السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حليمة السعدية مرضعة سيد الخلق

حليمة السعدية مرضعة سيد الخلق
16 ابريل 2009 22:51
«حليمة» بنت أبي ذؤيب السعدية مرضعة سيد الخلق محمد - صلى الله عليه وسلم – التي شهدت بدايات طفولته، ثم أعادته إلى والدته بعد حادث غريب جعلها تخشى عليه. وعندما رآها الرسول - صلى الله عليه وسلم – بعد بعثته، فرح بها فرحا شديدا واستقبلها بكل ترحاب قائلا : أمي أمي ثم خلع لها رداءه وبسطه تحتها. وكان- رسول الله صلى الله عليه وسلم – قد ولد يتيما، ومن عادات وشيم العرب آنذاك انه إذا ولد لهم ولد التمسوا له المراضع في غير قبيلتهم ليكون أنجب للولد وأفصح له، وكانت «ثويبة» جارية عبدالعزي عم النبي صلى الله عليه وسلم أول من أرضعه· وأخذت آمنة «محمدا» وهو ما زال رضيعا من جده عبدالمطلب وأقبلت تحنو عليه في انتظار المراضع من البادية، وكان الإرضاع وظيفة في العصر الجاهلي، واسترضع له جده امرأة من بني سعد بن بكر يقال لها «حليمة» بنت أبي ذؤيب فكانت أمه من الرضاع، ولكن محمدا -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أب تنتظر عطاياه فتزهدت فيه المراضع ورفضته وتطلعن إلى غيره، وكان صلى الله عليه وسلم يرجع فصاحته المعجزة إلى منبته قال أبو بكر: ما رأيت أفصح منك يا رسول الله؟ فقال له -صلى الله عليه وسلم- ما يمنعني؟ ولدت في قريش وأُرضعت في بني سعد· وتقول الدكتورة إصلاح عبدالحميد أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة عين شمس: كان إرضاع حليمة السعدية لمحمد -صلى الله عليه وسلم- خيرا وبركة على أسرتها كلها، وتقول حليمة خرجت مع زوجي وابن لي صغير في عشر نسوة من بني سعد يطلبن الرضعاء في سنة شهباء جدباء وما كنا ننام ليلنا أجمع من بكاء صبيتنا من الجوع ما في ثديي ما يغنيهم ولكنا نرجو الغيث والفرج· وقالت حليمة: قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة إلا وقد عرض عليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى تأباه إذا قيل لها أنه يتيم، وذلك إنا كنا نرجو الخير من أبي الصبي، فكنا نقول «يتيم» وما عسى أن تصنع أمه وجده فكنا نكره لذلك· وتقول حليمة: فما بقيت امرأة قدمت معي إلا أخذت رضيعا غيري، فلما أجمعنا الانطلاق قلت لزوجي والله أنني لأكره أن أرجع من بين صواحبي ولم أخذ رضيعا والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم لأخذه فقال لها: لا عليك عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة· فإذا هو -صلى الله عليه وسلم- مغطى بصوف أبيض وتحته حريرة خضراء يغط في نومه تفوح منه رائحة المسك، فأشفقت أن أوقظه من نومه لحسنه وجماله فوضعت يدي على صدره ففتح عينيه وتبسم ضاحكا إلىّ فخرج من عينيه نور حتى دخل خلال السماء وأنا أنظر فقبلته بين عينيه وأخذته ورجعت به إلى رجلي، فما وضعته في حجري حتى أقبل عليه ثدياي بما شاء من اللبن فشرب حتى شبع وشرب معه أخوه حتى شبع ثم ناما وما كنا ننام قبل ذلك، وقام زوجي إلى الشاه التي معنا وحلب منها وشرب وشربت معه حتى انتهينا رياً وشبعنا فبتنا بخير ليلة· وقالت حليمة: قال لي زوجي: اعلمي يا حليمة والله لقد أخذت نسمة مباركة فقلت: والله أني لأرجو ذلك· وكانت وفرة الخير والبركة تأتي حليمة حين عودتها إلى منازلها في بلاد بكر بن وائل الشهباء· وقالت حليمة: بعد قدومنا بأشهر وقع له أمر أخافنا وأقلقنا وهزنا، فلقد خرج ذات صباح مع أخيه في غنيمات لنا يرعيانها خلف بيوتنا فما هو إلا قليل حتى أقبل علينا أخوه يعدو وقال: أدركي أخي القرشي فقد أخذه رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاه وشقا بطنه قالت: فخرجت أنا وأبوه من الرضاع فوجدناه قائما ممتقعا وجهه فالتزمته· وهنا قالت له حليمة: مالك يا بني - قال صلى الله عليه وسلم: جاءني رجلان عليهما ثياب بيض فأضجعاني وشقا بطني فالتمسا فيه شيئا لا أدري ما هو· وقالت حليمة: فلما بلغنا ما حدث التفت إلى زوجي وعيناه تدمعان ثم قال يا حليمة لقد خشيت أن يكون هذا الغلام قد أصيب فألحقيه بأهله قبل أن يظهر ذلك به فإنهم أقدر منا على ذلك· قالت: فحملناه فقدمنا على أمه· فقالت: ما أقدمك وقد كنت حريصة عليه وعلى مكثه عندك؟ قلت لقد قوي عوده واكتملت فتوته وقضيت الذي علي نحوه وتخوفت عليه من الأحداث فأديته إليك كما تحبين· قالت لها آمنة: أصدقيني خبرك وما زالت تلح عليها ولم تدعها حتى أخبرتها بما وقع له فهدأت ثم قالت لها: هل تخوفت عليه الشيطان يا حليمة؟ قالت لها نعم قالت لها آمنة: كلا والله ما للشيطان من سبيل وأن لبني شأنا: فهل أخبرك خبره قالت لها: بلى قالت: رأيت حين حملت به وحين ولدته نزل واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ثم قالت لها دعيه عنك وانطلقي راشدة جزيت عنه وعنا خيراً· فانطلقت حليمة مع زوجها محزونين أشد الحزن على فراقه وقد عاشت حليمة السعدية حتى بلغت من العمر عتيا ثم رأت الطفل اليتيم الذي أصبح رسولا للبشرية مرشدا لها، فآمنت به وصدقت بالكتاب الذي أنزل عليه· فما أن رآها -صلى الله عليه وسلم- حتى استطار بها فرحاً وسروراً وطفق يقول: أمي أمي ثم خلع لها رداءه وبسطه تحتها وأكرم وفادتها أبلغ الإكرام وعيون الصحابة تنظر إليه وإليها في غبطة وإجلال· حكم العمولة التي يأخذها الموظف أخذت مالاً على أساس أنه عمولة، وذلك دون علم مديري وكنت قد اتفقت على ذلك بيني وبين الشخص الذي أتعامل معه، حيث كان يقدمها لي شخصياً، فقد كان يعطيني بسعر ويكتب في الفاتورة سعرا آخر، مثلاً كان يعطيني بمبلغ 40 درهماً ويكتبهابـ50 درهماً، حسب السعر الذي كان يعمل به في محل الطباعة مع الزبائن الآخرين، علماً بأنه كان يقول لي: هذا بيني وبينك أي من مكتب الطباعة. أفيدوني وإذا كان هذا حراماً فدلوني، كيف أتوب من هذا الذنب وماذا أفعل في ما فعلته سابقاً؟ أجاب عن هذا السؤال المركز الرسمي للإفتاء بالدولة قائلاً: لا يجوز أخذ هذه العمولة، إلا إن أذن لك مديرك، وهذا المال من حق الشركة التي تعمل لصالحها وعليك إعادته إليهم، سواء بشكل مباشر أم غير مباشر. فالمبالغ التي أخذتها من مكتب الطباعة سواء أكانت هدية من المكتب أم عمولة تقدم لك بسبب تعاملك مع هذا المكتب حصراً دون غيره من بقية المكاتب؛ هذه العمولة لا تحل لك ولا يجوز أخذها إلا بإذن ورضا صريح من مديرك المسؤول عنك؛ لأن هذه المبالغ إن كانت هدية، فالهدية للموظفين لها ثلاث حالات: الحالة الأولى: أن يمنعها ولي العمل، أو المسؤول عن الشركة أو رئيسها أو مديرها، وفي هذه الحالة لا يجوز أخذها لوجوب طاعته، وللحديث الذي رواه البخاري:«المسلمون عند شروطهم». فإن شرط على موظفيه عدم قبول الهدايا التي تقدم إليهم، لزمهم الالتزام بالشرط، وفي ذلك يقول - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ - رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:« هَدَايَا الْعُمَّالِ غُلُولٌ». الحالة الثانية:أن يسمح لهم المسؤول بقبول الهدايا: فعند ذلك يجوز أخذ الهدية شريطة ألا يؤدي ذلك إلى التغاضي عن عيب، أو السكوت عن حق، أو المحاباة والمداهنة لمن بذل الهدية. الحالة الثالثة: ألا يكون هناك سماح أو منع: فالأصل فيها المنع، وأن لا تقبل الهدية، وذلك سداً للذريعة، وحتى لا تكون سبباً في مداهنة أو محاباة على حساب العمل أو صاحبه. وقد روى البخاري ومسلم عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: «اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ، فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ، قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلَا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا! «، ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَانِي اللَّهُ فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي،! أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ! وَاللَّهِ: لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ أَوْ شَاةً تَيْعَرُ ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ بَصْرَ عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي». فإن كانت عمولة -وقد سميتها كذلك - فلا يجوز للموظف العمل لصالح جهة أخرى أثناء دوامه، وليس له أن يحصر تعامله مع طرف بعينه بمقابل مادي، إلا بعد استئذان جهة العمل، فإن لم يأذنوا لم يجز له المقابل الذي دُفع له، والمال المتحصل سابقاً من حق الشركة التي تعمل بها، وينبغي أن يعود إلى الشركة. والله أعلم.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©