ولكن في وجود ضوابط محددة تربوياً وسلوكياً، كما أنني ضد الذهاب دون رقابة أسرية، أو أن يكون ذهاب الطفل بطريقة إجبارية في حالة إغرائه مادياً، لأن ا لإغراء لون من ألوان الجبر، حتى لو كان ظاهره رضا الطفل، مشيراً إلى أن وجود الأطفال دون رقابة يؤثر بشكل كبير على سلوكياتهم وأخلاقياتهم. أضاف: عن نفسي أرفض ذهاب أبنائي إلى أي مكان في حالة عدم وجود مشرف رسمي يراقب تحركات الأطفال من بداية خروجهم من المنزل إلى أن يعودوا بسلام. وعن دعوة التلاميذ الصغار لحضور مباريات في ساعات متأخرة، أكد أن هذا الأمر مرفوض قطعياً، واستدرك، قائلاً إنه بالنسبة للمدارس إذا كانت الدعوة في أوقات مناسبة، ووفق ظروف معينة وتحت رقابة تربوية، فلا بأس بها، أما أن تتم عن طريق تقديم الإغراءات للطفل، فهنا يجب أن يوضع قانون يمنع هذا التصرفات، لأنها قد تؤدي لحدوث ضرر جسيم «لا قدر الله» للطفل، وساعتها سنبحث عمن يتحمل المسؤولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©