السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فاروق حمادة يدعو إلى خطاب إسلامي عقلاني

فاروق حمادة يدعو إلى خطاب إسلامي عقلاني
24 سبتمبر 2007 03:07
استعرض الدكتور فاروق حمادة الأستاذ بجامعة محمد الخامس في محاضرة له ضمن فعاليات المهرجان الرمضاني الثاني الذي ينظمه نادي تراث الإمارات برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات جملة من أخطر قضايا حملات التشكيك التي يتعرض لها الإسلام والقرآن الكريم من جانب دعاة الحداثة الذين يسعون إلى تفكيك النصوص القرآنية لأنها في ظنهم أصبحت من زمن ماض، وأن النبوة هي مجرد نتاج تجربة روحية بهدف فصل المسلمين عن أهم ما يربطهم برسالة الإسلام· واستشهد في محاضرة له بعنوان 'القرآن الكريم في دراسات المعاصرين'' وألقاها مساء أمس ألاول في مسرح أبوظبي بجانب القرية التراثية بكاسر الأمواج بنص حداثي يهاجم الإسلام ويدعي أن الظاهرة الدينية هي ظاهرة اجتماعية وأن تجربة النبوة هي أعلى قمم التجارب الروحية· وبمقابل هذا الهجوم القاصر أكد المحاضر أن التجربة الروحية لا تعطي نبوة لأنها هبة من الله سبحانه وتعالى والقرآن في مد مستمر ويجتذب إليه كل يوم مئات الأشخاص الذين يعتنقون الإسلام طوعا· وعرض حمادة أستاذ السنة وعلومها منذ أكثر من ثلاثين عاما لقضية أخرى يشكك أصحابها بمضامين القرآن الكريم معتبرين أن القصة فيه هي مجرد رمز وليست حقيقة وأن هذه القصص مأخوذة من التوراة وقال:( لقد فتح أدعياء الحداثة باب التأويل وقالوا إن النص القرآني محدود ومرتبط ببلاد العرب في الجزيرة العربية وخرجوا علينا باصطلاح البنيوية '' اللسانيات الحديثة '' أي أنهم يؤولون النص كما يريدون لغايات الوصول إلى إيقاف الأحكام الشرعية وكان أول من نادى بالتأويل المستشرق الانجليزي '' هاميلتون جيت '' في كتابه '' الاتجاهات الحديثة في الإسلام ''· وفي معرض دفاعه عن الإسلام دعا حمادة إلى خطاب إسلامي موضوعي عقلاني لمواجهة قضايا وحملات التشكيك والهجوم الشرس الذي يتعرض له الإسلام والقرآن الكريم والنبوة على وجه التحديد من خلال هبة إسلامية رسمية حقيقية قائلا : هذا القرآن شرف لنا وسوف نسال عن مدى تمسكنا بهذا الشرف العظيم، ولهذا عنيت الأمة بكتاب الله عناية لا مزيد عليها لأنه معقد عزنا ومنار فخرنا إلى ما لا نهاية· وأوضح حمادة صاحب كتاب '' مدخل إلى علوم القرآن والتفسير'' أن الدراسات التي بدأت تتسرب إلينا في مطلع القرن العشرين من الخارج هي دراسات غريبة وغير مألوفة وجاءت في ثلاث توجهات : الأولى من دراسات قام بها متخصصون في علوم القرآن، والثانية دراسات مثلت تيارا آخر درس القرآن بعيدا عن التخصص واعتمادا على الاجتهاد الشخصي، والثالثة: دراسات من طائفة درست مسألة أو مسألتين في القرآن عرضا بدون نظرة شمولية· وقال: ما يهمنا في هذا المقام تلك الدراسات التي قام بها غير المتخصصين، وكانت دراستهم تقوم على مرتكزات خاطئة ، وخاصة أولئك الذين درسوا القرآن دراسة مادية علمانية ، فهؤلاء يترتب على جهلهم أخطاء انتشرت وللأسف بين عامة الناس ) · وبين حمادة أن هؤلاء نسجوا لنا من خيالهم المريض جملة من القضايا أهمها : أن القرآن الكريم هو كتاب مثل أي كتاب آخر محاولين تجريد هذا الكتاب العظيم من قدسيته وتفرده مشككين بأنه زيد فيه ونقص منه، كما أنهم تعرضوا بسذاجة وعداء غير مفهوم وهذا ما زال يحدث إلى شخص الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم بغرض تجريده من صفة النبوة معتبرين أنها تجربة روحية، وأن التشريعات التي جاء بها القرآن هي تشريعات محدودة ومرتبطة بالزمان والمكان· وردا على تلك الاتهامات المتجنية والممارسات التي نشهدها بشكل متواصل على أيدي بعض الحاقدين في الخارج قال حمادة: القرآن هو كلام الله وقد أعجز الإنس والجن، وأن النبوة ليست مجرد تجربة روحية وما جاء به القرآن الكريم ما زال محفوظا من الزيادة والنقصان وكل ما جاء فيه حق مقدس وهو مفتوح على الزمان والمكان إلى أن يرث الله الأرض وما عليها·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©