السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

سقطرى جزيرة للأحلام تزهو بين المحيط الهندي وبحر العرب

سقطرى جزيرة للأحلام تزهو بين المحيط الهندي وبحر العرب
21 سبتمبر 2007 02:56
هل تحلم عزيزي السير في رحلة بجزيرة الأحلام قبل أن تدخل ضمن ماراثون السباق في التصويت عليها كإحدى عجائب الدنيا السبع الطبيعية حيث تدرس اليمن ترشيح جزيرة سقطرى لهذا السباق التي يشكل أرخبيله نظاماً أيكولوجياً بحرياً مستقلاً حيث إن أهمية بيئته الفريدة والتنوع البيولوجي الهائل والفريد ذي الأهمية العالمية الذي لا يقل أهمية عن جزر جالاباجوس· وقد وصفه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة بأنه (جالاباجوس المحيط الهندي)· كما أن الجزيرة من أهم أربع جزر في العالم من ناحية التنوع الحيوي النباتي وتعتبر موطناً لآلاف النباتات والحيوانات والطيور المستوطنة وهي بذلك تعتبر أهم موطن لأشجار اللبان المشهورة في العصور القديمة، حيث يوجد في العالم بأكمله 25 نوعاً من اللبان منها(9 ) أنواع مستوطنة في جزيرة سقطرى فتعال معنا لمتابعة قصة هذا الماراثون وما تحتويه سقطرى من مخزون كمتحف للتراث البيولوجي والتنوع الحيوي المفتوح · فقد اعلن وزير السياحة نبيل الفقيه أن وزارته تدرس إمكانية ترشيح جزيرة سقطرى ضمن عجائب الدنيا السبع الطبيعية التي ستتبناها مؤسسة نيو سفن وندرز السويسرية في تصويت مفتوح عبر الإنترنت تعلن نتائجه في أغسطس من عام 2008م، وأوضح الوزير الفقيه إن وزارته كلفت فريقا للتواصل مع مؤسسة نيو سفن وندرز لمعرفة الإجراءات المطلوبة لقبول ترشيح جزيرة سقطرى ضمن العجائب الطبيعية· واكد الفقيه لصحيفة السياسية الصادرة بصنعاء أن وزارة السياحة ستقوم، في حال قبول جزيرة سقطرى بحملة دعائية واسعة النطاق لدعم حظوظ فوز الجزيرة بالتعاون مع وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) وصحيفة السياسية كراع إعلامي رئيسي للحملة الدعائية· وحددت مؤسسة نيو سفن وندرز التي يديرها السويسرى برنارد ويبر، ثلاثة معايير لدخول المنطقة المرشحة في المنافسة هي موقع طبيعي، وآثار طبيعية باقية ومنظر طبيعي ساحر· وستعلن المؤسسة السياحية لاحقا 21 موقعا لاختيار ''عجائب الدنيا الطبيعية السبع'' في تصويت مفتوح عبر الإنترنت والهاتف يتم الإعلان عن نتائجه في 8 أغسطس ·2008 وستنافس جزيرة سقطرى عجائب طبيعية أخرى على الدخول في قائمة الـ21 ، من بينها بحيرة تيتيكاكا في بوليفيا وبيرو، وشلالات إيجواثو الواقعة على الحدود بين فنزويلا والبرازيل، الى جانب قمة إفرست في النيبال· ارخبيل سقطرى يقع ارخبيل سقطرى المكون من خمس جزر مساحتها الاجمالية 3650 كليومتراً مربعاً عند نقطة التقاء المحيط الهندى ببحر العرب وعلى بعد 450 كيلو متراً من مدينة عدن، ويتميز ارخبيل سقطرى بطبيعة ساحرة وتنوع حيوي فريد يضعها على قائمة اخر مستودعات الطبيعة البكر على وجه المعمورة حسب مرفق البيئة العالمي ( جى·اف·اى) الامر الذي جعل هذه الجزر متحفاً للتاريخ الطبيعى ومرتكزاً للسياحة البيئية بلا منازع· تعد جزيرة سقطرى من أكبر الجزر اليمنية، تراها كلؤلؤة في بحر العرب، تحوي أغرب النباتات والطيور في العالم وأندرها، وهي اليوم إحدى المحميات النباتية النادرة إن لم تكن أهمها على الإطلاق حيث تزخر بطبيعة ساحرة ومناخ وبيئة، شكلت حياة متجانسة مع سكانها، فقد اطلق عليها منذ القدم أسماء كثيرة منها: ''جزيرة البخور، جزيرة اللبان، وجزيرة دم الأخوين''· ومن الأسماء التي غلب عليها الطابع الاجتماعي ''جزيرة النعيم، وجزيرة البركة، وجزيرة اللؤلؤ''· والجزر غنية جداً بالطيور والنباتات الفريدة ونتيجة لهذا التميز بعناصره الطبيعية والجغرافية والثقافية جاء اهتمام الحكومة اليمنية حيث تقدمت بطلب الى مرفق البيئة العالمي للحصول على تمويل المشروع لصون التنوع الحيوي على مجموعة جزر سقطرى وكون اليمن واحدة من الدول الموقعة على اتفاقية التنوع الحيوي العالمي فقد ساعد ذلك كثيراً على استجابة الامم المتحدة والتي تمثلت بتنفيذ مشروع صون التنوع الحيوي في سقطرى واسمه اليوم برنامج صون وتنمية سقطرى والذي عمل في الجزيرة منذ عام 1997 وتحت مظلة الهيئة العامة لحماية البيئة بصفتها الشريك الوطني للبرنامج· في الجزيرة ثلاثة فنادق صغيرة تقع جميعها في العاصمة حديبو وهي سمر لاند والجزيرة حافج والتخييم هو السبيل الوحيد للإقامة خارج حديبو إذ يمكن للزائر الحصول على مكان للمبيت وطعام جيد لدى السكان المحليين في المنطقة المراد زيارتها وخصوصا في بلدة قلنسية والقرى الرئيسية الأخرى في الجزيرة · ومنذ إعلانها محمية طبيعية قبل اكثر من عشرة اعوام اصبحت جزر سقطرى اليمنية قبلة السياحة البيئية الاولى في البلاد حيث تجتذب 70 بالمائة من حركة السياحة الدولية القادمة الى اليمن، ساعد على ذلك توفر ويسر سبل الوصول الى أن هناك بحرا وجوا بالاضافة الى وجود قدر كبير من الخدمات التي لم تكن متاحة في الماضي بعد ان ظلت سقطرى تعيش في عزلة عن العالم ولعقود عديدة· وتشير المراجع التاريخية إلى أن جزيرة سقطرى، منذ بداية الألف الأول قبل الميلاد، مثلت أحد المراكز المهمة لإنتاج السلع التي كانت تستخدم في طقوس العبادة لديانات العالم القديم وكان يطلق عليه السلع المقدسة، حيث ساد الاعتقاد بأن الأرض التي تنتج السلع المقدسة آنذاك أرض مباركـة من الآلهة ؛ لذلك كان لها حضور في كتب الرحالة الجغرافيين القدماء· وبسبب الرياح الشديدة، التي تفرض العزلة على الجزيرة والاتصال بالعالم الخارجي لمدة ستة اشهر على الأقل كل عام، احتفظت جزيرة سقطرى خلال القرون الماضية بنقاء بيئتها الأصلية التي تحوي العديد من الأحياء البرية والبحرية، خصوصا الطيور والنباتات النادرة والفريدة في العالم· وبحسب مصادر يجري حاليا دراسة انشاء ميناء جديد في احد المواقع التي تخف فيها الرياح الموسمية فيما صنف المركز العالمي لمراقبة شؤون البيئة، جزيرة سقطرى إحدى الجزر العشر الغنية في العالم بالتنوع الحيوي لاحتوائها على مائتي نوع من النباتات النادرة من أصل مايزيد عن 600 نوع نادر في العالم · وتقول الجمعية اليمنية لحماية الحياة الفطرية، إن جزيرة سقطرى وأرخبيل مجموعة الجزر التابعة لها تحوي ما يزيد عن /950/نوعاً نباتياً، منها /300/ نوع مستوطن في الجزيرة لا توجد في أي مكان في العالم؛ لذلك تشكل أهم مناطق التنوع البيولوجي في اليمن · طيور متنوعة وتشكل الطيور أحد معالم بيئة التنوع الطبيعي بجزيرة سقطرى، فبعضها يطير بالقرب من الزائر وفوق الأشجار وفي مياه البحر المحيطة بالجزيرة والوديان، ويسمع الزائر أصواتها الجميلة والمتنوعة أينما تحرك· وفي أحدث دراسة جرت في 22 موقعاً مهماً للطيور في أرخبيل سقطرى، سجلت /179/ نوعا، من الطيور /41/ نوعاً مقيماً من الطيور ومتكاثر في الأرخبيل، إلى جانب ''الحوام'' و''البوم'' وهما نوعان من الطيور يعتبران متوطنين رغم عدم البت في وضعيهما التقسيمي، ويقدر عدد كل نوع منهما بحوالي / 500/ زوج ، كما رصدت الدراسة /88/ نوعاً مهاجراً من الطيور بصورة منتظمة، و/50/ نوعا متشرداً· وكشفت دراسة أعدتها منظمة حماية الطيور الدولية، بالتعاون مع مجلس حماية البيئة، عن احتواء أرخبيل سقطرى /13/ نوعاً مستوطناً من الطيور لا توجد في أي مكان آخر من العالم، منها ما يسمى بطير ''أم السعيد'' وهو يشبه إلى حد ما الصقر· ويشير الدكتور صغير أمين عام الجمعية اليمنية لحماية الحياة الفطرية من جانبه، إلى أن العصفور الدوري السقطري'' احتل المرتبة الأولي من حيث الكثافة العددية التي تم إحصاؤها في الأرخبيل، والتي بلغت أكثر من /200/ ألف طائر، وجاء ''التمير السقطري'' ثانياً بأكثر من /30/ ألف طائر، ثم ''المغرد السقطري'' بحوالي /20/ألفاً، ثم ''السواديه السقطرية'' بحوالي /14/ ألف طائر، يليها ''الهازجة'' و''الدرسة''السقطريان، اللتان تعتبران من أندر أنواع الطيور في أرخبيل سقطرى وأقلها انتشاراً، بواقع ،3000 و1000 طير على التوالي· وتعد طيور النورس المهاجرة للجزيرة من أقصى الشمال، خصوصا أصفر الساقين، أكثر شيوعا في سقطرى، وتزداد أعداد أنواع الخرشنات العابرة من أقصى الشمال خلال فصل الشتاء، كما يكثر في ارخبيل سقطرى شيوع طيور أبلق الصحراء والأبلق الأشهب وهما نوعان من الطيور البرية المهاجرة خلال فصل الشتاء· ويكتمل جمال المنظر بطير يُطـلـق عليه اسم ''المنظف'' أو ''البلدية'' تحل بجانب الزائر إذا قرر الاستراحة في مكان ما في الجزيرة لتناول طعامه، حيث تقوم بالتهام المخلفات التي يرمي بها الزائر من فضلات طعامه· ومن الحيوانات التي توجد في الجزيرة ويستثمرها السكان ''قط الزباد'' وهو حيوان متوحش لا يأكل اللحوم، لكنه يتغذى على التمر ودم الدجاج، ومن فوائده الاستثمارية إنه مصدر لمادة الزباد، وهي مادة ذات رائحة طيبة كالمسك تستخدمها النساء إلى جانب روائح البخور والعود، فبعد أن يتم استخراج الزباد من القط السقطري، يجري إطلاق سراحه فيهرب متخفيا بين الأشجار ومزارع النخيل، ليعاد اصطياده بعد فترة لاستخراج الزباد مرة أخرى· تنوع بيولوجي ولان جزيرة سقطرى تعتبر متحفاً للتاريخ الطبيعي بما تحتويه من تنوع بيولوجي نادر، تحظى باهتمام كبير من قبل الحكومة للاستفادة من مخزونها المتنوع ومن خصائصها الطبيعية ومزاياها الاقتصادية، التي تشكل مقومات فريدة للجذب السياحي، الى جانب الاهتمام العالمي الذي تحظى به الجزيرة من قبل منظمة (اليونسكو) والهيئات الدولية المهتمة بالبيئة، وينصب هذا الاهتمام بدرجة رئيسية في الحفاظ على الجزيرة كجوهرة طبيعية حيث تم إعلانها ومجموعة الجزر التابعة لها محمية طبيعية لخدمة البشرية· كما يتجلى الاهتمام الدولي في ''مشروع حماية التنوع البيولوجي في الجزيرة والأرخبيل التابع لها'' من أي تدهور قد يحدث في البيئة الطبيعية للجزيرة، بسبب زيادة وتيرة النمو الاقتصادي والسكاني، وذلك من خلال تنفيذ العديد من مشروعات حماية الأنواع والمواقع الحساسة بيئياً، بما يكفل استدامة التنمية بشكل متوازن للحفاظ على مناطق المحميات الطبيعية· ويعد مشروع صون التنوع الحيوي في الجزيرة امتداداً لسلسة من البرامج والمشاريع التي تقوم بها الحكومة للحفاظ على هذا التنوع الفريد، والذي جعلها تزخر بكم هائل من المحميات الطبيعية والتي تصل الى نحو 39 محمية منها 27 محمية بحرية ساحلية و12 محمية برية أهمها محمية (سكنت) التي تضم ما نسبته 70-80% من التنوع الحيوي الذي تحويه الجزيرة· ويرتبط اهالي سقطرى بعلاقات حميمة مع ابناء دولة الإمارات العربية المتحدة الذين يزورون الجزيرة باستمرار كما أن الأهالي يكنون مشاعر فياضة من الحب والتقدير لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' على عطائه السخي لهم امتدادا للأيادي البيضاء التي خلفها المرحوم الشيخ زايد ''رحمه الله'' خصوصاً في مجالات الرعاية الصحة والتعليم·
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©