الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكريم

الكريم
19 سبتمبر 2007 22:22
يعطي الله كل محتاج حاجته وكل سائل مسألته فعنده خزائن الارض وهو مالك الملك وهو يعطي بلا حساب ودون أن ينتظر أي مقابل لانه الكريم جل شأنه وتقول د· سلوى عبدالرحمن يونس -أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر- اسم الكريم مشتق من صفة الكرم، والكريم من الناس هو من يحسن مقابلة الناس ويحسن التعامل معهم وإذا لجأ اليه احد وجد عنده الاستجابة والرضا فهو يعطي كل واحد مسألته، واذا كان هذا هو المتصور في دنيا الناس فإن الامر يختلف بالنسبة لله تعالى الكريم إذ انه هو الكرم ذاته ما لجأ اليه عبد يسأل عن حاجة من حوائج الدنيا والآخرة الا وجد عنده حاجته والقدرة على تحقيقها له فسبحانه جل شأنه الكريم، أمره بين الكاف والنون فإذا أراد شيئا فانما يقول له كن فيكون وذلك عليه يسير ومن هنا كان اسمه الكريم فهو الذي يعطي بلا حدود ولا ينتظر أي مقابل سوى شكر وحمد العبد له، وهذا الشكر والحمد يقابله الله تعالى بكرم أكبر وهو إثابة الشاكرين والحامدين بثواب عظيم على حمدهم وشكرهم فهو -جل شأنه- الكريم المطلق· وتضيف د· سلوى: والله تعالى كريم لأنه إذا وعد وفى وإذا أعطى زاد على منتهى الرجاء ولا يبالي كم أعطى ولمن أعطى ولا يضيع من لاذ به والتجأ اليه ويغنيه عن الوسائل والشفعاء فمن اجتمع له جميع ذلك فهو الكريم المطلق وذلك هو الله تعالى، وهذه الخصال قد يتجمل العبد باكتسابها ولكن في بعض الأمور ومع نوع من التكلف فلذلك قد يوصف بالكريم ولكنه ناقص أمام الكريم المطلق وكيف لا يوصف به العبد وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ''لا تقولوا لشجرة العنب الكرم فإن الكرم هو الرجل المسلم'' وفي رواية أخرى: ''لا تقولوا الكرم ولكن قولوا العنب والحبلة'' وقيل إنما وصف شجر العنب بالكرم لانه لطيف الشجرة طيب الثمرة سهل القطاف قريب التناول سليم من الشوك والاسباب المؤذية بخلاف النخل وتوضح د· سلوى أن حظ العبد من هذا الاسم ان يحسن الى غيره ويعفو عمن أساء له مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قريش عند فتح مكة وعندما قالوا له: أخ كريم وابن أخ كريم فقال: اذهبوا فأنتم الطلقاء فليس الكرم في تقديم الطعام والشراب وحسن الاستقبال إنما الكرم في المعاملة وهذا هو منهج الاسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©