السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصة شاعر

23 سبتمبر 2007 22:56
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من غزوة الطائف، بعث بجير بن زهير بن أبي سُلمى إلى أخيه يقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم قتل بعض شعراء كانوا يهجونه، ومن بقي منهم مثل ابن الزبعرى وهُبيرة بن أبي وهب قد فروا في غير وجهٍ، فإن كانت لك في نفسك حاجة فطُر إلى النبي فإنه لا يقتل من جاءه تائباً· فلما سمع كعب بذلك كتب إلى أخيه بجير يقول: ألا أبلغا عني بجيراً رسالة فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا فبين لنا إن كنت لست بفاعل على أي شيء غير ذلك دلكـــــــــا على خُلُق لم تلف أمّاً ولا أباً عـليه ولا تلفى عليه أخـاً لكـــــــا فإن أنت لم تفعل فلست بآسف ولا قـائـل إما عثرت لعاً لكــــــــــا سقاك بها المأمون كأسا روية فأنهـلك المـأمون منها وعلّكـــــــــا فلما أتت الرسالة لبجير، وكان مسلماً، كره أن يكتمها عن النبي صلى الله عليه وسلم فأطلعه عليها فلما سمعها النبي صلى الله عليه وسلم قال سقاك بها المأمون فأنا المأمون وقد صدق أخوك وهو كذوب، وخُلُقاً لم تلف أماً عليه ولا أباً فهذا صحيح· ثم كتب بجير إلى أخيه كعب يقول: فمن مبلـغ كعـبــــاً فهـــــل لك فــــــي الـتي تلــوم عليها باطلاً وهي أحزم إلى الله -لا العزى ولا اللات- وحده فتنـجو إذا كـان النجاء وتسلم لـدى يوم لا ينـجو وليس بمفـلت من الناس إلا طاهر القلب مسلم فـدين زهير وهو لا شـيء دينـــــــه وديـن أبي سُلـــــمى عليّ محــــرم فلما بلغ ذلك كعباً، وكان من قبلُ قد هجا النبي صلى الله عليه وسلم وشبب بنساء المسلمين فأهدر النبي دمه، ضاقت به الأرض، وكلما استجار بأحد أياً كان دينه يقول: لا أستطيع أن أجير على رسول الله· فلما لم يجد مهرباً وعلم أنه مقتول توجه إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم بمعرفة صديق له من جهينة، وبعد صلاة الصبح أشار له على النبي صلى الله وقال له: هذا هو النبي صلى الله عليه وسلم فقم واستأمنه· فقام إلى النبي والنبي لايعرفه فسلم عليه ووضع يده في يده وقال: يا رسول الله، إن كعب بن زهير جاء إليك تائباً يستأمنك، فهل أنت قابل منه إن أنا جئتك به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: نعم· فقال: أنا يا رسول الله كعب بن زهير، وذكر ابن اسحق أن رجلاً من الأنصار لما سمع ذلك وثب عليه وقال دعني يا رسول الله وعدوَّ الله أضربْ عنقه، فقال له النبي: دعه عنك فقد جاء تائباً نازعاً، فغضب كعب على هذا الحي من الأنصار، ثم إنه استأذن النبي في الإنشاد فأذن له فقال لاميته يقول منها: بانت سعاد فقلبي الـيـوم متبــــــــــــول مـتيـم إثـرها لم يفد مكـبــــــــــــــــــــول وما سعاد غداة البين إذ رحـلـــــــــــــوا إلا أغن غضيض الطرف مكحــول هيـفــاء مقبلـة عجــــــزاء مـدبـــــــــــــــــرة لا يشتكى قصـــــــر منهـــا ولا طول تجلو عوارض ذي ظَلم إذا ابتسمت كأنـه منهـــــــل بالـــــــــراح مـعـلـــــول
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©