السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسك وياس

21 سبتمبر 2007 02:45
يستحق شهر رمضان الشكر·· ففيه تتضح الرؤية وتزال الأقنعة ويكشف ما توارى عن العيون فترة طويلة بفعل تلك الأكوام المكومة من مساحيق انتهت صلاحيتها وأكل الدهر عليها وشرب·· كانت الفتاة - البعض بالطبع - قبل رمضان تذهب إلى الدوام بماكياج كامل، وكأنها ذاهبة إلى حفلة زفاف، ولا أعرف حقيقة متى تنهضن من نومها لإكمال عدتها·· فمن كانت تداوم الساعة السابعة فأغلب الظن أنها تنهض من نومها في الساعة الرابعة والنصف·· وبعد الصلاة تبدأ باحتفاليتها واختيار الألوان المناسبة للعدسة التي ستلبسها ولون الشنطة والتنورة التي تخرج من بين أطراف العباءة·· ودائماً ما تتحجج بأنها تريد تقديم صورة جيدة للشركة التي تعمل بها، لكن تعال وانظر إليها الآن·· انقلب الوضع من حال إلى حال وخرجت بوجهها الشاحب بعدما نهضت قبل الدوام بنصف ساعة، واختفت الابتسامات الموزعة بكل مكان لتحل محلها نظرة خاطفة للوجوه وتكشيرة كبيرة مرسومة على المحيا·· وكأنها في عزاء أو أن مصيبة كبيرة حلت عليها·· وتناست تلك الصورة الطيبة التي تنادي بها عن عملها· والعجيب أن بعضهن يُمنعن من الدخول لوقوع اشتباه فيهن·· فلم يعتد الموظفون على رؤية هذا الوجه الخالي من الألوان والأصباغ والمليء بالخمول والغضب والشحوب·· لا تستغربوا.. فهذا الكلام حقيقي وألقوا نظرة فاحصة على الأخوات سترون أن ما يقال لا يفي حق هذه الظاهرة الغريبة·· والأعجب من هذا الأمر هو اتخاذ بعض الموظفات لرمضان كفرصة لأخذ إجازاتهن السنوية ''الناس يعتقدون أنها ستأخذها للعبادة'' ولكن مخططاتها عكس ذلك تماماً·· فهي تريد الابتعاد عن هذا الوضع الذي يجعلها تتخلى عما تحب وضعه على وجهها·· ولكي لا تسمح للغير برؤية حقيقة القشور التي كانت تحتمي تحتها· * آخر الكلام: (لا نريد استفزاز أخواتنا الموظفات، فأنا لم أكن أقصدهن بصفة الجمع·· ولكن هناك حالات مفردة يقع عليها الكلام·· وكل عام وأنتم بخير)· أفراح جاسم Afrah.jasem@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©