ممارسة التأمل بين الإنتاجية والراحة

فن الاسترخاء والتأمل من الفنون القديمة التي مارسها الإنسان منذ آلاف السنين حتى أصبح لها الكثير من المدارس والأنظمة والاستراتيجيات التي تساعد الإنسان على إتقان تلك الفنون، واليوم أدرك قطاع الأعمال الغربية الأهمية الكبيرة والنتائج العظيمة لهذا الفن الذي يركز على إراحة الجسم والعقل، وقال عنه مدير أحد البنوك في العاصمة البريطانية التالي: '' لقد أصبح الموظفون على وعي تام بأهمية رياضة التأمل لما تقوم به من دور رائع في مساعدتهم على تقديم أفضل ما لديهم بأداء مميز''· وفي الماضي كان يمارس الموظفون مثل هذه الرياضة بسرية تامة خشية أن يصنفوا كأشخاص غريبي الأطوار، غير أن مثل هذه السلوكيات باتت تتغير الآن وأصبحت تمارس بكل حرية في المكتب في وقت يراه الموظف أنه في حاجة ماسة إلى هذا، بل وفي أحيان كثيرة تعقد دورات جماعية في نهاية الأسبوع لتدريب الموظفين على إتقان مثل هكذا مهارة· ويوضح ''ستيفن بلمير'' مدير وحدة علم النفس التدريبي بجامعة سيتي في لندن، أن التأمل يحمل فائدة عظيمة لمن يعاني من ضغوطات العمل، ويستطرد قائلاً: ''أثبت أن للتأمل دورا في التخلص من القلق وبث روح التفاؤل وتعزيز الأحاديث الإيجابية، هذا إلى جانب قدرته على تخفيف الألم وخفض ضغط الدم''· والتحدي الأكبر الذي يواجهه الأشخاص ممن يرغبون في ممارسة التأمل هو إيجاد وقت مناسب لممارسته في يوم مزدحم بالأعمال بحيث لا يؤثر الأمر على سير العمل، وحول هذه المسألة تشير إحدى العاملات بأنها نجحت في تخطي صعوبة تنسيق الوقت بين العمل والوقت عن طريق استغلال الوقت الذي تقضيه في القطار لحين الوصول إلى عملها بممارسة التأمل، هذا بالإضافة إلى ممارستها للتأمل في فترات الصباح قبل مغادرتها السرير، والنتيجة كما تبينها راحة وصفاء الذهن علاوة على أن مستوى التفكير والقدرة على اتخاذ القرارات السليمة بات أفضل· إن التأمل ليس عملية تستطيع أن تتحكم بسرعتها فلا تتوقع نتائج جاهزة، إنما السر هو الممارسة المستمرة والمواظبة والمثابرة والاجتهاد ولا ننسى العزم فهو مهم جدا إنها لمسات تعين الموظف على إلقاء روتين العمل وراء ظهره والتخلص من القلق الذي يؤثر حتماً وبطريقة سلبية على حياتنا وتحسين علاقاتنا بالآخرين وغلق الطريق أمام الأفكار المتعبة، لهذا يجب علينا أن نتقن فن التأمل والاسترخاء الذي يعيد للجسم توازنه الجسدي والنفسي·