الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منصور الرفاعي عبيد: المسجد مؤسسة ثقافية اجتماعية جامعة

منصور الرفاعي عبيد: المسجد مؤسسة ثقافية اجتماعية جامعة
22 سبتمبر 2007 21:59
مع قيام المسجد بدوره الديني الأساسي كمكان للعبادة بالصلاة إلا أن دوره المجتمعي الجامع يمتد إلى ماهو أكثر من ذلك ليجمع مابين الأدوار العبادية والثقافية والاجتماعية، انطلاقاً من أن العبادة ليست بالصلاة فقط، وإنما قبلها بالإيمان بالله والشهادتين، وبعدها بالزكاة والصيام والحج، وإدراكاً بكون الدين ليس عبادات فقط، وإنما عقيدة توحيدية عالمية قبلها، ومعاملات إنسانية متكافلة وعادلة بعدها، وبترابط هذه الدوائر الثلاث العقائد والعبادات والمعاملات تدور حركة الدين الإسلامي المتكامل في المجتمع الإسلامي المتكافل، لكن يبقى للمسجد فيه دوره المحوري· حول هذا الدور الجامع للمسجد التقى ''رمضانيات'' بواحد من العلماء الكبار ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة لإحياء ليالي شهر رمضان المعظم بمساجد الدولة بالعبادات والمكرمات والدروس·· فضيلة الشيخ منصور الرفاعي عبيد الوكيل السابق لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المصرية الذي قال: إن المسجد مؤسسة اجتماعية جامعة لا تقتصر على الدور الديني بمعناه الضيق، بل إن دوره الاجتماعي هو جزء من دوره الديني· ؟ وما طبيعة هذا الدور الاجتماعي؟ ؟؟ يتجسد في صور عديدة، مطبقة في بعض البلدان الإسلامية، ومنها مصر حيث يضم المسجد لجان الزكاة، فقد اقترنت الزكاة بالصلاة في القرآن الكريم في أكثر من 80 موضعاً، حيث ينشأ في كل مسجد صندوق لجمع الزكاة من أهل الحي لتوزع بمعرفة هذه اللجنة في مصارفها الشرعية على المستحقين من أهل الحي، وطبقاً لأمر الرسول لـ''أبي ذر'' عندما وجهه إلى اليمن ''خذ من أغنيائهم زكاة أموالهم وردها على فقرائهم'' يجب على ولي الأمر أن يأمر بتنظيم هذا الأمر، وهذا واحد من الأسباب التي تستلزم أن تبقى المساجد مفتوحة في غير أوقات الصلاة لاستقبال الخيرين القادمين لتسديد زكواتهم، والمحتاجين القادمين لتسجيل أسمائهم، وفي تطبيق للتكافل الاجتماعي الذي أمرنا به الإسلام، وفي هذا تحقيق للتواصل الاجتماعي بين أهل الحي وتعزيز للدور المجتمعي للمسجد· ؟؟ وهل يقتصر الدور الاجتماعي للمسجد على لجان الزكاة؟ ؟ لا، فهناك دور اجتماعي آخر للمسجد بالغ الأهمية وهو ''لجان المصالحات'' التي تتشكل من الشخصيات المؤهلة للإصلاح بين الناس، والتي تستطيع حل النزاعات الأسرية أوبين الجيران بالحق والعدل والتراضي وتصفيتها في مهدها بدلاً من تفاقم هذه النزاعات ووصولها إلى القضاء، وفي هذا تخفيف على القضاء الذي تتكدس أمامه القضايا إذا غاب دور المسجد، وتخفيف على الناس في الجهد والمال والوقت بدلاً من انتظار قد يطول في الفصل في قضاياهم أمام المحاكم· ؟؟ يلاحظ بالفعل غياب هذا الدور فلماذا لاتتم الدعوة إلى إحيائه؟ ؟ المساجد في الأصل كانت دوراً للمصالحة بين الناس وللتشاور في شؤون المجتمع، يلجأ إليه الأب والابن والزوجة والأم والجار مع جاره للاحتكام إلى شرع الله في خلافاتهم، وكنا في التسعينات في مصر نعد المسجد للقيام بهذا الواجب، فاستصدرنا قراراً بتشكيل مجلس إدارة لكل مسجد بإشراف الإمام، ويتكون من الشخصيات العامة في الحي من ذوي العلم والفضل والسمعة الحسنة وحب الخير وحسن العلاقة مع الناس لإدارة وتفعيل هذا الدور، بالإضافة إلى أن بعض الجمعيات الخيرية التي تقوم ببناء المساجد تتوسع في هذا الدور الاجتماعي الإنساني بإلحاق عيادات طبية بالمسجد، بأسعار رمزية للتخفيف على الناس من أعباء العلاج؟ إلى جانب ذلك يتم في رحاب المسجد عقد القران، وبعضها تلحق به دار للعزاء، وكلها أبواب خير، و''الخير في أمتي إلى يوم القيامة'' كما قال رسولنا الكريم ''صلى الله عليه وسلم''، وسوف تظل أبواب الخير مفتوحة، وأبواب المساجد يجب أن تبقى مفتوحة لكل من يسن سنة حسنة، والله عنده حسن الثواب· ؟ هذا عن الدور الاجتماعي فكيف ترون دوره الديني؟ ؟ إنه الدور الأساسي لإقامة صلوات الجماعة اليومية وصلاة الجمعة الأسبوعية، ومن خلال الدروس اليومية والخطب الأسبوعية يقوم العلماء بتنوير الأذهان وتبصير الناس بحقائق دينهم، وتوجيههم لحل مشاكلهم على هدى من الدين والأخلاق وحسن العلاقاة بالله وبالناس وبالوطن، وخطبة الجمعة خصوصاً هي زاد طيب، لأن الإمام في كل حي يعدها بعناية للتلاؤم مع مقتضى وظروف وقضايا كل حي· ودور آخر بالغ الأهمية بل من أخطر الأدوار التي يقوم بها المسجد هو دور تحفيظ القرآن على يد محفظين مؤهلين·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©