الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

حبيب الصايغ ينسج قلائد شعر للوطن والأمة

حبيب الصايغ ينسج قلائد شعر للوطن والأمة
22 سبتمبر 2007 00:20
بمناسبة الذكرى الـ 34 لحرب العاشر من رمضان - السادس من أكتوبر - استضافت سفارة جمهورية مصر العربية في الدولة أمس الأول في أبوظبي الشاعر الإماراتي حبيب الصايغ في قراءات شعرية تنوعت بين القصائد الوطنية والذاتية والعمودي والنثر· في بداية الأمسية تحدث السفير محمد سعد عبيد في كلمته عن الذكرى التي استوجبت استضافة هذه الأمسية المتفردة، مذكراً بأن الحرب التي اندلعت عام 1973 والتي انتصر فيها العرب على إسرائيل سجلت فخراً ورفعة وكبرياء عربياً استطاع فيها العرب تأصيل مفاخرهم في استعادة أرضهم التي اغتصبت من قِبل اسرائيل، مذكراً أيضاً أن تلك الحرب أحدثت تغييراً كبيراً وأساسياً في مصر وفي حياة العالم العربي، والتي أعطت الفرد العربي ثقة كبيرة في الإبداع والانتصار على كل الهزائم التي عانت منها الأمة· الجذور العربية كذلك أكد عبيد أن ثقافة عربية أصيلة نشأت مع هذا الانتصار، هذه الثقافة ليست مفصولة عن جذورها العربية العميقة والممتدة الى أعمال التاريخ العربي· وباستعراض مجمل الأحداث، أشاد عبيد بالموقف البطولي والقيادي الأصيل الذي تعلمنا منه كيف نحب أمتنا وعروبتنا، وهو موقف المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان (رحمه الله) الذي سخر كل الإمكانيات في هذه الحرب· ومدّ يده ليقف مع جنده، جند الأمة العربية ليقطفوا هذا الانتصار الكبير· الموضوعات الشعرية ثم بدأ الشاعر حبيب الصايغ في قراءة منتخبات من شعره عبر مسيرة طويلة من الإبداع صنع من خلاله حبيب الصايغ اتجاهاً شعرياً تفرد به واتخذ سماته الخاصة بما يجعله متفرداً في صياغة موضوعاته الشعرية· قرأ الصايغ قصيدة ''مصر'' التي جسد فيها عروبته ونصرته للأمة العربية حين استعادت أرضها بعد زمن طويل من التراجع والخوف والخذلان، حيث قال فيها: ''أدر الحلم في الرؤوس اشتعالاً / واسكب الكأس حلوة وحلالاً / إن بين الأسماء مجد سماوات / تعالى في كونه وتعالى / وارتدى لونه المتاخم للنار / مضيئا يعملق الأجيالا· حيث تجسدت في القصيدة روح التلاحم المصري الإماراتي العربي من البحر الى البحر·· انها بحق أنشودة محبة أطلقها حبيب الصايغ استذكاراً لذكرى الانتصار· وحباً لمصر وشموخها الكبير ألقى الصايغ قصيدة بعنوان ''برج القاهرة'' يقول فيها: ''أحتاج الى تسعة ملايين قلب / حتى أنقلك من القاهرة / الى هذه الورقة/ وأحتاج أيضاً الى مئات العمال / وعشرات النجارين / وأربعة مهندسين على الأقل/ وشاعر واحد / هو - بالتأكيد - ليس أنا / لأنني لو كنت شاعراً كبيراً/ لنقلتك الى هنا في صمت / دون أية حاجة / الى إهدار كل تلك الدماء / والدموع / والعملات الصعبة''· ألم واحد ولم ينس الصايغ أن يمزج القضية العربية في وحدة واحدة في ألم واحد وقضية واحدة وهَم مشترك يحس به كل عربي أصيل، لذا فإنه اختتم هذه الأمسية بقصيدة عن ''الجواهري'' للعراق الجريح: عمري وعمرك بغداد وعشتار / أي النبيذين من أسمائه النار/ مالي من الصحو بد كي أقول دمي/ دمي شرابي، وبعض الصخر أنهار/ وبيننا الشعر مهدو/ ومنتهك/ كأن أحلامنا السوداء أشعار''· وفي خضم هذا الاستذكار اشترك في الأمسية ''محمد سمير'' الضابط والعسكري الذي أعاد لنا أسباب الانتصار الكبير بتحليل قدمه خلال الأمسية عن مسببات الانتصار وذكاء الإنسان المصري في صنع هذه الملحمة ''ملحمة العبور''، معيداً لنا ضرورات حرب الاستنزاف والأحداث التي أدت الى أن تطأ أقدام الجندي المصري الضفة الأخرى المستلبة ليؤكد شجاعته والتي لم يحسبها حتى الخبراء الذين قطعوا باستحالة العبور قبل 30 عاماً إلا أن نظريتهم أفشلها هذا الجندي البسيط، والذي يحمل قلباً لا مثيل له سوى قلوب الرجال في تاريخ الأسطورة العربية التي جابت الآفاق لنشر راية السلام والمحبة والذين لم يتعرضوا يوماً لمدني لا يواجههم في حروبهم· إنها أحلامنا البسيطة لأناس رائعين وبسطاء أكدوا ذواتهم في حب أرضهم وتقديسها، أو هي عزيمة الشعوب على المطالبة بحقوقها المغتصبة· ذكريات جميلة ومفخرة كبيرة أعادها لنا ''محمد سمير'' في حديث شيق وجميل كانت ختاماً جميلاً للأمسية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©