من طرائف المصلين

وجدتني أبحث لا شعورياً عن مسجد تقام فيه صلاة التراويح الخاطفة، وعلى مدى الأيام الماضية كنت أبحث عن الأسرع، إلى أن وجدت البارحة هذا الإمام الهندي الذي سأرشحه للفوز في مسابقة صلاة التراويح التي ستعلن جوائزها في نهاية الشهر الفضيل·· فهو يستحق الجائزة بجدارة، فهو يقرأ الفاتحة بسرعة فائقة ويُتبِعُها بآية واحدة من القرآن في كل ركعة، وهو يقسّم سورة الكوثر على ثلاث ركعات·· ولا تزيد الصلاة عن عشر دقائق في أكثر الأحوال·· وهو قال: إن ذلك مراعاة لكبار السن وللمتعبين والخاملين بسبب وجبة الإفطار الدسمة والمرهقين والصائمين المستعجلين الذين لديهم أعمال يقضونها بعد صلاة التراويح·· غير أن بعض كبار السن يشتكون من سرعة الإمام وبعضهم يشتكي من بطئه، وبعض كبار السن صاروا يتحكمون في الإمام ويأمرونه وينهونه وعندنا رجل كبير في السن له مكانة عند أهل الحي، وخصوصاً في المسجد لدرجة أن الإمام لا يقيم الصلاة إلا عندما يأمره هو، وقبل أيام تأخر عن صلاة العصر، وانتظره الناس وسألوا عنه، وتشجع بعض الشباب وطالبوا بإقامة الصلاة، فأقيمت بدونه، ووصل الرجل المسن بعد إتمام الصلاة، فخاف منه الإمام المسكين ما إن رآه وقام وأقام الصلاة مرة أخرى·· وروى لي أحدهم قصة عن مصلين ظرفاء، يقول الراوي: إن الإمام طلب من المصلين سد الفُرَج فيما بينهم في الصف وألا يدعوا فُرجة للشيطان، ولكن بعض المصلين لم يتحركوا ولم يسدوا الفُرَج وألح الإمام وأعاد إلى أن صرخ فيه أحدهم: إن كان الشيطان سيأتي في الفرجة فدعه يصلي معنا يا أخي· اللهم إني صائم ssalbadi@gmail.com