الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اغتيال سمعة امرأة

19 ابريل 2009 02:09
ينظر المجتمع إلى المطلقة نظرة ريبة وشك في تصرفاتها وسلوكها، لذا غالباً ما تشعر بالذنب والفشل العاطفي وخيبة الأمل والإحباط، مما يزيدها تعقيداً ويؤخر تكيفها مع واقعها الحالي، فعودتها إذن إلى أهلها وبعد أن ظنوا أنهم ستروها بزواجها، وصدمتهم بعودتها موسومة بلقب ''مطلقة'' التي تكاد تكون لدى البعض الرديف المباشر لكلمة ''العار''، فإنهم يتنصلون من مسؤولية أطفالها وتربيتهم ويلفظونهم خارجًا؛ مما يرغم الأم في كثير من الأحيان على التخلي عن حقها في رعايتهم إذا لم تكن عاملة أو ليس لها مصدر مادي كاف لأن ذلك يثقل كاهلها ويزيد من معاناتها، أما إذا كانت موظفة تحتك بالجنس الآخر أو حاملة لأفكار تحررية فتلوكها ألسنة السوء وتكون المراقبة والحراسة أشد وأكثر إيلاماً• ومن الصعب على المرأة المطلقة في مجتمعنا أن تستقل في بيت منفرد (حتى لو كانت قادرة)، فمكانتها الجديدة محكومة بعادات وتقاليد قاسية من الصعب أن تفك نفسها منها بسهولة، فالأسرة ترى أنه من العيب أن تكون بين أفرادها مطلقة؛ لذا نجد ملل أهلها منها، وفي حالات قليلة تظهر لها مظاهرالشفقة والعطف• وعلى الرغم من أن التعاليم الدينية شرعت الطلاق، إلا أن المجتمع في الغالب يلوم المرأة في انهيار الأسرة لأنها كان يجب أن ''تصبر''، لذا نجدها تجابه سلسلة من المشكلات من اجل تغيير نظرة الآخرين لها كأنثى وامرأة فاشلة، وهي مقيدة في حركاتها محسوبة خطواتها؛ لكي تستطيع أن تمحو الاسم الذي علق بها ''مطلقة'' بكل ما تعنيه هذه الكلمة في شرقنا العربي الذي يُعَدُّ بمثابة إعدام امرأة أو اغتيال لسمعتها، لذا نجد عدداً من المطلقات يرفضن حتى التعويضات المادية المترتبة على الطلاق• أسماء يوسف
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©