موسكو تحذر من نتائج كارثية لأي ضربة ضد إيران

سعت فرنسا امس الى تنفيس حالة التوتر التي اثارتها تحذيراتها بشأن الحرب مع ايران، حيث اتهم وزير الخارجية برنار كوشنير امس وسائل الاعلام بالتلاعب في تصريحاته وقال بعد محادثات من نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو ''يقولون كوشنير يريد الحرب لكن هذا ليس صحيحا··هذا تلاعب··انا لا اريد الحرب وانما اريد السلام''، واضاف ''لقد طرحوا علي السؤال ماذا يعني انتظار الأسوأ فأجبت انه سيكون الحرب ولم اقل ان الافضل سيكون الحرب··الحرب ليست على وشك الحدوث غدا ولا اريد ان يقال انني مولع بالحرب ورسالتي كانت رسالة سلام وجدية وتصميم لكن علينا ايضا ان نكون واقعيين''· مشددا على ضرورة بذل كل جهد ممكن لتجنب الحرب والتفاوض والتفاوض والتفاوض من دون توقف ومن دون الخوف من التراجع والعمل في الوقت نفسه على وضع عقوبات فنية لا تستهدف الشعب الايراني مطلقا· وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية باسكال اندرياني ان تحذيرات كوشنير تقع ضمن الخط الذي حدده الرئيس نيكولا ساركوزي نهاية اغسطس حين حذر من بديل كارثي القنبلة الايرانية او قصف ايران، واضافت ان باريس تريد لهذا السبب اقناع الايرانيين بالامتثال لواجباتهم الدولية ولا سيما تلك المتعلقة بوقف تخصيب اليورانيوم· فيما اعرب لافروف عن قلقه لتصريحات كوشنير حول مخاطر الحرب، محذرا من مخاطر اعتماد الخيار العسكري ضد ايران مذكرا بهذا الصدد بما نتج عن التدخل الاميركي في العراق، كما عارض فرض عقوبات من طرف واحد خارج اطار الامم المتحدة، وقال ان روسيا قلقة لورود تقارير تفيد انه يتم النظر جديا في فرض عقوبات عسكرية على ايران ومن الصعب تصور ما سيكون انعكاس ذلك على المنطقة، متسائلا ''ما جدوى عقوبات احادية ان كنا اتفقنا على العمل جماعيا؟''· وحذر نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر لوسيوكوف بدوره من ان اي تدخل عسكري اميركي محتمل في ايران سيكون خطأ سياسيا مع نتائج كارثية، وقال في مقابلة مع صحيفة ''فريميا نوفوستي'' ''ان قصف ايران سيكون خطوة سيئة وستؤدي الى نتائج كارثية ومؤسفة''، واعرب عن الامل في عدم تصعيد التوتر في هذه المنطقة على الاقل قبل انتهاء قمة الدول المشاطئة لبحر قزوين (اذربيجان وكازاخستان وتركمانستان وروسيا وايران) التي ستعقد في 16 اكتوبر في طهران، واضاف ''لا اعلم ما اذا كان الاميركيون سيقصفون خلال انعقاد قمة بحر قزوين··اعتقد انهم سيمتنعون عن ذلك والا سيواجهون مشاكل خطيرة''، واضاف ''نحن مقتنعون بانه لن يكون هناك حل عسكري للمشكلة الايرانية ومن المستحيل ذلك''· لكن مع ذلك لم يستبعد لوسيوكوف احتمال اجلاء الخبراء الروس الذين يعملون في بناء المحطة النووية في بوشهر، وقال ''بما ان الوضع في ايران صعب لدينا خطط لإجلاء خبرائنا ولكن اعتقد ان القوة لن تستعمل··بالتأكيد لا يمكن ان تعرف ما تفكر به الولايات المتحدة ولكن تدخلها العسكري في ايران سيكون خطأ دبلوماسيا وسياسيا''· وعبرت الصين بدورها عن معارضتها للتهديدات المستمرة بالتدخل العسكري ضد ايران، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية جيانغ يو ''اننا نعتقد ان المفاوضات الدبلوماسية تبقى الوسيلة الفضلى لتسوية المشكلات ونعارض التهديدات المستمرة باللجوء الى القوة في الشؤون الدولية''· فيما نأت المفوضية الاوروبية بنفسها عن تصريحات كوشنير التي طالب فيها بالاستعداد للدخول في حرب مع إيران، وقالت متحدثة باسم المفوضية في بروكسل إن المفوضية تدعم بشكل كامل وتام مساعي المنسق الاعلى للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا للوصول إلى حل عن طريق التفاوض· ورفض سولانا ايضا اعلان موقف ازاء احتمال فرض عقوبات اوروبية على ايران خارج اطار الامم المتحدة، موضحا انه لم يتم تقديم اي عرض بشكل رسمي· الى ذلك، قالت الولايات المتحدة مجددا امس إنها تسعى لاتخاذ إجراءات دبلوماسية في الأزمة مع إيران بخصوص برنامجها النووي، واوضحت المتحدثة دانا بيرينو ''نحن نعتقد أن ثمة حلا دبلوماسيا ونعمل مع الفرنسيين وبقية الاتحاد الاوروبي لمواصلة الضغط على ايران حتى تفي بالتزاماتها بموجب قررات مجلس الامن''· فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك ردا على سؤال حول ما إذا كانت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وكوشنير سيناقشان إمكانية القيام بعمل عسكري مشترك ضد ايران عندما يجتمعان في واشنطن الجمعة ''أتوقع أن تدور المناقشات بأكملها حول النشاطات الدبلوماسية''· فيما جدد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التأكيد على وجوب حل ازمة الملف النووي الايراني وسائر المشاكل الدولية بشكل سلمي عبر الحوار، وقال في مؤتمر صحافي ''من حيث المبدأ كل المسائل العالقة وأيا كانت يجب ان تحل بالحوار بشكل سلمي··هذا مبدأ هام للغاية في الامم المتحدة''· واعلن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من جانبه انه لا يأخذ تحذيرات من نشوب حرب مع ايران على محمل الجد، وقال بعد ان ألقى كلمة في البرلمان ''اننا لا نأخذ هذه الاقوال على محمل الجد··التصريحات الاعلامية تختلف عن المواقف الحقيقية''· ورفض الادلاء بأي تعليق آخر على الموضوع· فيما ذكرت وكالة الانباء الايرانية ان عبد الرضا رحماني فضلي مساعد امين المجلس الاعلى للامن القومي علي لاريجاني طلب امس من الحكومة الفرنسية مراجعة موقفها، وقال ان تصريحات كوشنير مرفوضة بالنسبة للايرانيين وعلى المسؤولين الفرنسيين اجراء تقييم حقيقي ومنطقي للوضع· وحذر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى الايراني علاء الدين بوروجردي من انه اذا استمرت الحكومة الفرنسية في موقفها غير المنطقي حيال ايران فإن البرلمان سيقر اجراءات شديدة ضد باريس، واضاف ''من غير المفيد في ظل مثل هذه المواقف اقامة حركة تجارية بقيمة مليارات اليورو مع فرنسا··على باريس ان تقدم اعتذارات الى الشعب الايراني''·