شركة فرنسية تقترح حواجز أمنية نباتية بدل الاسمنتية في بغداد

اقترحت شركة زراعية فرنسية مشاركة في معرض بغداد للزهور أمس على مسؤولين عراقيين الاستفادة من نباتاتها كحواجز أمنية بدلا من الكتل الاسمنتية المنصوبة في أنحاء بغداد• وقال مدير قسم تصدير النبات في شركة ''سينوفج'' الفرنسية جان ماري لوكالة الصحافة الفرنسية ''فرانس برس'' على هامش المعرض ''نقترح الجمع بين الامن والبيئة واستبدال الجدران التي تشوه منظر المدينة بأخرى من الطبيعة ويصعب اختراقها''• وتحولت أحياء بغداد خلال السنوات الخمس الماضية بسبب الحرب والانفجارات الى مقاطعات تشبه المعسكرات جراء انتشار الحواجز الاسمنتية حولها• ورغم أوامر أصدرها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي برفع تلك الحواجز بنهاية العام الحالي، ستبقى حواجز امنية حول ''المنطقة الخضراء'' شديدة التحصين وسط بغداد، حيث توجد مقر مقار الحكومة العراقية والأمم المتحدة والسفارتين الاميركية والبريطانية وسفارات دول اخرى• وقال ماري ''إن هذه هي الاماكن التي نستطيع حمايتها ونجعل من بغداد مدينة الطبيعة والبيئة عبر مفهوم جديد للأمن''• وأوضح أن الحاجز النباتي سيكون بسيطاً وفريدا من نوعه ويبدأ بزراعة النباتات بفارق 80 سنتمترا بين الواحدة والاخرى ثم تتشابك خلال نموها لتصبح كثيفة كجدار يصعب اختراقه• ووأضاف ''من الطبيعي أن نضع أسلاكا شــــــائكة وحواجز واجهزة استشعار ووسائل أمنية داخل شبكة النباتات بشكل غير مرئي''• وتابع ان ''الدبابة، مثلاً، بإمكانها اجتياز الحاجز لكن الشاحنة لن تستطيع ذلك والارهابي سيفتكر أنه أمام حاجز من نبات فقط يمكن اجتيازه بشاحنة لكنه سيكون منيعاً أمامه''• وذكر أن المبدأ ذاته استخدم قبل 5 سنوات حين استطاعت الشركة تأمين الحماية حول مركز للأبحاث النووية قرب باريس وسجن للاحداث كما استخدمته حول المحطات والمطارات• وتجري حاليا مباحثات لاستخدام حواجز النباتات في حماية مواقع مدنية مهمة في الولايات المتحدة• وقال ماري ''لست هنا من أجل معرض الزهور، رغم انه فكرة رائعة لإعطاء صورة مشرقة عن العراق، لكني هنا للقاء مسؤولين أمنيين''• وأضاف أن المناخ الجاف في العراق لا يعد مشكلة، موضحاً ''لدينا بذور في جميع انحاء العالم وشجيرات تنمو في درجــــــات تترواح بــــــين 28 حتى 42 درجة حــــــــرارة، قد تؤثر عليها الحرارة لكنها تواصل النمو''• كما اقترح على العراقيين استخدام تلك النباتات كحواجز حدودية لمنع تسلل المسلحين من دول الجوار• وقال ''إن حاجزا نباتيا على بعض مناطق حدود العراق مناسب تماما لوضع أجهزة الاستشعار وعندما تكون هناك خمسة او ستة صفوف من الاشجار الشائكة سيتطلب ذلك أكثر من ساعة لاجتيازها وهو زمن كاف تماما لاصطياد من يحاول التسلل''