يخطــــئ من يظــــن أن النارجيلــــــة أو ما يعـــــرف بالـ «الشيشة»، لا تضر بالصحة كما تفعل السجائر، أو أنها تضر بنسبة أقل. والحقيقة العلمية الدقيقة أن «مضارها لا تقل خطورة عن مضار تدخين السجائر». وكان رئيس الجمعية الأردنية لمكافحة التدخين الدكتور زيد الكايد أشار الى أن التقارير العلمية أكدت أن «تدخين نفس واحد من النارجيلة يعادل تدخين 20 سيجارة»، محذراً مما وصفه بالفوضى العارمة للإقبال غير المسبوق على تدخينها من قبل الشباب والشابات. ونظراً لانتشار ظاهرة التدخين بالنارجيلة في أوروبا أجريت بحوث غربية عدة لمعرفة آثارها على الصحة، وتبين بحسب دراسة نشرها مركز مكافحة التدخين أن «دخان الشيشة يحتوي على 70 مادة مسببة للسرطان كما هي الحال في السجائر، كون دخانها يحتوي على النيكوتين الذي يذوب بسرعة في الدم نتيجة النشادر المفروز. كما يؤذي الجهازين العصبي والتنفسي بشكل كبير». ومما ورد في نتائج الدراسة أن «حرق السكر الموجود في خليط التبغ يفرز مواد تضر بالغشاء المخاطي». وقد أظهرت دراسة مماثلة أن النارجيلة تؤثر في شكل خطير على نمو الأجنة. و»أثناء تدخينها يمتص الجسم مواد كالزرنيخ والكروم والنيكل بكمية كبيرة. وينتج عن ذلك الالتهاب الكبدي والأمراض الفطرية وورم العينين وانتفاخ الشفاه وما يتبعها من احتمالات الإصابة بسرطان الفم والحلق». وكشفت دراسة أجراها «المركز السوري لأبحاث التدخين» على أكثر من 2000 منزل في مدينة حلب، أن نسبة مدخني النارجيلة وصلت «إلى نحو 20 ? لدى الرجال و 6? لدى النساء، فيما وصلت نسبة مدخني السجائر إلى 60 ? لدى الرجال وإلى أكثر من 24 ? لدى النساء». واعتبرت الدراسة أن «هذه النسب هي من الأعلى عالمياً، مما يؤهلها لحمل لقب الكارثة». ويقوم حالياً «المركز السوري لأبحاث التدخين» بإعداد دراسة واسعة عن آثار التدخين بالشيشة، وكيفية نشر الوعي الصحي للتخفيف من الإقبال المتزايد عليها. وتُنسّق هذه الدراسة بالتعاون مع جامعات «مونستر» الألمانية و«فرجينيا» و»ممفيس» الأميركيتين. وتشارك في تمويلها كل من «منظمة الصحة العالمية» والحكومة الكندية.
نسرين درزي
عدد اليوم
