25 قتيلاً و59 جريحاً باشتباكات بين قوات الأمن و الصدريين في البصرة

أعلنت مصادر أمنية وطبية عراقية مقتل 25 شخصاً على الأقل وجرح 59 آخرين خلال اشتباكات عنيفة اندلعت أمس بين قوات الجيش والشرطة ومسلحي ميليشيا ''جيش المهدي التابعة لزعيم ''التيار الصدري'' الشيعي العراقي مقتدى الصدر في البصرة عاصمة محافظة البصرة جنوبي العراق، بعدما أطلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عملية أمنية لتطهيرها من ''الخارجين عن القانون''· كما قتل 8 أشخاص وجرح 10 آخرون في اشتباكات مماثلة في الكوت عاصمة محافظة واسط شرقي العراق· وامتد التوتر شمالاً إلى 3 محافظات وحتى بغداد، حيث بدأ أنصار الصدر اعتصامات وإضرابات تنفيذاً لأوامر زعيمهم الذي هدد بإعلان عصيان مدني شامل· وقالت مصادر في دائرة صحة البصرة إن مستشفى الصدر استقبل 16 قتيلاً وأكثر من 40 جريحاً معظمهم جنود ورجال شرطة فيما استقبل مستشفى الموانئ 5 قتلى و19 جريحاً معظمهم مدنيـــــون· وأعلنت الشرطة مقتل 4 على الأقل من أفراد ''جيش المهدي'' وذكر شهود عيان أنها اعتقلت عشرات آخرين منهم· واندلعت الاشتباكات بعدما أشرف المالكي على إطلاق عملية عسكرية باسم ''صولة الفرسان'' لتطهير البصرة من ''الجماعات المسلحة والمليشيات الخارجة عن القانون''· وقال في بيان تلاه المتحدث باسم وزارة الداخلية العراقية اللواء الركن عبد الكريم خلف ''إن العملية انطلقت وفق خطة مدروسة وأهداف محددة لا يوقفها أو يثنيها أي اعتبار غير القانون وحماية المواطن وحقوقه نظرا لما تشكله البصرة من أهمية استراتيجية كونها رئة العراق''· وأضاف ''على الخارجين عن القانون أو من تسول لهم أنفسهم الخروج عليه أن يدركوا أن أيادي القانون والقضاء ستنال منهم مهما طال الزمن· إننا نحذر هؤلاء وكل من يقف وراءهم في الداخل والخارج بأن الوقت قد حان لوقف هذه الجرائم ونؤكد لهم قدرة الدولة وأجهزتها على عزل هؤلاء مهما كانت مسمياتهم وارتباطاتهم ومواقعهم''· وفيما تصاعدت سحب الدخان فوق البصرة وسط انفجارات مدوية منذ بدء العملية، تم فرض حظر التجول في المدينة حتى إشعار آخر، و تعطيل الدراسة في المدارس والمعاهد والكليات لمدة 3 أيام وإغلاق الحدود البرية للمحافظة لمدة3أيام ومطالبة الأهالي بتسليم الأسلحة الخفيفة والثقيلة التي بحوزتهم إلى الأجهزة الأمنية· ودعا مقتدى الصدر قوات الجيش والشرطة العراقية الى ''عدم الانجرار وراء الخدع التي يقودها الاحتلال الامريكي وتروج لها الحكومة العراقية· وطالب في بيان تم توزيعه وزع في النجف أتباع ''التيار الصدري'' بتوزيع المصاحف وأغصان الزيتون على جميع نقاط الشرطة والجيش ''تعبيرا عن السلام'' كما دعا الشخصيات الدينية والاجتماعية الى ''الاضطلاع بمسؤوليتها الشرعية والاخلاقية والوطنية من اجل التدخل لوقف الهجمات ضد الصدريين''· ودعا العراقيين الى ''الاعتصام في جميع أنحاء البلاد في خطوة أولى فإذا لم تحترم الحكومة العراقية مطالب الجماهير فتكون الخطوة الثانية العصيان المدني في جميع المحافظات''· وذكرت مصادر في شرطة الكوت أن ميليشيا ''جيش المهدي'' سيطرت على أحياء الجهاد والشهداء والزهراء والشرقية والحاوي من بين 18 حياً في المدينة · وصرح شاهد من رويترز في المدينة بأنه كان بإمكانه سماع دوي انفجارات وإطلاق نيران· وقال ضابط شرطة إن 8 أشخاص بينهم شرطيان قتلوا وأصيب 10 رجال شرطة بجروح خلال اشتباكات في بلدة العزيزية شمالي المدينة·وفرضت السلطانت العراقية حظر التجول في الكوت وفي السماوة عاصمة محافظة المثنى والناصرية عاصمة محافظة ذي قار والحلة عاصمة محافظة بابل بعد أن ظهر مقاتلون من جيش المهدي في الشوارع· وفي بغداد، فرض مسلحو ''جيش المهدي'' إغلاقا تاما للمحال التجارية والدوائر الحكومية والمدارس في أحياء الشرطة والبياع والعامل ومناطق واسعة في جانب الكرخ وطلبوا من السكان إعلان الاعتصام المدني· وقالت الشرطة إن اشتباكات اندلعت بين مسلحي ''جيش المهدي'' و ''منظمة بدر'' الجناح العسكري لحزب ''المجلس الأعلى الإسلامي العراقي'' بزعامة عبدالعزيز الحكيم في مناطق الحبيبية والأورفلي والمعامل بمدينة الصدر كما أحرقت ميليشيا الصدر، مكتب ''حزب الدعوة الإسلامية'' بزعامة المالكي في المدينة· وصرح المتحدث باسم القوات الأميركية في بغداد الكولونيل ستيفن ستوفر بأن صواريخ أطلقت من مدينة الصدرعلى المجمع الحكومي والدبلوماسي في ''المنطقة الخضراء'' وسط بغداد