السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

على أعتاب القيظ

8 ابريل 2016 23:03
لماذا لا يكون هناك تقليد ثقافي على غرار مهرجان العودة إلى المدارس؟ ونحن على أعتاب القيظ بعد دخولنا الصيف رسمياً، نشعر بالحنين إلى صيف إماراتي بامتياز كذلك الذي كان. صيف يخفف من حرارته طعم ورائحة «الهمبا» أي المانجو، والرطب الذي كان يجعلنا نتلذذ بطعم المقيظ في بلادنا، لكننا وعلى الرغم من عدم حدوث هذا الشيء بحذافيره، نكتفي من الغنيمة بما تمنحنا إياه اليوم حياتنا الاجتماعية من برامج تشعرنا بالحياة في فصل آخر. وعلى ذكر البرامج ليس من الضروري أن تكون هذه البرامج مأكولات كالمانجو المحلي والرطب ولكنها تأتي في إطار آخر كمهرجانات التسوق مثلاً، بينما نحن نطمح إلى برامج إضافية بطابع ثقافي. معرض كتاب صيفي هو شيء نتمناه ونحن ما زلنا فيها كما يقال، ما زلنا في عام 2016 عام القراءة، السنة التي نتمنى ألا يخفت بريقها في السنوات المقبلة ليأتي قيظ كل عام فيذكرنا بأنها ما زالت تعيش بين ظهرانينا، وبأننا شعب قارئ على مر السنين، وأن أطفالنا في فصل الصيف، وتوقف قراءة الكتب المدرسية، لا يغلقون أعينهم وأدمغتهم عن الكتاب بل يحضرون أنفسهم للتفوق من خلال اكتساب مهارات لازمة لا يوفرها المنهج الدراسي وحده. نتمنى مهرجان كتاب صيفي جاد، لا تقتصر المشاركة فيه على المكتبات التجارية بل تمتد لتشمل فتح أبواب المكتبات العامة ومكتبات الجامعات في كل إمارة، للجميع، صغاراً وكباراً، في شيء يشبه الاحتفاء بالقيظ، عبر برامج نوعية مدروسة ومخطط لها مسبقاً، تحتوي حتى على أشياء مشهية كالمسابقات والجوائز واللعب والتسلية والمتعة. معرض كتاب لا ندري لأي جهة يتبع، ولكنه يمكن أن يستمر فترة أطول من موسم الصيف والإجازات. برنامج لقراءة كتب لا تحتاج لا إلى حفظ وتسميع، ولا لحشو أدمغة، ولا إلى إدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، هذه الوسائل التي يمكن تسخيرها وعلى العكس للدعاية والإعلان عن المعرض وما فيه. طبيعي ألا تكون هذه الفعالية الصيفية بحجم ما تعودنا عليه في معارض كتبنا الدولية، وختامها مسك يأتينا من معرض أبوظبي للكتاب المنتظر الشهر الجاري، ولكنه شيء ربما يراد له أن يكون تقليداً سنوياً، يجمع ما بين الثقافة والتسلية والمتعة في هذه الفترة من السنة التي تشهد ركوداً تقليدياً وهرباً إلى داخل البيوت، بسبب ارتفاع حرارة الطقس أو السفر أو لا هذا ولا ذاك. في النهاية لماذا لا يكون مهرجان الكتاب الإماراتي الصيفي تقليداً مميزاً في حياتنا الاجتماعية، على غرار مهرجان العودة إلى المدارس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©