الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الله الحسنى (الجليــــل)

أسماء الله الحسنى (الجليــــل)
18 سبتمبر 2007 22:15
الله تعالى -جل جلاله- الجليل الذي اتصف بالكمال المطلق، ولهذا كان هو الجليل المطلق الذي تنزه عن الشريك والشبيه والنظير· يقول د· أحمد محمود كريمة -أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر: الجليل اسم اجتمعت فيه آيات العظمة والمهابة والكمال والجمال، وهذا كله لا يتحقق بصفة مطلقة إلا لله تعالى وحده، فهو الذي تنزه تنزيها تاما عن الشريك والشبيه والمثيل والنظير، وتعالى -جل شأنه- علوا كبيرا عن كل ما لا يليق بذاته وصفاته وأفعاله، وهو الذي يعز من قصده بإغنائه عن سائر خلقه، ويذل من سأل غيره واعتقد أنه ينفعه ويضره، وهو الذي جل قدره في قلوب العارفين وعظم في نفوس المحبين· كما أن اسم الجليل يشعر المحبين بعظمة مقام الحب الإلهي في نفوسهم· ومن معاني الجليل ألا تدركه الأبصار أو تحيط بكنه ذاته وصفاته الأفهام، ولم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم، ولكن وردت مادته في سورة الرحمن مرتين: الاولى في قوله تعالى: (ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)· والثانية في قوله عز وجل: (تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام)· وفي اقتران الإكرام بالجلال اعتدال الميزان بين خوف العبد من عذاب الله ورجائه في مغفرته، فهذا الاسم -الجليل- يشعر بالمهابة والخوف فكان من رحمة الله تعالى أن قرن عفوه بعقوبته، فجعل هذا الوصف ملازما، فهو ذو الجلال والإكرام معا، فجلال الجليل -سبحانه- كمال وجمال، وإكرام وجلال· ويضيف د· كريمة: والجليل هو الموصوف بنعوت الجلال، وهي الغنى والملك والتقديس والعلم والقدرة، وغيرها، فالجامع لها جميعا هو الجليل المطلق والذي هو الله تعالى فقط، وإذا كان اسم الله الكبير يرجع الى كمال الذات، فإن الجليل يرجع الى كمال الصفات، بينما العظيم يرجع الى كمال الذات والصفات معا، وهذه الاسماء جميعا منسوبة الى ادراك البصيرة، بحيث تستغرق البصيرة ولا تستغرقها البصيرة، وصفات الجلال اذا نسبت الى البصيرة المدركة لها سميت جمالاً، ويسمي المتصف بها جميلاً، وكما ان الله تعالى جليل مطلق فهو جميل مطلق ايضا، لأن كل ما في العالم من جمال وبهاء وحسن فهو من أنوار ذاته وآثار صفاته جل شأنه، وليس في الوجود موجود له الكمال المطلق سواه· أما الجليل والجميل من العباد فهو من حسنت صفاته الباطنة التي تستلذها القلوب البصيرة، وكل جليل وجميل محبوب ومعشوق عند مدرك جماله وجلاله، ولذلك كان الله تعالى محبوبا عند العارفين والمدركين لجلاله وجماله كما تكون الصورة الجميلة الظاهرة محبوبة عند المبصرين لا عند العميان·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©