الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مفتي مصر: الرسول أمرنا بحماية حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد

مفتي مصر: الرسول أمرنا بحماية حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد
16 ابريل 2009 22:50
أكد الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية أن الإسلام سبق الغرب وجميع الأعراف والقوانين الدولية في إقراره الحفاظ على حقوق الإنسان وسلامة البيئة· وحذر من تفاقم المشكلات البيئية في العالم وما يترتب عليها من مخاطر تهدد الكائنات الحية مؤكداً أن المسلمين عبر حياتهم كانوا يتعاملون معاملة صالحة مع البيئة اقتداءً بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم. وقال في محاضرة بالقاهرة بعنوان «البيئة والحفاظ عليها من منظور إسلامي» إن التناول الغربي لقضية البيئة، يقوم على الرؤية الكلية التي يجب أن ينبثق منها التعامل مع البيئة، والرؤية الكلية مبناها عندهم المصلحة والعمل على المعاش فقط، وإذا رجعنا إلى النظرة الكلية للإسلام حول البيئة نجد أن أساسها الإيمان بالله سبحانه وتعالى والصور التي أكدها الله - سبحانه وتعالى - وذكرها في كتابه العزيز، ووضحها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سنته المشرفة، وصارت جزءاً لا يتجزأ من رؤية المسلم للكون والحياة· وأضاف: أول عنصر في البيئة هي الرؤية، فيجب أن نسأل عن الرؤية الكلية في الإسلام حول البيئة كيف هي، وثاني عنصر هو العمل والتعامل مع البيئة كيف يكون؟ موضحا أن هناك مجموعة من الأحكام والمبادئ والتصرفات التي يجب أن يتعامل بها المسلم للمحافظة على البيئة، ومن جمال هذا الدين أنه يعلم العالمين والناس جميعاً ما يحفظ به فطرة الإنسان وما يحفظ به كون الله، وما يجعله يعمر هذا الكون باعتباره رسالة إلهية· وأضاف الدكتور علي جمعة أننا نؤمن بأن الله خلق هذا الكون وجعل مراده فيه، الإيمان بالله، وعمارة الأرض، وتزكية النفس، فقد وصف الله سبحانه نفسه بما لم يصفه في أي دين آخر عندما قال: (قل هو الله أحد. الله الصمد. لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد) وهو أساس الإيمان وقال تعالى: (·· إني جاعل في الأرض خليفة» البقرة 30، ويقول تعالى: «هو أنشأكم» أي طلب عمارة الأرض، (قد أفلح من زكاها· وقد خاب من دساها) الشمس 9· مشيراً إلي الهدف من ذلك هو عبادة الله تعالى وعمارة الأرض (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)، والعبادة لله وحده من عمارة الكون وتزكية النفس وهذه تعتبر من الرؤية الكلية، ولو أننا تعاملنا بهذا المنظور في مجال البيئة فإن الأمر يكون في غاية الوضوح، لأن العلاقة بين الإنسان والكون علاقة عمارة. تسبيح الكون وقال: إن عقيدة المسلمين ورؤيتهم الكلية توضح أن هذا الكون يُسبح لله تعالى، وإن الإنسان مطلوب منه أن يذكر ربه، مشيراً إلى أن الله تعالى قد سمى القرآن ذكراً (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)، (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات)، فالمسلم يذكر ربه ويدعوه ويلجأ إليه، والكون يسبح معك أو أنت تسبح مع الكون· (وإن من شيء إلا يسبح بحمده)· وأضاف أن الكائنات بهذه الكيفية تسجد لربها، وكأنه يجب على المسلم أن يحترم هذه الأشياء وخاصة الجماد والسماوات والأرض لأنها عابدة لله - سبحانه وتعالى - وانها تسجد له·· و(النجم والشجر يسجدان)· وقال تعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولاً) الاحزاب 72· أي أن الأمانة عرضت على السماء والأرض، وهذا يدل على أن كل شيء يسجد ويسبح لله وكل شيء يتفاعل، وبالتالي فإن هذا الدين يؤكد الأسس التي لم يصل إليها أحد من البشر حتى الآن في تعاملنا مع هذه البيئة وهذا الكون· العلاقة بين الإنسان والأرض وحول العلاقة بين الإنسان والأرض أكد مفتي مصر أن الأمر يزداد عمقاً عندما تتبين لنا الرؤية الكلية للبيئة من خلال الكتاب والسنة وخاصة في العلاقة بين الإنسان والأرض حيث يقول تعالى (والله أنبتكم من الأرض نباتا) نوح 17، (والله جعل لكم من الأرض بساطا)، تخيل أنه صور لك أن الأرض أمك وأنك قد خرجت منها، فالقرآن يقص لنا قصة آدم وأنه من تراب وأنه خرج من هذه الأرض (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى) طه 55· وأضاف: ويخشى على الإنسان المسلم أن يعتقد أنه جزء من هذا الكون كما اعتقد الماديون، ولذلك يجب على المسلم أن ينظر لقوله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا) الاسراء 70، أي لم يجعل الله - سبحانه وتعالى- الإنسان جزءاً من هذا الكون بل جعله مفضلاً، فالرؤية الكلية للبيئة تجعل هذا الكون مسخراً للإنسان، وهذا يعلم الإنسان الخلافة والتسخير. وأوضح أن هذه الرؤية الكلية تؤثر في تعامل الإنسان مع البيئة، فالإنسان خليفة في عمارة الكون الذي سخر له· وعن حقوق الإنسان الخمسة وعلاقتها بالبيئة أوضح الدكتور علي جمعة أن هذه الحقوق هي مقاصد أرتقت إلى مرتبة الواجبات ومنها: حق الحياة الذي أصبح واجبا عليك، وحرم على الإنسان قتل نفسه لأن هذا الحق ارتقى إلى مرحلة الواجب، ومنها أيضاً حق العقل والدين وكرامة الإنسان، كل هذه الحقوق ارتقت من حقوق إلى واجبات· كذلك «الملك» حق للإنسان أن يتملك وحق له ألا يعتدي على ملكه وكل هذه المقاصد حقوق وظن كثير من الناس أن الحضارة الإسلامية حضارة واجبات فقلنا لهم لا إنها حضارة حقوق ارتفعت إلى درجة الواجبات· وأضاف أن حقوق الإنسان هذه ليست منفصلة عن حقوق الحيوان، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أمرنا بحماية حقوق الإنسان والحيوان والنبات والجماد، وتضبط تلك الحقوق مبادئ أخلاقية عامة هي جزء من الرؤية الكلية· وأكد الدكتور علي جمعة أن القرآن جعل المسلمين يسمون البهائم النفس المحترمة، وهي التي يجب على الإنسان احترامها وعدم قتلها، والإنسان مطالب بالمحافظة على كل نفس، سواء كانت لها منفعة عامة للبشر مثل البقر أو منفعة جمالية مثل القطط، حتى الكلب ليس الإنسان مكلفاً قتله إلا عندما يصبح خطراً وأمرنا باحترام النبات والاهتمام به و قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها فليغرسها»، ويقول: «ما من أحد قد غرس ثمرة تأكل منه الطير والدواب إلا كتب الله له به صدقة» وكان - صلى الله عليه وسلم - يمر بالقبور فيضع جريدة عليها ليخفف من عذابها ويروح عن سكانها بما هم فيه من وحشة، وكل هذا يرسم لنا رؤية كلية يعتمد عليها الإنسان في تعامله مع البيئة· مبدأ الرحمة وقال إن مبدأ الرحمة يحكم تعامل المسلم مع البيئة «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» ،»إنما بعثت رحمة للعالمين»، «وما أرسلناك الا رحمة للعالمين» وكان - صلى الله عليه وسلم - رحيما بكل شيء بالحيوان والنبات والجماد، حتى أنه - صلى الله عليه وسلم - لما ترك المنبر سمع وسمع الصحابة له أنينا، فنزل من على المنبر وقطع خطبة الجمعة ليضم الجذع إلى صدره الشريف ويتكلم معه بكلمات فيسكن الجذع ثم يدفنه بعد ذلك في أصل المنبر، فقال الصحابة لرسول الله: ماذا قلت له؟ قال: « قلت له ألا يرضيك أن تكون معي في الجنة»· والرسول - صلى الله عليه وسلم - في رؤيته الكلية للبيئة يعلمنا الحب والرحمة بالجماد والنبات· الحفاظ على المصادر الطبيعية وأشار إلى أن مبدأ الاقتصاد في الإسلام يحكم أيضاً هذا التعامل مع البيئة (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) الاعراف 31، ، وكان - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ بالمد - كوب صغير- لكي يحافظ على نعمة الماء والاقتصاد فيه· وأكد الدكتور علي جمعة نهي الإسلام عن الفساد والعبث بالبيئة، وأن هذا الفساد علامة الغضب (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام)، فإذا ما طبقنا هذه المبادئ وتلك القواعد نكون بذلك أصدقاء للبيئة، لأن الحضارة الإسلامية تسعى لأن يعيش الإنسان في سهولة ويسر وبيئة نظيفة، بينما حضارة الغرب أفسدت العالم ثم عادت تدعو إلى إصلاحه من أجل البيئة· سماحة الإسلام .. والاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك الحمد لله الذي أنعم علينا بالإسلام وشرح صدورنا للإيمان، والصلاة والسلام على سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم – وعلى آله وأصحابه أجمعين ... وبعد شاهدنا وتابعنا خلال الأيام الماضية الاقتحامات المتكررة التي يقوم بها المستوطنون لساحات المسجد الأقصى المبارك، حيث قام المستوطنون باقتحام ساحات المسجد الأقصى المبارك تحت حراسة الجيش الإسرائيلي المتواجد في المكان، وذلك من باب المغاربة الذي تسيطر عليه السلطات الإسرائيلية منذ احتلال مدينة القدس عام سبعة وستين وتسعمائة وألف للميلاد، حيث إن هذه الاقتحامات والاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى المبارك حلقة من المخطط اليهودي المتطرف لتهويد المدينة المقدسة، وإقامة الهيكل المزعوم بدلاً من المسجد الأقصى المبارك لا سمح الله، حيث بدأ ذلك واضحاً من خلال الحملات التي أعلنوا عنها للزحف نحو المسجد الأقصى المبارك. إن هذا العمل الإجرامي هو جزء من مسلسل المخططات الإسرائيلية ضد مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك مثل عدم السماح للأوقاف الإسلامية بالترميم، ومنع المصلين من الصلاة فيه، وكذلك الاستيلاء على العقارات المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك ، والاستمرار في الحفريات أصل المسجد الأقصى المبارك لتقويض بنيانه وزعزعة أركانه، وكذلك بناء كنيس على الأراضي الوقفية وعلى بعد أمتار قليلة من المسجد الأقصى المبارك، وكذلك مخططاتهم لبناء أكبر كنيس لهم على أراضي حارة المغاربة، وكذلك ارتكابهم للموبقات والفواحش المختلفة داخل ساحات المسجد الأقصى المبارك، كما أن هذه الاعتداءات والاقتحامات تتزامن مع الهجمة الشرسة التي تتعرض لها مدينة القدس، حيث تقوم سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضي محافظة القدس، وكذلك الاستيلاء على بيوت المقدسيين من أجل تفريغ المدينة المقدسة من سكانها الأصليين، ومصادرة هوياتهم، وفرض الضرائب الباهظة عليهم، وعدم السماح لهم بالبناء، وتطويق المدينة المقدسة بالمستوطنات الإسرائيلية، وفصلها عن محيطها الفلسطيني من خلال بناء جدار الفصل العنصري، كما أن الحكومة الإسرائيلية رصدت أكثر من مليار دولار لبناء خمسين ألف وحدة سكنية في مدينة القدس من أجل إحداث تغيير ديموغرافي في المدينة المقدسة يغلب عليها الطابع اليهودي. إننا نحذر من النتائج المترتبة على ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من اعتداءات ضد المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة ومدينة القدس بصفة عامة، كما نحمل الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا العمل، لأن هذا العمل سيؤدي إلى عواقب وخيمة لا يستطيع أحد التنبؤ بنتائجها، لأن المساس بالمسجد الأقصى المبارك هو مساس بعقيدة جميع المسلمين في العالم، ويتنافى والشرائع السماوية، وكل القوانين والمواثيق والأعراف الدولية. إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعي لتطبيق إجراءاتها الاحتلالية الظالمة بأن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل من خلال ابتلاعها للأوقاف والمقدسات في مدينة القدس. إن المسجد الأقصى المبارك مسجد إسلامي بقرار رباني لا يلغيه أي قرار صادر من هنا أو هناك، وإن ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى المبارك ارتباط عقدي، وليس ارتباطاً انفعالياً عابراً، ولا موسمياً مؤقتاً، حيث إن حادثة الإسراء من المعجزات، والمعجزات جزء من العقيدة الإسلامية. إن ديننا الإسلامي الحنيف جاء رحمة للعالمين، حيث عاشت البشرية حياة كريمة آمنة مطمئنة في ظل دولة الإسلام، فعندما نتصفح كتب التاريخ فإننا نجد صفحات مشرقة عن التسامح الإسلامي، مع أهل الديانات الأخرى، وعن الأسلوب الطيب في احترام الآخرين. إننا نجد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- يرفض أن يصلي في الكنيسة التي عرض عليه أسقف بيت المقدس أن يصلي فيها لماذا؟ حرصاً من عمر - رضي الله عنه - على بقاء الكنيسة لأصحابها، فقد قال للأسقف: لو صليت هنا لوثب المسلمون على المكان وقالوا: هنا صلى عمر وجعلوه مسجداً !! كما نلاحظ المعاملة الطيبة من المسلمين تجاه أهل الكتاب وهذا ما دفع الكثير من أهل الكتاب للدخول في هذا الدين الجديد لأنهم وجدوا فيه ضالتهم من السماحة واليسر والمحبة والأخوة، فهذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم- وقد مرت عليه جنازة يهودي فقام النبي – صلى الله عليه وسلم- لها، فقيل له: إنها جنازة يهودي فقال: «أليست نفساً» (1)، وهذا أمير المؤمنين – عمر بن الخطاب – رضي الله عنه، يرى شيخاً متوكئاً على عصاه وهو يسأل الناس، فسأل عنه فقيل إنه كتابي، وفي رواية- نصراني- فقال: «خذوا هذا وضرباءه إلى بيت المال فوالله ما أنصفناه إن أكلنا شبيبته وتركناه عند شيبه» (2). كما روي أن عبدالله بن عمر –رضي الله عنهما- ذبحت في بيته شاه فقال: أهديتم لجارنا اليهودي منها، قالوا: لا، قال أهدوا إليه، فاني سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- يقول: (ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه) (3). إن صيحة « ?}?فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ?{? (4)، تظهر عظمة هذا الدين، تظهر مدى مخاطبته للعقول لتختار بين طريق الإيمان وطريق الكفر، طريق الخير وطريق الشر، طريق الحق وطريق الباطل. فالإسلام لم يفرض على النصراني أن يترك نصرانيته، أو على اليهودي أن يترك يهوديته، بل طالب كليهما – ما دام يؤثر دينه القديم- أن يدع الإسلام وشأنه، يعتنقه من يعتنقه، دون تهجم مر، أو جدل سيئ. إن التسامح الذي عامل به الإسلام غيره، لم يعرف له نظير في القارات الست، ولم يحدث أن انفرد دين بالسلطة، ومنح مخالفيه في الاعتقاد كل أسباب البقاء والازدهار مثل ما صنع الإسلام، وفي مجتمع يضم أناساً مختلفي الدين، قد يثور نقاش بين هؤلاء وأولئك من الأتباع المتحمسين، وهنا نرى تعاليم الإسلام صريحة في التزام الأدب والهدوء ?}?وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ?{? (5). والعهدة العمرية التي أرسى قواعدها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- مع بطريرك الروم صفرونيوس في السنة الخامسة عشر للهجرة تمثل لوحة فنية في التسامح الإسلامي الذي لا نظير له في التاريخ، التسامح بين المسلمين والمسيحيين في فلسطين الحبيبة، هذه العلاقة الطيبة التي ما زالت وستبقى إن شاء الله، وهناك من يقول: إن الإسلام قد انتشر بالسيف ... هذا قول خاطئ فالإسلام لم ينتشر بالسيف، ولا بالقوة، ولا بالعنف، لأنه لو انتشر الإسلام بالسيف لزال الإسلام يوم أن زال السيف، فهذه بريطانيا كانت الشمس لا تغيب عن ملكها بفعل السيف، فلما زال السيف زالت لكن سيف الإسلام -على حد قول هؤلاء- زال، ولكن بفضل الله ورحمته نرى وجوهاً جديدة تدخل كل يوم في دين الله أفواجا. إن الإسلام قد انتشر بالأخلاق، بالقدوة الصالحة، بالحكمة والموعظة الحسنة، هذا ما تحلى به التجار المسلمون يوم طافوا البلاد بأخلاقهم الكريمة وصفاتهم الطيبة، فدخل الناس في دين الله أفواجا. هذه هي أخلاق المسلمين وسماحة الإسلام، أما اليوم فنرى المسلمين يمنعون من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك، وتتعرض مقدساتهم للاقتحامات والاعتداءات والمؤامرات، فما أحوج الأمة إلى جمع شملها ورص صفوفها فهي المقدمة لاسترداد حقوقها، وبهذه المناسبة فإننا نناشد قيادات الشعب الفلسطيني إلى ضرورة إنجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني فورا لأنه أهم خطوة على طريق حماية القدس والأقصى والمقدسات، كما ندعو جماهير الشعب الفلسطيني إلى رص الصفوف وجمع الشمل وتوحيد الكلمة، للدفاع عن المقدسات كافة، وعن المسجد الأقصى المبارك بصفة خاصة، وشدّ الرحال إليه دائماً، لإعماره وحمايته من المؤامرات الخطيرة التي باتت تشكل خطرا حقيقيا عليه. كما ونناشد منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس ورابطة العالم الإسلامي وجامعة الدول العربية بضرورة التحرك السريع والجاد لإنقاذ المسجد الأقصى المبارك، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية في مدينة القدس، وسائر الأراضي الفلسطينية، ومن حقنا أن نتساءل: لماذا لا تعقد المؤسسات العربية والإسلامية اجتماعات لها لمناقشة هذا الوضع الخطير؟! وهل هناك أهم وأخطر من أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى النبي محمد - صلى الله عليه وسلم- ؟! أملي أن تستجيب الأمة لاستغاثة الأقصى والقدس وفلسطين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين الهوامش : 1- أخرجه البخاري 2- كتاب الخراج لأبي يوسف 3- أخرجه البخاري 4- سورة الكهف الآية (29) 5- سورة العنكبوت الآية (46) www.yousefsalama.com
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©