رمضان في حياة الفتيات.. قراءة قرآن وصلة أرحام وجلسات سمر

يعد شهر رمضان من أعظم شهور السنة التي تحتل في نفوس جميع المسلمين في كل بقاع الأرض مكاناً خاصاً، فهو شهر الخير والعطاء والقرآن الكريم، وهو شهر التخلق بأخلاق الإسلام من صدق وأمانة وكظم غيظ وبُعد عن الثرثرة والغيبة والنميمة وغيرها من العادات السيئة الأخرى، حيث يملأ نور الإيمان فيه وجوه الجميع كبارا كانوا أم صغارا· ويتميز شهر الخير باختلاف طباع البشر فيه وذلك على اختلاف أنواعهم وأجناسهم وأعمارهم، ففيه تتطبع الفتيات وخاصة ممن تتراوح أعمارهن بين 18 و25 عاما بطباع وأساليب حياتية تميزهن عن باقي أفراد أسرهن· نستطلع في الموضوع التالي اليوميات الرمضانية عند الفتيات المراهقات وكيفية الموازنة في رمضان ما بين العبادة والدراسة والأعمال المنزلية كالطبخ أو التسوق وغيرها من العادات التي تتبعها كل منهن· يوميات رمضانية تقول ريم أحمد (طالبة جامعية): ''إن شهر رمضان بالنسبة لي من أعظم شهور السنة، وأستزيد فيه من العبادات وصلة الأرحام ومواساة الفقير وحسن التعامل مع المساكين، وغيرها من الأعمال الأخرى الخيرة التي تضاعف من حسناتي''· وأوضحت أنها تقضي يومها ما بين دراستها التي تتطلب منها الجهد الكبير وبين العبادة· كما أنها تخصص بعض الوقت لمشاهدة ومتابعة برامجها المفضلة من مسلسلات وبرامج ثقافية وترفيهية· وتواصل ريم حديثها عن يومها الرمضاني وتقول: ''في رمضان أحاول جاهدة أن أكون عادلة فيما بين كل ما أقدمه من أعمال، ومن أهم الأعمال التي أضيفها إلى جدولي الرمضاني مساعدة والدتي في المطبخ خلال فترة العصر، فأقوم بدوري بتحضير بعض الأطباق الرمضانية المحببة لدى جميع أفراد العائلة·· كما أحرص كل يوم على إعداد وجبة جديدة أكون قد سجلت مقاديرها من إحدى القنوات الفضائية التي هي في العادة تتسابق في تقديم كل جديد في الشهر الفضيل، وبالنسبة للمساء أذهب مع الوالد وباقي أفراد الأسرة للتسوق وذلك لشراء حاجيات ومستلزمات العيد''· بدورها ترى خولة البلوشي (طالبة جامعية) أن شهر رمضان هو الشهر الوحيد الذي يعبر عن نفسه بنفسه، فهو لا يحتاج إلى من يشرح معالم أيّامه أو لياليه، لأنه يفرض نفسه بكل حب في نفوس المسلمين· وقالت: ''أحرص طوال شهر رمضان على متابعة القنوات التي تبث البرامج الحوارية الإسلامية والفقهية، التي تساهم في التعريف ببعض الجوانب التي قد نجهلها عن ديننا الحنيف·· فأنا أسعى يوميا لمتابعة ما تبثه القنوات الفضائية من قراءات مختارة من آيات القرآن الكريم إضافة إلى حرصي الشديد على متابعة بعض المسلسلات العربية والخليجية''· وبالنسبة لدراستي قالت البلوشي: ''أذاكر دروسي وأراجع محاضراتي الجامعية بعد صلاة العصر، فهو الوقت الأنسب''· وحول العلاقات الأسرية في رمضان أكدت خولة أن أجواء رمضان أسرية خاصة خلال اجتماع الأسرة على مائدة الإفطار، كما تساهم وبشكل ملحوظ في ترابط أفراد الأسرة· بدورها قالت إيمان عبدالرزاق (طالبة في المرحلة الثانوية): الحمد لله الذي وفقني لصيام رمضان منذ أن كنت في الثامنة من عمري·· حيث تعودت منذ بداياتي في الصوم على تنظيم وقتي في شهر رمضان، وذلك نظراً لما علي من واجبات في حياتي سواء الأسرية أو الدراسية· وبالنسبة لليالي رمضان وأيامه قالت إنها تقضي معظم وقتها في العبادة وقراءة القرآن، كما تحرص على تخصيص وقت لمتابعة بعض المسلسلات والبرامج والمسابقات الثقافية التي تضيف لها كل ما هو مفيد وجديد· وأشارت إلى أنها تحضر بعض الدروس الدينية في رمضان التي تضيف لمعلوماتها الدينية الكثير والكثير· قداسة الشهر من جانبها ركزت مريم عبدالله الطالبة في المرحلة الثانوية على قداسة شهر رمضان وأهميته في حياتها وقالت: ''في رمضان أُكثر من قراءة القرآن الكريم، وأحاول دائما أن أختم القرآن أكثر من مرة''· وتقضي مريم بعضا من الوقت مع أفراد العائلة في متابعة المسلسلات الرمضانية وبعض البرامج الأخرى على التلفاز، مؤكدة أنها أصبحت كثيرة جدا نظرا لوجود أعداد كبيرة من القنوات والمحطات الفضائية، التي تجعل المشاهد في حيرة· وأوضحت مريم أنها تحرص بشكل كبير على تبادل الزيارات الأسرية والسهرات العائلية التي تجمع الأقارب والمعارف، معتبرة أن ليالي رمضان فرصة للتزاور والتراحم· وقالت: ''نقوم بالإضافة إلى تبادل الزيارات بالاهتمام بتحضير طبق اليوم الذي تجلبه كل أسرة حاضرة للزيارة، حيث تضم مائدة العشاء في نهاية اليوم مجموعة أطباق متنوعة ومختلفة من كل ما لذ وطاب من أصناف الطعام''· وتتحدث شمة الأميري الطالبة في المرحلة الثانوية عن رمضانها فتقول: ''إنه من أجمل الشهور وأروعها بالنسبة لي، فهو يعتبر بحق شهر القرآن الكريم، ففيه عودنا الوالد رحمه الله على ختم القرآن الكريم أكثر من مرة، حيث كان يشجعنا على ختمه بمنحنا مبلغا ماليا، وكان يضاعف لنا فيه مصروفنا الخاص في العيد وذلك لمن يتفوق من إخواني وأخواتي في عملية الحفظ والحرص على ختمه أكثر من مرة في الشهر''· وتضيف الأميري: ومن النشاطات التي أقوم بها خلال يومي الرمضاني مشاهدة بعض المسلسلات المحلية والعربية، كما أقوم بمتابعة بعض البرامج الثقافية والدينية· وأوضحت أنها تحرص على الذهاب إلى بعض الأندية التي تقدم مجموعة من المحاضرات الدينية خلال الشهر الفضيل، وتساعد والدتها في أعمال المطبخ· وعبرت خلود إبراهيم الطالبة الجامعية في كلية الإعلام في جامعة زايد بأبوظبي عن فرحتها بالشهر الفضيل الذي يتميز بأنه شهر القرآن الكريم وصلاة التراويح والخير الكثير· وقالت: ''أهتم بتنظيم وقتي في هذا الشهر وأقضيه ما بين الدراسة وقراءة القرآن، والمساهمة في أعمال المطبخ، والتسوق استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك''· وأوضحت خلود أن ليالي وأيام رمضان تنتشر فيها أجواء روحانية ودينية عابقة بالسعادة والألفة بين أفراد الأسرة وبين كل فئات المجتمع لأنه شهر الخير والعطاء وشهر العتق من النار والتقرب من الله لكسب رضاه وجنته·