الرقيب

يترادف اسم الله الرقيب مع اسمه الشهيد فكل منهما يدل على إحاطة الله بكل شيء فهو يسمع المسموعات ويبصر المبصرات ويعلم احوال جميع الموجودات الجلية والخفية وتقول د· الهام محمد شاهين -استاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة-: خلق الله تعالى الكون لغاية جليلة وهدف نبيل وهو تحقيق العبودية له وحده جل شأنه ومن أجل استقرار أمر الكون بما فيه من سماوات وارضين ومخلوقات وموجودات يراقب الله تعالى هذا كله بحكمة وقدرة الهيه فالله تعالى موجود في كل شيء وهو رقيب وعالم وقادر ولأنه رقيب لخلقه عليم بما ينفعهم وما يضرهم كان اسمه الرقيب وهو الحافظ لكل شيء والذي لا يخفى عنه أي شيء في السماء والارض فله - جل شأنه - الرقابة المطلقة على كل ما في الكون لأنه سبحانه وتعالى قادر على كل شيء إنما أمره اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون· والرقيب في اللغة هو المنتظر والراصد ويقال للملك الذي يكتب اعمال العباد رقيب وقال تعالى: (ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد) والله تعالى رقيب بصفة مطلقة لانه يرى أحوال العباد ويعلم أقوالهم ويحصى أعمالهم ويحيط بمكنونات سرائرهم وهو تعالى جل شأنه الرقيب أي الذي لا يغفل عن خلقه طرفة عين ولا يعزب عنه من أمرهم شيء يشهدهم ويحفظهم سبحانه لا تأخذه سنة ولا نوم وهو على كل شيء قدير وقال تعالى:(وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد) (المائدة: 117) كما وصف الله تعالى نفسه بانه رقيب على كل شيء في قوله عز وجل: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام ان الله كان عليكم رقيبا) وقال عز وجل ايضا: (وكان الله على كل شيء رقيبا)· وتضيف د· الهام: واسم الله الرقيب يدل على ذات الله وعلى صفة الرقابة بدلالة المطابقة وعلى احدهما بالتضمن ولم يرد هذا الوصف نصا في السنة النبوية اذ انه ورد بالمعنى عند ابي داود وصححه الالباني من حديث ابي هريرة قال: كان رجلان في بني اسرائيل احدهما يذنب والاخر مجتهد في العبادة فكان المجتهد يرى الاخر على الذنب فيقول اقصر فوجده يوما على ذنب فقال له اقصر فقال: خلني وربي ابعثت عليّ رقيبا فقال: والله لا يغفر الله لك او لا يدخلك الله الجنة فقبض الله روحيهما فاجتمعا عند رب العالمين فقال لهذا المجتهد: اكنت بي عالما أو كنت على ما في يدي قادرا وقال للمذنب: اذهب فادخل الجنة برحمتي وقال للاخر: اذهبوا به الى النار قال أبوهريرة: والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته·